الحنيفية
يعتبر أتباع الحنيفية من قدامى الموحدين في الجزيرة العربية، والحنفاء هم الذين آمنوا بإبراهيم عليه السلام، وسُمّي من كان على دين إبراهيم الحنيف، فكان السواد الأعظم من قريش على دين إبراهيم، يحجون البيت الحرام، ويؤدون المناسك، ويكرمون الضيف، وينكرون الظلم والفواحش، ويعظمون الأشهر الحرم، يُقر أتباع الحنيفية بأنّ الله وحده خالق الكون، كما يقرّون بالبعث والنشور، وبثواب المُحسن، وعقاب العاصي، ويجتمعون على الدعوة إلى الصلاح، ونبذ عبادة الأصنام، ويتجلّى توحيد الله تعالى عند الحنفاء بقول عبيد بن الأبرص الأسدي: "والله ليس شريك له .. علّام ما أخفت القلوب".
الوثنية
هي عبادة الأصنام، ويعتبر عمرو بن لحي أول من غيّر دين إبراهيم، وأدخل عبادة الأصنام إلى جزيرة العرب، فقد خرج عمرو بن لحي مرّةً إلى الشام، ورأى قومًا يعبدون التماثيل، فأعطوه ثمثالًا منها، فجعله عند الكعبة، وبمرور الوقت أقبلت العرب على التقرّب من الصنم الذي نصبه عمرو بن لحي، وأصبحت تتخذ أصنامًا أخرى لتعبدها، وانتشرت عبادة الأصنام في جزيرة العرب، ولم يتبقَ إلّا قلة قليلة على الحنيفية.
الدهريون
هم قوم ملحدون، أنكروا وجود الله خالق الكون، وكذبوا الرسل والبعث، واعتقدوا أنّ الدهر بتتابع أزمنته هو المتحكّم بالمصائر، وليس الله تعالى، وكانت هذه الفئة تسبّ الدهر عند تعرّضهم لأحوال أو مواقف سيئة، لاعتقادهم بأنّ الدهر هو الفاعل والمُسيّر للأمور، إلّا أنّ بعض أهل الحكمة والدراية من العرب أنكروا على الدهريين ما يعتقدون، واستخدموا في أشعارهم لفظ الدهر للدلالة على الزمن والتوقيت فقط.
اليهودية
اعتنقت بعض قبائل جزيرة العرب الديانة اليهودية، مثل بنو النضير، وبنو ثعلبة، وبنو قريضة، ولكن كانت هذه القبائل تعيش خارج مكة، كما تهوّد قوم من الأوس، ويُعتقد أنّ اليهودية كانت حديثة العهد في شبه الجزيرة العربية، فلم يوجد أي دليل يُثبت وجودها منذ القدم، ويُحتمل مجيئها من الحبشة أو من الشمال، كما دعت اليهودية إلى عبادة الإله الواحد، الذي يُدعى "يهوه"، واختصوا العبادة له دون سواه، وادعى اليهود أنّهم شعب الله المختار، وعلى الرغم من دخول بعض القبائل العربية في اليهودية، إلّا أنّ هذه الديانة لم تكن واسعة الانتشار في جزيرة العرب.
النصرانية
هي ديانة كتابية سماوية، جاء بها سيدنا عيسى المسيح عليه السلام إلى بني إسرائيل، دعى فيها إلى عبادة الله الواحد رب البشر، ودخلت النصرانية إلى جزيرة العرب عن طريق التجار، الذين كانوا يسافرون إلى مدن الحجاز والبحرين واليمن، وكانوا يستريحون في الأديرة والكنائس، ومن هنا تعرفوا على النصرانية، وقد انتشرت الديانة النصرانية في شبه الجزيرة العربية، ودان بها عدة قبائل عربية، منهم بنو تغلب، وبنو امرؤ القيس، ودخلت النصرانية إلى مكة، وآمن بها بعض رجالاتها، مثل ورقة بن نوفل، وعثمان بن الحويرث، واعتبرت النصرانية أنّ الله تعالى هو رب البشر جميعًا، مع وجود اختلافات حول طبيعة المسيح بين الطوائف المختلفة.
المجوسية
اعتقد أتباع المجوسية بوجود إلهين يتحكمان بالكون، وهما إله الخير وإله الشر، وقد دخلت المجوسية إلى جزيرة العرب عن طريق الحيرة، وانتشرت عند بعض القبائل العربية، مثل قبيلة تميم.
المراجع
- ↑ داود سلمان خلف حمد الزبيدي، التطور التكويني لرؤية التاريخ في الفكر العربي الاسلامي، صفحة 20-037. بتصرّف.
- ↑ د. محمد حمزة إبراهيم، "الأديان في شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام"، ايسج، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.