الأضحية عن الميت حكمها، وشروطها، وهل يجوز الأكل منها؟

كتابة:
الأضحية عن الميت حكمها، وشروطها، وهل يجوز الأكل منها؟

حكم الأضحية عن الميت

شرع الله -عزَّ وجلَّ- الأضحية للأحياء، لكن هل هي مشروعةٌ عن الأموات؟ هذا ما سيتمُّ الحديث عنه في هذا المقال، حيث سيتعرَّف القارئ على حكم الأضحية عن الميِّت إذا أوصى بها، وحكمها إن كانت تبرّعا من الوارث، وحكم الأضحية إذا عيّنها صاحبها ثمَّ مات عنها، كما سيتعرَّف القارئ على شروط الأضحية عن الميّت وحكم الأكل منها.

حكم الأضحية عن الميت إذا أوصى بها أو وقف وقفا لها

إذا أوصى أحد المسلمين حال حياته بذبح الأضحية بعد موته بما لا يزيد عن ثلث ماله، وجب على الورثة بعد موته تنفيذ وصيّته، كذلك إن جعل المسلم الأضحية وقفاً له ثمَّ مات؛ وجب على القائم على الوقف الأضحية عنه،[١] وقد اتّفق الفقهاء على جواز الأضحية عن الميت في هذه الحالة.[٢]

حكم الأضحية إذا تبرع الوارث بها استقلالا

إنَّ الأضحية عن الميت تبرّعًا من الوارث من غير وصيّة؛ ولا وقفٍ ليس مشروعا في الإسلام، كما أنَّه ليس من هَدْي رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث لم يُضحِّ عمَّن مات من أقاربه وأحبابه أمثال السيدة خديجة، وعمِّه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنهم-، بالرّغم من أنَّهم من أحبِّ النَّاس إليه.[٣]

حكم الأضحية إذا مات عنها صاحبها قبل أن يذبحها

تعدّدت آراء الفقهاء في حكم الأضحية التي عيَّنها صاحبها ثمَّ مات عنها، وفيما يأتي ذكر هذه الأقوال:[٤]

  • القول الأول: وهو مذهب الشافعية، وقالوا بأنَّه يتعيَّن على الورثة ذبح الأضحية، ولا يجوز لهم بيعها حتى وإن كان عليه دينٌ لا وفاء له.
  • القول الثاني: وهو قول الأوزاعي، فقال: يجوز بيعها حال وجود دينٍ عليه لا وفاء له إلا بثمنها.
  • القول الثالث: وهو قول الإمام مالك، فقال: يجوز للورثة بيعها إن حصل بينهم شجارٌ عليها.

شروط الأضحية عن الميت

هناك عددٌ من الشّروط التي لا بدَّ من مراعاتها لتكون الأضحية صحيحة، منها شروطٌ خاصة بالأضحية ذاتها، ومنها شروطٌ خاصة في المضحّي، وفيما يأتي ذكرها:

  • شروط الأضحية: إنَّ الشّروط الخاصة بالأضحية ستة، وهي:[٥][٦]أن تكون من بهيمة الأنعام؛ من الغنم والضأن أو البقر أو الإبل.
  • أن تبلغ السنَّ المحدّد شرعا، وفيما يأتي بيانُ السنِّ المحدّد شرعا لكلِّ بهيمةٍ:
    • الضّأن: ما زاد عن ستة أشهر، خلافا للمعز الذي لا بدَّ أن تكون قد بلغت السنة.
    • الإبل: ما تمَّ له خمس سنين.
    • البقر: ما تمَّ له سنتان.
    • الغنم: ما تمَّ له سنةً.
  • أن تكون خاليةً من العيوب المانعة من الإجزاء، وفيما يأتي ذكر هذه العيوب:
    • العوراء البيّن عورها.
    • المريضة البيِّن مرضها.
    • العرجاء البيِّن عرجها.
    • الهزيلة التي لا تكاد تقدر على الوقوف لخلوِّ عظمها من الدهن.
  • أن تكون مملوكةً للمضحّي.
  • ألّا يتعلّق بالأضحيةً حقٌ للغير.
  • أن يتمَّ ذبحها في الوقت المحدّد شرعا، وهو من بعد صلاة العيد حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.
  • شروط المضحي: يُشترط بمن يُريد أن يُضحّي ستة شروط، وهي:[٧]
  • الإسلام.
  • الحرية.
  • البلوغ.
  • العقل.
  • الإقامة.
  • الاستطاعة.


هل يجوز الأكل من الأضحية عن الميت؟

تعدّدت آراء الأئمة الأربعة في حكم الأكل من الأضحية عن الميّت؛ فذهب فقهاء الحنفية والشافعية إلى عدم الجواز، وقالوا بوجوب التصدّق بها كاملةً، بينما ذهب فقهاء المالكية والحنابلة إلى جواز الأكل منها؛ حيث إنَّ الوارث يقوم مقام الميِّت في الأكل والإهداء والصدقة.[٨]

المراجع

  1. عبد العزيز بن باز، مجموع فتاوى ابن باز، صفحة 40، جزء 18. بتصرّف.
  2. عبدالله الطيار (2012)، الفقه الميسر (الطبعة 2)، المملكة العربية السعودية- الرياض:مدار الوطن للنشر، صفحة 124، جزء 4. بتصرّف.
  3. محمد بن صالح بن محمد العثيمين، لقاء الباب المفتوح، صفحة 23، جزء 52. بتصرّف.
  4. موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي (1968)، المغني لابن قدامة، صفحة 447، جزء 4. بتصرّف.
  5. ابن عثيمين، اللقاء الشهري، صفحة 7- 11. بتصرّف.
  6. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 277-279. بتصرّف.
  7. وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي (الطبعة 4)، سورية- دمشق:دار الفكر، صفحة 2711، جزء 4. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 20629، جزء 11. بتصرّف.
5602 مشاهدة
للأعلى للسفل
×