الأعراض الإنسحابية للكحول

كتابة:
الأعراض الإنسحابية للكحول

الانسحاب من الكحول

الانسحاب من الكحول هو التغييرات التي يمر بها الجسم عندما يتوقف الشخص عن شرب المواد الكحولية فجأةً بعد شربها لفترة طويلة وبكميات كبيرة، وتشمل الأعراض الانسحابية للكحول الارتعاش، والأرق، والقلق، والأعراض الجسدية والعقلية الأخرى، فالكحول يملك تأثيرًا يُسمّى التأثير المهدّئ أو تأثير الاكتئاب على الدماغ، ففي حالة شرب الكحول بكميات كبيرة ولفترة طويلة يتعرض الدماغ باستمرار تقريبًا للتأثير الاكتئابي للكحول، ومع مرور الوقت يعدّل الدماغ خصائصه الكيميائية للتعويض عن تأثير الكحول، ويقوم بذلك عن طريق إنتاج مواد كيميائية محفزة طبيعية مثل السيروتونين أو النوربينيفرين بكميات أكبر من المعتاد، وإذا توقف الشخص عن شرب الكحول فجأةً فإنّ معظم أعراض الانسحاب هي الأعراض التي تحدث عندما يُحفَّز الدّماغ أكثر من اللازم.

يحدث أخطر أشكال انسحاب الكحول في حوالي 1 من كل 20 شخصًا يعانون من الأعراض الانسحابية، وتُسمى هذه الحالة الهذيان الارتجافي، وفي هذه الحالة لا يستطيع الدماغ تعديل الخصائص الكيميائية بسلاسة بعد توقّف شرب الكحول، ممّا يؤدّي إلى الارتباك المؤقت ويؤدي إلى حدوث تغييرات خطيرة في الطريقة التي ينظم بها الدماغ الدورة الدموية والتنفس، ويمكن أن تتغير العلامات الحيوية للجسم مثل معدل نبضات القلب أو ضغط الدم بدرجة كبيرة وغير متوقعة، مما يؤدي إلى خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو الموت.[١]


الأعراض الانسحابية للكحول

يمكن أن تحدث الأعراض الانسحابية للكحول في وقت مبكر؛ أي حتى بعد ساعتين من آخر مرة يشرب فيها الشخص الكحول، وعادةً تصل الأعراض إلى ذروتها خلال 24-48 ساعةً الأولى، وهو الوقت الذي قد يتعرض فيه الشخص لأعراض انسحابية غير مريحة، مثل: الأرق، وتسارع نبض القلب، والتغيرات في ضغط الدم، والتعرّق، والارتعاش، والحمّى، وبينما يعاني بعض الأشخاص من أعراض انسحاب قليلة للغاية فقد يعاني البعض الآخر من آثار جانبية أكثر خطورةً، فعلى سبيل المثال يُعدّ الهذيان أحد أكثر أعراض انسحاب الكحول شيوعًا، ويمكن أن يظهر خلال 48 ساعةً الأولى بعد آخر مشروب، وتشمل الارتباك، والارتعاش، والهلوسة، وارتفاع ضغط الدم.

على الرّغم من أنّ الهذيان الارتجافي غير شائع إلّا أنّه قد يهدّد الحياة، وقد يتعرض الأشخاص الذين يشربون المشروبات الكحولية والذين يتوقفون عن الشرب فجأةً لأي من الأعراض الخطيرة، لذلك من المهم علاجهم من قِبَل اختصاصي طبي عند التخلّص من إدمان الكحوليات، ويتضمن الجدول الزمني للأعراض الانسحابية الشائعة ما يأتي:[٢]

  • خلال 6-12 ساعةً بعد التوقف عن الشرب: يعاني الشخص خلال هذه الفترة من التهيّج، والقلق، والصداع، والارتعاش، والغثيان، والتقيّؤ.
  • خلال 12-24 ساعةً بعد التوقف عن الشرب: قد يعاني المريض خلال هذه الفترة من الارتباك، وارتعاش اليد، والنّوبات التشنّجية.
  • خلال 48 ساعةً بعد التوقف عن الشرب: قد يعاني المريض خلال هذه الفترة من النوبات التشنّجية، والأرق، وارتفاع ضغط الدم، وهلوسات حسية وبصرية، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والتعرّق الزائد، والهذيان الارتجافي.

تتأثر الأعراض الانسحابية للكحول بعدة عوامل، من بينها تكرار الشرب، والكميات المستهلكة أثناء الشرب، وطول فترة الشرب، والتاريخ الطبي، والظروف الصحية المشتركة، ومن المرجّح أن يتعرّض الشخص لأعراض انسحاب شديدة إذا شرب الكحول مع تعاطي المخدرات، ويمكن أن تنقسم الأعراض الانسحابية للكحول إلى قسمين، وهما كما يأتي:

  • انسحاب الكحول الحاد: متلازمة انسحاب الكحول الحادّ تحدث عندما يواجه الشخص أعراضًا انسحابيةً مفاجئةً وحادةً، ويحدث ذلك بتكرار في أول أسبوعين بعد الإقلاع عن الشرب، وخلال هذا الوقت يكون الشخص أكثر عرضةً لخطر فقدان الوعي مؤقتًا أو الإصابة بالهذيان الارتجافي أو النوبات، وبسبب المضاعفات الصحية التي تهدد الحياة والتي يمكن أن تنشأ خلال الانسحاب الحاد من الكحول من المستحسن أن يبقى الشخص في مستشفى أو مركز لإعادة التأهيل للعلاج.
  • انسحاب الكحول ما بعد الحاد: بعد أن تزول أعراض انسحاب الكحول الأوّلي قد يتعرّض بعض الأشخاص لآثار جانبيّة طويلة، وهو المعروف باسم متلازمة الانسحاب ما بعد الحادّ، ويتضمّن ذلك أعراض الانسحاب التي تحدث بعد الانسحاب الحادّ، ويمكن أن تجعل حياة ما بعد إعادة التأهيل صعبةً لبعض الأشخاص، ووفقًا لخطورة شرب الكحول يمكن لهذه الأعراض أن تستمرّ من بضعة أسابيع إلى سنة، وتشمل هذه الأعراض التهيّج، والقلق، وانخفاض الطاقة، ومشكلات النّوم، ومشكلات الذّاكرة، والدوخة، وردود الأفعال المتأخّرة.


علاج الانسحاب من الكحول

تتضمّن خيارات العلاج لمتلازمة انسحاب الكحول عادةً رعايةً داعمةً لتخفيف تأثير الأعراض الانسحابية، ويستخدم الأطباء في العادة نوعًا من الأدوية يُطلق عليه البنزوديازيبينات لتقليل أعراض انسحاب الكحول، كما أنّ شرب الكحول بكميات كبيرة يؤدي إلى فقدان كهرلية الجسم الحيوية والفيتامينات، مثل: الفولات، والمغنيسيوم، والثيامين، لذلك قد يشمل العلاج أيضًا تعويض سوائل الفيتامينات المتعددة، ويهدف علاج الانسحاب من الكحول في الجمعية الأمريكية لطب الإدمان إلى ما يأتي:[٣]

  • جعل عملية الانسحاب آمنةً للشّخص ومساعدته على العيش دون كحول.
  • حماية كرامة الشخص أثناء عملية الانسحاب ومعاملتها معاملةً إنسانيّةً.
  • إعداد شخص للعلاج المستمرّ.


المراجع

  1. "Alcohol Withdrawal", health.harvard.edu,4-2019، Retrieved 25-8-2019. Edited.
  2. Carol Galbicsek (26-7-2019), "Alcohol Withdrawal"، alcoholrehabguide.org, Retrieved 25-8-2019. Edited.
  3. MaryAnn de Pietro (5-7-2018), "Signs of alcohol withdrawal syndrome"، medicalnewstoday, Retrieved 25-8-2019. Edited.
5588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×