العلوم الزائفة
يُطلق مصطلح العلوم الزائفة أو العلوم الكاذبة على كل مجموعة من المعتقدات والمناهج والممارسات والمعارف التي تدعي أنَّها مواد مبنية على أسس علمية وبأنَّها تتوافق مع خصائص العلم ومواصفاته، لكن في حقيقة الأمر هي لا تتبع أي طريق من طرق المناهج العلمية المعتبرة ولا يمكن إخضاعها إلى قواعد تقبل الفحص العلمي، ومن أشهر العلوم الزائفة: الخيمياء، التنجيم، الأبراج، الطب البديل، قانون الجذب، الإسقاط النجمي وغيرها، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول تعريف الإسقاط النجمي وحول الإسقاط النجمي في الإسلام. [١]
الإسقاط النجمي
الإسقاط النجمي أو الإسقاط الأثيري كما يطلقُ عليه أيضًا، وهو تفسيرٌ مفترض يفسر حالة خروج الروح من الجسد، حيثُ يفترض أصحاب هذا المصطلح أنَّ جسم الإنسان يتكون من قسمين ملتحمين معًا هما هيئة نجميَّة أو جسد أثيري وجسد فيزيائي مادي، وتستطيع الهيئة النجمية أن تنفصل عن الجسد الفيزيائي وتسافر إلى خارج الجسد، أي يمكن للشخص نفسه أن يتركَ جسده نائمًا ويسافر بجسمه الأثيري من خلال الإسقاط النجمي إلى أي مكان يريده، ويمكن أيضًا من خلال الإسقاط النجمي كما يدَّعي أصحابه أن يسافر الشخص إلى عوالم أخرى مثل عالم الجن وعالم الملائكة وعالم البرزخ، ويمكن الانتقال إلى أزمنة مختلفة أيضًا كالرجوع بالزمن إلى الوراء أو السفر إلى المستقبل، ويدَّعون أنَّ الجسد يبقى نائمًا لكنَّ العقل يبقى في متيقِّظًا، مدَّعينَ أنَّ الجسم الأثيري والذي هو جسم من طاقة ينفصل عن الجسم المادي النائم ويسافر، وهذا الاعتقاد كان موجودًا في الكثير من الديانات القديمة التي كانت منتشرة حول العالم. [٢]
الإسقاط النجمي في الإسلام
يعدُّ الإسقاط النجمي ضربًا من ضروب العلوم الزائفة التي يروِّجُ لها كثير من المستفيدين، وهي علم يدَّعي ثبوتيَّته في حينٍ أنَّه لا يستند إلى أي دليلٍ علميٍّ، حيثُ يدَّعي الزاعمون بوجود جسم ثانٍ أثيري من طاقة أو إشعاع للإنسان بأنَّ هذا الجسم قادر على الانفصال عن الجسد المادي والسفر عبر الزمان والمكان وذلك في حالات معينة وفق ظروف خاصة ودقيقة، وما هذا إلا نوع من أنواع الكذب والافتراء لأنَّه قول بلا برهان، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [٣].
ويقول السعدي في تفسير هذه الآية الكريمة: "ولا تتبع ما ليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك"، وفي تفسير ابن كثير -رحمه الله- ورد: أنَّ الله تعالى نهى عن القولِ بلا علمٍ، بل بالظنِّ الذي هو التوهُّم والخيال، كما قال تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [٤]. وقد ورد في أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التحذير من اتباع الظن والتوهم، مبيِّنًا أنَّ ذلك من أكبر الفرى أن يوهمَ الرجل نفسه أنه يرى أشياءً غير موجودة ويدعي وجودها، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ مِن أفْرَى الفِرَى أنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ ما لَمْ تَرَ" [٥].
وهذا الاعتقاد بالجسم الأثيري مبنيّ على تراث الأديان الوثنية الشرقية القديمة، فلا يجوز الاعتماد عليها والإيمان بها، لأنَّ مصدر العلم الغيبي هو الله تعالى وحده عن طريق الرسل، فمن اعتمد على مثل هذه الأمور وصدَّقها قد يعدُّ كفرًا بالله والعياذ بالله لأنَّها تعتبر من ضمن الأحاديث الواردة في الكهان والمشعوذين، والله أعلم. [٦]
المراجع
- ↑ علوم زائفة, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-2-2019، بتصرف
- ↑ ما رأيكم فيما يُطلق عليه " الخروج من الجسد " ؟ وهل هو واقع أم خيال ؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-2-2019، بتصرف
- ↑ {الإسراء: الآية 36}
- ↑ {الحجرات: الآية 12}
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7043، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الإسقاط النجمي ضرب من التقول بلا برهان, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-2-2019، بتصرف