الإسلام عقيدة وشريعة وسلوك

كتابة:
الإسلام عقيدة وشريعة وسلوك

الإسلام

جاءت رسالة الإسلام رسالة شاملة كاملة؛ لتعالج جميع جوانب حياة الإنسان، ولتحقّق له السّعادة في الدّارين، وفي حين ضلّت الأمم السّابقة عن النّهج الذي وضعه الله لها -سبحانه- حينما أرسل الله لها الرّسل والأنبياء؛ هدى الله -تعالى- هذه الأمّة إلى الصّراط المستقيم والدّين القويم.

وكانت الأمّة الوحيدة التي تمتلك العقيدة الصحيحة، والشريعة الكاملة، والتراث الأخلاقي الذي يضمن لها سلوكاً رفيعاً في الحياة.

الإسلام عقيدة التّوحيد

أتى الإسلام وجزيرة العرب تتيه في ظلمات الشّرك والضّلال؛ الذي بلغ بالعرب أن اتخذت أصناماً تخلقها بيدها وتتخذها أنداداً، تعبدها من دون الله -تعالى-، وقد محا نور الإسلام هذه الظّلمات وبدّدها حينما بعث الله نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- نبياً ورسولاً بشريعة الإسلام؛ التي جاءت لتصحّح الانحرافات العقديّة وتعيد النّاس إلى الصّراط المستقيم.[١]

عقيدة المسلم عقيدة مبنيّة على التّوحيد الصّحيح الذي لا اعوجاج فيه، الصّافي الذي لا تشوبه شائبة؛ فالمسلم موحّد لله -تعالى- توحيداً كاملاً شاملاً، يتضمّن توحيد الرّبوبيّة، وتوحيد الألوهيّة، وتوحيد الأسماء والصّفات:[٢]

  • توحيد الرّبوبيّة

يعني الإيمان بأنّ الله -تعالى- هو وحده الرّازق الخالق المحيي المميت.

  • توحيد الألوهيّة

يعني توحيد الله -تعالى- بأفعال العباد من توجّه وقصد وعبادة.

  • توحيد الصّفات

يعني إفراد الله -تعالى- بصفاته التي أثبتها لنفسه -سبحانه-، والإيمان بأنّها لا تنبغي لأحدٍ غيره.

الإسلام والشّريعة الكاملة

أتى الإسلام بشريعةٍ كاملة شاملة لجميع جوانب حياة الإنسان من دون أن تغفل معالجة أي منها،[٣] ومصادر الشّريعة الإسلاميّة الأساسية هي: القرآن الكريم الذي اشتمل على كثيرٍ من الأحكام، والسّنّة النّبويّة المطهّرة التي اشتملت أيضاً على كثيرٍ من الأحكام الفقهيّة؛ والتي تشكّل مرجعاً للمسلمين في عباداتهم ومعاملاتهم، وسائر شؤونهم.[٤]

كما تميّزت شريعة الإسلام عن غيرها بأنّ أهمّ مصادرها هو القرآن الكريم؛ المحفوظ من عند الله -تعالى-، وكذلك السّنّة النّبويّة الشّريفة التي سخّر الله لها عدداً من العلماء الذين درسوها، ومحّصوها تمحيصاً وافياً؛ حتّى تمكّنوا من إخراج تراثٍ نبوي منقّح وصحيح.[٤]

"وهذه المصادر جاءت على قدر كبير من الدقة، والأحكام الموروثة، والمبادئ العامة والقواعد المقررة؛ مما يجعل هذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، تتسع لكل تطور، وتتطور الحياة في ظلها بلا أي توقف، أو وقوع حرج أو ضيق، بل إنها تحفظ للإنسان توازنه في بنائه وتكوينه، وتلبية مطالب حياته في شكل متكامل، واضح ومرن".[٤]

الإسلام معاملة وسلوك

على الجانب السّلوكي والأخلاقي فقد اشتمل القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المطهّرة على كثيرٍ من التّوجيهات؛ التي شكّلت مرجعاً للمسلمين في تعاملهم مع أنفسهم ومع غيرهم من غير المسلمين.[٥]

ولم تدع رسالة الإسلام خلقاً كريماً ولا قيمة نبيلة إلاّ وحثّت عليها ورغّبت فيها، حتّى كان الإسلام بحقّ دين الأخلاق والمثل والقيم العليا؛ التي لا يغفل المسلم التّحلي بها في جميع الأحوال، حتّى في حالة الحرب مع الأعداء.[٥]

المراجع

  1. [وهبة الزحيلي]، التفسير الوسيط، صفحة 2937. بتصرّف.
  2. [عثمان ضميرية]، مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية، صفحة 216-238. بتصرّف.
  3. [محمد يسري إبراهيم]، طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة، صفحة 258. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت [مجموعة من المؤلفين]، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 274. بتصرّف.
  5. ^ أ ب [عبد السلام الهراس]، الإسلام دين الوسطية والفضائل والقيم الخالدة، صفحة 28-29. بتصرّف.
4079 مشاهدة
للأعلى للسفل
×