الإبلاغ عن التحرش الجنسي لم يعتبر صعباً؟

كتابة:
الإبلاغ عن التحرش الجنسي لم يعتبر صعباً؟

إذا كان الاعتداء الجنسي أو التحرش الجنسي مصيبة فإن التكتم على الاعتداءات والتحرشات الجنسية والنابع من الخوف أو الشعور بالخجل هو كارثة. وهكذا نتعامل معه!

من أكثر الأمور المخيفة بالنسبة للوالدين، هو وقوع أحد أبنائهم ضحية للاعتداء الجنسي، ولا يعتبر الاعتداء الجنسي أزمة شخصية يعيشها الشخص المتضرر، بل أزمة عائلية يعيشها جميع أفراد العائلة، لذلك ينبغي تجنيد العديد من وسائل الدعم للتقليل من تبعات وإسقاطات هذا الحدث.

​​ما أسباب عدم الإبلاغ عن التحرش الجنسي؟

تعود الرغبة في عدم الإبلاغ عن الاعتداء الجنسي إلى العديد من الأسباب، ومنها:

  • وجود تهديد واضح من قبل المُعتدي بعدم إخبار أي شخص عما حدث.
  • لجوء الشخص المعتدي إلى إعطاء الهدايا للضحية وقد يكافئه أو يجعله يعتقد بأن ما حصل هو سرّ مشترك بينهما، الأمر الذي غالبًا ما يحصل في الاعتداءات الجنسية على الأطفال.
  • معاناة المُعتدى عليه من عدم ثقة بالبيئة المحيطة به، أو من قلة الدعم، مما يجعله يفضل إبقاء هذا الحدث سرًا لنفسه.

الجدير بالذكر أنه يُنظر إلى قضية الاعتداء الجنسي بوجه عام على أنها قضية شخصية، إذ غالبًا ما لا يرغب الناس في معرفة الحقيقة حول الاعتداءات الجنسية، وفي محاولة لتجاهل الموضوع وإخفائه والادعاء بأنه لا يحصل في مجتمعاتنا، وكثيرًا ما لا يجرؤ العديد من العاملين في السلطات المسؤولة على التعامل مع هذه الحالات وعلى طرح السؤال: هل كان هنالك اعتداء جنسي؟

من هم ضحايا الاعتداء والتحرش الجنسي؟

يميل المجتمع عادةً إلى الاعتقاد بأن الشخص المتضرر هو الوحيد الذي يتعامل مع الاعتداء، ولكن الحقيقة هي أن عائلة الضحية تضطر إلى مواجهة هذا الحدث، منذ اللحظة التي يتم فيها إخبارهم بالاعتداء، ويحدث ذلك لأن الاعتداء يشمل في طياته قضيتين مشحونتين وحساستين، كالعنف والجنس من جهة، وكون أحد أفراد العائلة ضحية للاعتداء، وغالبًا ما يكون طفلًا أو طفلة.

ما أضرار عدم الإبلاغ عن التحرش الجنسي؟

على الرغم من أن الاعتداءات الجنسية تسبب ضائقة نفسية صعبة بالنسبة لمن وقع ضحية لها، فإن نسبة المبلغين عنها فعليًا قد لا تتجاوز الثلث، ومن شأن عملية الإخفاء والإنكار والاضطرار لمواجهة هذه الأزمة بشكل فردي أن تجعل الضحية تدفع ثمنًا نفسيًا كبيرًا، كما أنها سوف تجعل المتضرر يشعر بالعديد من الأمور السلبية، مثل:

  • الوحدة والخجل.
  • الذنب
  • العديد من المشاعر القاسية التي يعيشها منذ لحظة تعرضه للاعتداء.

ورغم أن التبليغ لا يتم إلا في حالات قليلة نسبيًا، فقد يحاول المتضررون من الاعتداءات الجنسية في بعض الحالات الإبلاغ عن تعرضهم للاعتداء بشكل غير مباشر، وذلك من خلال إحدى الأمور الآتية:

  • القيام بتصرفات جنسية غير ملائمة لسنهم.
  • إطلاق النكات حول هذا الموضوع.
  • ترك يومياتهم القديمة مفتوحة على الصفحة التي كتبوا فيها عن الاعتداء الجنسي، والعديد من السبل الأخرى.

مصارحة المعتدى عليه لأهله

قد يؤدي الكشف عن تعرض أحد أقرباء العائلة للاعتداء الجنسي إلى الشعور بالخوف، والقلق، والشعور بالذنب (كيف لم نقم بحمايتهم؟)، والخجل والألم، وتكون التجربة التي يمر بها الأهل هي الأصعب، خصوصًا إذا علموا بالأمر بعد مرور وقت طويل من حدوث الاعتداء، إذ يتساءلون عندئذ، كيف لم ينتبهوا لحدوث الاعتداء؟ ولماذا لم يكن طفلهم يثق بهم لكي يخبرهم بما حصل؟

يعتبر الكشف عن السر لأفراد العائلة والتوجه لتلقي المساعدة أمرًا معقدًا وصعبًا للغاية بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي، فهم يفضلون محاولة تجاهل ونسيان الحدث أكثر من التحدث عنه مرة أخرى، ومناقشته مع أشخاص مقربين أو غرباء.

ومن الجدير بالذكر أن محاولة نسيان الحدث وتجاهله تبوء عادةً بالفشل، وتسبب ازدياد الشعور بالخوف، والوحدة وتزيد من الشعور بالعزلة، لذلك من المهم تشجيع الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي على الإبلاغ والتحدث عن الموضوع.

5090 مشاهدة
للأعلى للسفل
×