الإعجاز العلمي في آية (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)

كتابة:
الإعجاز العلمي في آية (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)


الإعجاز العلمي في آية (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)

  • قال الله -تعالى- في سورة الغاشية: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)،[١] وقد ذكر المفسّرون في تفسير هذه الآية الإعجاز الذي دلّ عليه كلام الله -تعالى- في وصفه لخلق الإبل، وذلك هو المراد من ذكر الله -تعالى- للإبل -وهي الجمال- دون غيرها من الدّواب، ولما فيهل من النفع والفائدة العظيمة، ولأنّ الإبل كانت مدار اهتمام العرب في ذلك الوقت، فالمتأمل في الإبل يشهد بمنافعها العظيمة من الركوب والحلب وفوائد لبنها المذكور في أحاديث صحيحة، فضلًا عن أكل لحمها والانتفاع بأوبارها.[٢]


  • كما ويتجلّى الإعجاز في خلق الإبل في إتقان خلقها وإن المربيّن للإبل يعرفون قدراتها العظيمة على التكيّف مع ظروف الصّحراء القاسية فإنّ لدى الجمل رموش كثيفة في عينيه تحميه من رمال الصّحراء، وإنّه قادر على إغلاق منخريه وأذنيه للغاية نفسها، أمّا قدماه فأخفافهما ضخمة تساعده في المشي على الرّمال بكل سهولة وتجنّبها الغرز فيها، وشفتاه الضخمتان مطاطيتان غليظتان ليتمكن من أكل الأشواك التي تقتضيها طبيعة حياة الصّحراء دون أن يتأذى، فضلًا عن تخزينه للرّطوبة فيهما حتى لا تتعرّض للجفاف.[٣]


  • كما وإنّ الجمل قادر على حمل المتاع والمشي به لمسافات طويلة دون أن يشعر بالتعب فضلًا عن بقائه قادراً على العيش لأيام عديدة رغم العطش الشديد؛ فالجمل قادر على شرب كميات كبيرة من الماء وتخزينها في سنامه لاستخدامها عند فقدان الماء، في حين أنّه لا يحتاج إلّا لكميّات قليلة من الماء فقط، وكذا تخزينه للشّحم في سنامه ليتغذى به عند فقدان الطعام.[٣]


  • والجمل قادرٌ أيضًا على حمل المتاع وهو بارك على الأرض وهذه الميزة ليست لغيره من الدّواب، وقد جعل الله له هذه الميزة رفعًا للحرج عن النّاس فإنه يصعب حمل المتاع عليها وهو قائم لعلوّه، فضلًا عن طواعيته لمن يقوده إذا ما تودد له، حتى ولو كان قائده ضعيفاً، والاستفهام المذكور في الآية للإنكار والتوبيخ على الذين أهملوا النّظر في قدرة الله -تعالى- والتأمل فيه.[٢][٤]


مناسبة الآية لما قبلها

لمّا كان مدار الحديث في بداية الآيات عن يوم القيامة وما يحصل فيه من أهوال وأنّ النّاس فيه قسمان أهل الجنّة وأهل النّار ذكر الله في هذه الآية نِعَمِ الله تعالى وقدرته في الخلق إثباتًا للحجة على الذين أنكروا آيات الله؛ وكان من المناسب أن يبدأ بذكر الإبل وإتقان خلقها لأنّها كما قلنا سابقًا كانت محط اهتمام العرب في ذلك الوقت، وأقرب لفهمهم، فتدعو الآيات إلى التأمل في قدرة الله تعالى على خلق الإبل لأخذ العظة والعبرة في آيات الله.[٢][٥]


التعريف بسورة الغاشية

سورة الغاشية سورة مكيّة، عدد آياتها ست وعشرون آية، وهي السّورة الثامنة والثمانون في ترتيب المصحف العثماني، وسورة الغاشية من السّور المفصّل أي التي يكثر الفصل فيها بالبسملة لقصرها، وتتمحور مواضيعها في الحديث عن وحدانية الله وأهوال يوم القيامة، وقدرة الله تعالى وإتقان خلقه.[٦]




المراجع

  1. سورة الغاشية، آية:17
  2. ^ أ ب ت ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، صفحة 3. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد راتب النّابلسي، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، صفحة 166. بتصرّف.
  4. "تفسير سورة الغاشية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
  5. محمد سيد طنطاوي، الوسيط لطنطاوي، صفحة 371. بتصرّف.
  6. "سورة الغاشية 88/114"، المصحف الإلكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
3064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×