محتويات
الأفعال في اللغة العربية
تنقسم الأفعال في اللغة العربية إلى أفعال لازمة وأفعال متعدية، ويكمن الفرق بينهما باكتفاء الفعل بفاعله أو عدمه، فالأول يكتفي بفاعل لإتمام معنى الجملة، والثاني يحتاج إلى مفعول به واحد أو أكثر لإتمام المعنى المقصود، وسيتمّ تخصيص الحديث هنا عن الأفعال التي تنصب مفعولين في النحو العربي، وأقسامها المختلفة وهي: أفعال القلوب، وأفعال التحويل، وأفعال الرجحان، وذكر أمثلة توضح الناحية الإعرابية والمعنوية فيها. [١]
الأفعال التي تنصب مفعولين في النحو
تعدّدت الأفعال التي تنصب مفعولين في النحو العربي، وقد اهتمّ النحاة بهذه الأفعال وقسّموها إلى أقسام مختلفة، فهي تشتمل على الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا، والأفعال التي تتعدى إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، وينقسم النوع الأخير بدوره إلى: أفعال القلوب وهي: أفعال اليقين وأفعال الرجحان ويُضاف إليها أفعال التحويل، وفيما يأتي توضيح لكل هذه الأقسام مع أمثلة توضيحية.
الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا
هذا النوع من الأفعال يحتاج إلى مفعول به ثانٍ لإتمام المعنى المطلوب من الجملة، فالمعنى لا يتم إلا بوجوده، وهذه الأفعال فيها معنى الإعطاء والمنح، ويذهب بعض النحاة أن المفعول به الأول هو فاعل في المعنى، والفعل المتعدي لمفعولين ينقسم إلى قسمين: قسم يأخذ مفعولين ليس أصلُهما مبتدأ وخبرًا، ويمكنُ أن يكتفيَ بمفعول به واحد، وهي أعطى وأخواتها منها: منح، وهب، كسا، ألبس، سأل، علّم.
الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر
ويشتمل على الأفعال الناسخة التي تحول المبتدأ والخبر إلى مفعولين منصوبين، وفي هذا القسم لا يمكن الاكتفاء بمفعول واحد دون الآخر؛ إذ لا بدّ من ذكرهما معًا في الجملة ليتمّ المعنى المقصود منها [٢]، وتنقسم هذه الأفعال إلى قسمين هما: [٣]
- أفعال القلوب: وسميت بذلك لاتصال معانيها بالقلب، كاليقين، والشك، والإنكار، وهي تنقسم إلى قسمين هما:
- أفعال اليقين: يقين حدوث الفعل، وهي: علم، وجد، درى، ألفى، تعلّم، رأى، نحو: رأيتك قويًّا، فالكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول. قويًّا: مفعول به ثانٍ منصوب بتنوين الفتح الظاهر على آخره، وكذلك جملة: "وجدت الصدقَ فضيلةً" فمعنى وجدت هنا "اعتقدت"، وهي بهذا المعنى فقط تكون من الأفعال التي تنصب مفعولين، وهي مثل: رأيت العلمَ نورًا بمعنى اعتقدت، ولهذا تسمى أفعال القلوب.
- أفعال الرجحان: هي من الأفعال التي تنصب مفعولين، وسميت بذلك لرجحان حدوث الفعل مثل: ظننت الأمر سهلًا، وإعرابها: الأمر: مفعول به أول، سهلًا: مفعول به ثانٍ منصوب، وفي مثال آخر: زعمت المطر منهمرًا، وإعراب المطر: مفعول به أول، منهمرًا: مفعول به ثانٍ منصوب. والغالب في استعمال "زعم" أنّها تُستخدم للظنّ الفاسد.
- أفعال التحويل: وتفيد تحويل الشيء من حال إلى حال، وهي: صيّر، جعل، اتخذ، ترك، حوّل، ردّ، مثل: جعلتُ القصةَ ممتعةً، وتُعرب جَعَل: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محلّ رفع فاعل، القصةَ: مفعول به أول منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، ممتعة: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره، وفي مثال آخر: صيرت الجليدَ ماءً، وتُعرب صيّرتُ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، الجليد: مفعول به أول منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، ماءً: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
شواهد إعرابية على الأفعال التي تنصب مفعولين
إن الناظر في كتب النحو العربي سيجد عددًا لا بأس به من الشواهد النحوية من جمل وأبيات شعرية وغيرها، وللتأكيد على ما ذكر سابقًا، سيتم ذكر بعض الشواهد، وتحديد موضع الشاهد الإعرابيّ فيها مع إعرابها، ويمكن ملاحظة أنّ المفعول به يمكن أن يكون ضميرًا متصلًا وليس اسمًا ظاهرًا فقط.
المثال الأول
تَعلّمْ شِفاءَ النفسِ قهرَ عدوِّها، فبالِغْ بلطفٍ في التّحَيُّلِ والمَكرِ
- تعلّمْ: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
- شفاء: مفعول به أول، قهر: مفعول به ثانٍ.
المثال الثاني
عَلِمْتُكَ الباذلَ المعروفَ فانبعثَتْ، إليكَ بي واجفاتُ الشّوقِ والأملِ
- علم: فعل ماضٍ مبني على الفتح. التاء: ضمير متصل "فاعل"
- الكاف: ضمير متصل مفعول به أول.
- الباذل: مفعول به ثانٍ
المثال الثالث
نَطِقٌ إذا حَطّ الكَلامُ لِثامَهُ، أعْطَى بمَنْطِقِهِ القُلُوبَ عُقُولا
- أعطى: فعل ماض، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو.
- القلوب: مفعول به أول.
- عقولا: مفعول به ثاني.
المثال الرابع
أعطيتُ الصديقَ كتابًا
- أعطى: هو فعل ماضٍ ينصب مفعولين.
- الصديقَ: مفعول به أول.
- وكتابًا: مفعول به ثانٍ.
المراجع
- ↑ " الأفعال التي تنصب مفعولين "، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 03-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "شرح ظن وأخواتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-6-2019. بتصرّف.