الأمن الفكري في علم الاجتماع القانوني

كتابة:
الأمن الفكري في علم الاجتماع القانوني


مفهوم الأمن الفكري في علم الاجتماع القانوني

يُعرَّف الأمن الفكري على أنه الإجراءات التي يُجدر بالمؤسسات الاجتماعيّة اتخاذها بهدف البناء العقلي للإنسان، عن طريق غرس المعتقدات والقيم التي توجّه سلوك الفرد بما يُحقق أمن المجتمع، وتحصين العقل بتفعيل مدركات الفرد، والتي تمكّنه من التمييز بين الجيّد وغير الجيّد في مشاهداته الحياتية بمختلف الجوانب، ليقبل أو يرفض تلك المعطيات.[١]


يتقابل هذا المفهوم مع مفهوم الانحراف الفكري، والذي يعني السلوك غير السويّ، والانحراف الجُرمي الذي يقع ضمن مجاله التطرف والغلو والإرهاب والقتل،[٢] ويساهم الأمن الفكري في بناء المنظومة القيميّة والفكرية السليمة، والتي توجه سلوك الفرد في المجتمع، وتحفظه من حالة الفوضى والاضطراب الفكريين، الأمر الذي يُبعِد الفرد عن منزلقات الزلل والسوء في تصرفاته، حيال ما يواجهه في الحياة.[٣]

ماهية الأمن الفكري

تتعدد نظرة المذاهب السياسية في تحديد ماهية الأمن الفكري، لكنّها تتلخص فيما يأتي:[٤]

  • الدول الشيوعية

ويشمل الأمن الفكري بالنّسبة للدول الشيوعية جميع النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي يتم توسيعها ونشرها فكرًا وعقيدة حتى ولو باللجوء إلى القوة.

  • الرأسمالية

ينحسر الأمن الفكري بالنسبة للدول الرأسمالية في الفكر السياسي والاقتصادي، إذ إن الفكر الثقافي والاجتماعي يعد من باب الحريات الفردية، والتي لا تتدخل فيها الدولة.

  • الإسلام

يرى الإسلام الأمن الفكري متمثّلًا بتعاليم الإسلام وتعزيز الإيمان في النفس والقلب والجوارح؛ كون الإسلام رسالةً للحياة بشموليتها.

معوقات الأمن الفكري

هناك العديد من التحديات والمعوقات التي تُواجه الأمن الفكري وتهدّده، والتي تدفع بتعزيز قيم الحوار والتعددية الثقافية وتمكين الأسر من أدوات التربية السليمة وتوظيف الإعلام في مواجهة تلك التحديات،[٤] ومن أهم هذه المعوقات ما يأتي:[٥]

  • الجهل.
  • غياب القدوة الحسنة.
  • غياب المرجعيات العلمية الناصحة.
  • سيادة الانقسامات الفكرية على الصعيد العالمي، يكبح ويهدد الأمن الفكري لدى الفرد.

النظريات المفسرة للأمن الفكري

تعالج عدة نظريات في علم الاجتماع مفهوم الأمن الفكري، ويُمكن توضيح هذه النظريات كما يأتي:[٦]

  • النسق الاجتماعي

يرى والتر بكللي، أن الفرد لا يمكنه الاستقلال عن مجتمعه، فهما مكملان لبعضهما البعض، وفق مجموعة أنساق في عملية تفاعل وتبادل مستمرتين على الدوام، وعليه فإن الأمن الفكري يمثل النسق الاجتماعي الذي يكتسب الفاعلية والتغيير من المحيط الاجتماعي الذي يمثله الحراك المعرفي بكافة أبعاده.

  • المعرفة الاجتماعية

يحدد روبرت ميرتون، قواعد واقعية للإنتاج العقلي في الوجود الاجتماعي ضمن محوري القواعد الاجتماعية والثقافية، حيث تمثل الأولى الموقع والمكانة الاجتماعية للفرد، وتمثل الثانية القيم والأخلاق والأفكار.

  • المدرسة الذاتية

تعزو هذه المدرسة الانحرافات الفكرية، إلى الجانب النفسي والعقلي.

  • الاتجاه الموضوعي

ويربط هذا الاتجاه الأمن الفكري بعدة نظريات أهمها الوصمة والثقافة الفرعية والتفكك الاجتماعي.

  • التغير الاجتماعي

والذي يربط الأمن الفكري بالتوسّع المُطَّرد والمفاجئ للمجتمع بصورة تفوق قدرات البعض على الاستجابة لهذه التغيرات والتوسعات مما يهدد الأمن الفكري لديهم، ويدفعهم للانحراف الفكري والمسلكي في مرتبة متقدمة.

المراجع

  1. بن خليفة فاطيمة، الأمن الفكري و دور المدرسة في تعزيزه دراسة تحليلية، صفحة 1. بتصرّف.
  2. جميل أبو العبّاس الريان، المتطرفون: نشأة التطرف الفكري وأسبابه وآثاره وطرق علاجه، صفحة 126. بتصرّف.
  3. بن خليفة فاطيمة، الأمن الفكري و دور المدرسة في تعزيزه دراسة تحليلية، صفحة 2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب د بن خليفة فاطيمة، الأمن الفكري ودور المدرسة في تعزيزه: دراسة تحليلية، صفحة 1. بتصرّف.
  5. جميل الوخيان، اتجاهات طلبة الجامعات الاردنية الحكومية نحو الارهاب اسبابه و طرق الوقاية منه، صفحة 37. بتصرّف.
  6. د بن خليفة فاطيمة، الأمن الفكري ودور المدرسة في تعزيزه: دراسة تحليلية، صفحة 2-3. بتصرّف.
2686 مشاهدة
للأعلى للسفل
×