ليست هنالك إضافات غذائية يمكنها أن تحسن الذاكرة، كما لا توجد مكملات غذائية يمكن أن تضمن حياة طويلة
من المعروف أن الأسواق العالمية مليئة بالمكملات (الإضافات) الغذائية، التي يتم تسويقها في الحوانيت المخصصة لهذا الغرض كالصيدليات ومحلات بيع الأجهزة الرياضية وحتى حوانيت المواد الغذائية. وقد أصبحت الإضافات الغذائية منذ منتصف القرن العشرين، أداة للحفاظ على الصحة الجيدة للمدى البعيد، بالنسبة للكثير من المستهلكين. لكن لا بد من الإشارة هنا إلى وجود باحثين كثيرين ممن يعارضون هذه السوق المزدهرة، كما أن وزارات الصحة المختلفة حول العالم، لا تعتبر من أنصار الإضافات والمكملات الغذائية.
لقد كانت الإضافات الغذائية في الأصل، مجموعة من العناصر التي تمت إضافتها للغذاء من أجل تغيير خصائصه: على سبيل المثال أصباغ الطعام الهادفة لمنحه لونًا مختلفًا. ومنها كذلك المنكّهات والروائح التي تهدف إلى تغيير طعم ورائحة الغذاء، إضافة للمواد الحافظة التي تساعد في إطالة عمر الأطعمة الافتراضي، ومواد الطعم وغيرها من الإضافات التي تجعل المأكولات أكثر حلاوة وأكثر استقرارًا...
لكن، إلى كل المواد التي ذكرت أعلاه، تمت خلال السنوات الأخيرة إضافة المكملات الغذائية الطبيعية، التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الإنسان. هذه المكملات الغذائية، عمليًّا، تم عزلها عن الغذاء نفسه، وبات بالإمكان تناولها دون الحاجة لتناول الطعام أو شرب المشروب بالكامل. والحديث هنا يدور عن قائمة طويلة من الفيتامينات التي يحتاجها الجسم لضمان صحة جيدة على مر الزمن، والحفاظ على الأنسجة، والنشاط الصحيح للدم والقلب وتقوية الجهاز المناعي.
يحتاج كل واحد منا إلى الفيتامينات، ومن الممكن أن يسبب نقصها مشاكل صحية خطيرة. فنحن نستهلك الفيتامينات بالعادة عبر تناولنا للحوم، الأسماك، البيض، الفواكه والخضروات. لكن، ولأن هناك من يريد أن يستهلك نفس الفيتامينات من دون الحاجة إلى نفس الأطعمة - وهذا الأمر يوفر عليه أيضا زيادة الوزن- فإنه يقوم بالتزود بهذه الفيتامينات بشكل منفصل عن تناول الطعام.
لكن أين المشكلة؟ تكمن المشكلة في عدد من الجوانب. أولا، لم يصل العلم حتى الآن إلى معرفة كل دقائق وتفاصيل عملية التمثيل الغذائي بشكل واضح، ولذلك فإن الادعاء أن عزل نفس المكملات الغذائية جيد لعملية التمثيل الغذائي ليس صحيحًا بالضرورة، وفي معظم الحالات لم يثبت علميًّا. ثانيا، تزخر سوق الإضافات الغذائية بوعود كاذبة لمختلف المستهلكين. فالحقيقة أنه لا توجد إضافات غذائية يمكنها أن تحسن الذاكرة، كما لا توجد مكملات غذائية يمكن أن تضمن حياة طويلة. هنالك مكملات غذائية جيدة للرياضيين أو لأولئك الذين يعانون من الاضطرابات الأيضية، أو حتى أولئك الذين يتناولونها بعد أن ثبت علميًّا أنها جيدة بالنسبة لهم. وأخيرًا، لا بد من الإشارة إلى أن هناك أناسا قد أدمنوا على المكملات الغذائية، وتخلّوا بالمقابل عن الطعام الذي يحتوي على العناصر الغذائية نفسها، مثل الفواكه والخضروات، ويعتمدون فقط على المكملات الغذائية.
كل ما ذكر أعلاه، لا ينفي وجود إضافات غذائية مناسبة. على سبيل المثال، يستهلك الرياضيون الإضافات الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات، والسبب هو أن التمارين الرياضية تزيد من تركيز السموم في الجسم، بينما تقوم الفيتامينات بتحييدها. إضافة إلى أن الفيتامينات الموجودة في الطعام العادي، تكون في كثير من الأحوال ضحية هندسة الأغذية أو أنها من الممكن أن تكون قد تضررت بسبب تسخين الطعام أكثر ممّا يجب.
من أجل أن نعرف من هم الذين يحتاجون لتناول الإضافات الغذائية، إن كان هنالك أشخاص من هذا النوع أصلا، علينا أن نتوجه لأخصائي تغذية من أجل تشخيص هذه الحاجة. وليس قبل إجراء اختبارات الدم، وتشخيص نقص الفيتامينات والبروتينات.
جدير بالذكر أن مجموعة كبيرة من الإضافات (المكملات) الغذائية تحتوي على هورمونات محظورة في معظم البلدان الغربية، وضررها في كثير من الحالات، يفوق فوائدها بكثير. وأفضل مثال على هذا الأمر هم الرياضيون الذين يتعاطون الهورمونات والمنشطات. فعلى الرغم من تمتعهم بزيادة الكتلة العضلية، إلا أن المكملات تسبب لهم الكثير من الأضرار في الكبد، كما يؤدي هذا الأمر في نهاية المطاف لطردهم واستبعادهم من المسابقات الرياضة الرسمية.