محتويات
تاريخ الإسلام في ألمانيا
إنّ الوجود الإسلامي العالمي من طبيعة هذا الدين، حيث دعت نصوص الشريعة الإسلاميّة المسلمين إلى الانتشار في الأرض، وحثتهم على إيصال دعوة النبي محمّد -صلى الله عليه وسلم- إلى الناس كافة، قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).[١]
فبلغت الدعوة الإسلامية أقصى آسيا وأفريقيا، ثم توجهت إلى أوروبا، وأخذ الإسلام في أوروبا طريقه في الانتشار حتى أًصبحت بلاد عديدة تشهد وجودًا ملاحظًا للجاليات المسلمة، نتيجة عدة أسباب منها: الدعوة، أو لأسباب اجتماعية، أو سياسية، أو دراسية، أو مهنية، وتعد ألمانيا من أبرز هذه البلاد.[٢]
ويعدّ وجود المسلمين في ألمانيا، وجودًا تاريخيًا قديمًا، منذ القرن السابع عشر والثامن عشر، وكان تشييد أول مسجد في مدينة "شويتنزنجن" الألمانية عام 1914م، وهو أول معالم الاعتراف الحقيقي لوجود المسلمين هناك.[٣]
وممّا استدعى تطور وجود المسلمين في ألمانيا حاجة البلاد إلى يدٍ عاملة من أجل بناء العمران بعد الخراب الذي حدث بسبب الحرب العالمية الثانية عام 1945م، فتوافد إليها عدد كبير من الناس كان منهم على وجه التحديد؛ المسلمين، فعزز هذا الأمر تواجدهم.[٤]
ويعدّ المسلمون اليوم جزءاً حقيقيًّا من المجتمع الألمانيّ، بحسب تصريحات مسؤولين حكوميّين في وسائل إعلام ألمانيّة، كما ويعتزُّ المسلمون في ألمانيا بهويّتهم الإسلاميّة، ولا تعتبرعائقًا أمام تعايشهم واندماجهم في المجُتمع الألماني.[٤]
عدد المسلمين في ألمانيا
قدر عدد سكان ألمانيا بنحو 82,286.000 نسمة عام 2002م، وبكثافة سكانية بلغت 231 نسمة/ كم، ويبلغ عدد سكانها اليوم نحو 83 مليون نسمة،[٥] حيث يشكل المسلمون ما نسبته 4.9 مليون نسمة من سكان ألمانيا.[٦]
علاقة ألمانيا بالعالم الإسلامي
يُعرف أن السياسة الخارجية الألمانية تجاه العالم الإسلامي لم تسر يومًا على نمط واحد؛ إذ تبدو واضحة أحيانًا، ومرتبكة أحيانًا أخرى، والسبب وراء ذلك؛ طغيان عوامل التأثير الخارجي على العامل الداخلي للبلاد، والذي تقوده غالبًا ثنائية الصناعة والطاقة وبالتالي تؤثر على القرار السياسي.[٧]
إلا أن النمط العام للعلاقة بين ألمانيا والعالم الإسلامي يمكن وصفه بالعلاقة الوديّة، إذ تعتبر ألمانيا الجالية المسلمة بداخلها جزءاً مهمًا من المجتمع الألماني وتسمح لهم ببناء المساجد ونشر الدروس والمواعظ، ولهم مدارس خاصّة لتعليم الدين الإسلامي.[٧]
ولا تسمح الحكومة الألمانية للظهور الإعلامي أو السياسي بالتعرض للمسلمين الألمان؛ بالإساءة أو التهديد الواضح، ولا يخلو الأمرُ من تعصّب أطرافٍ يمينيّة تقف موقف العلمانيّة في رفضها لمظاهر الدّين عامة، والإسلام خاصّة.[٧]
المساجد في ألمانيا
نقل المسلمون إلى ألمانيا مظاهر عقيدتهم الإسلاميّة، ومن أهم هذه المظاهر المساجد؛ فقد أقيمت عدّة مساجد في مدنٍ ألمانيّة مختلفة، ومن أبرز هذه المساجد الآتي:[٨]
- مسجد آخن أو مسجد بلال
يعود تاريخ بناء هذا المسجد إلى عام 1956م في مدينة آخن الألمانية، ساهم في بدء البناء الجمعيّة الطلابية الإسلامية، حيث لم تكتمل عملية بنائه لأسباب مادية وسياسية، واكتمل بنائه عام 1967م من خلال نفقات أرسلها الملك فيصل، ملك المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت.
- مسجد دار السلام
يقع في العاصمة الألمانيّة برلين، تأسّس عام 2007م، بمساهماتٍ من الجالية الإسلاميّة في ألمانيا، ولا يعد هذا المسجد مكانًا للعبادة وحسب بل يقوم على تقديم الخدمات الاجتماعية والأسرية المتنوعة للجالية الإسلامية هناك.
المراجع
- ↑ سورة الأنبياء، آية:107
- ↑ عبد الستار الهيتي، الأقليات الإسلامية والتحديات الثقافية، صفحة 2-3. بتصرّف.
- ↑ الشيخ طه الولي، الإسلام والمسلمون في ألمانيا بين الأمس واليوم، صفحة 123. بتصرّف.
- ^ أ ب "ما مكانة الإسلام في هوية ألمانية"، بي بي سي، 2/7/2018، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2022. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 32. بتصرّف.
- ↑ Benjamin Elisha Sawe (6/6/2018), "Religious Beliefs In Germany", World Atlas, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت مُحمَّد رشيد رضا، مجلة المنار، صفحة 382. بتصرّف.
- ↑ الشيخ طه الولي، الإسلام والمسلمون في ألمانيا بين الأمس واليوم، صفحة 127. بتصرّف.