الإعجاز العلمي في الله نور السماوات والأرض

كتابة:
الإعجاز العلمي في الله نور السماوات والأرض

الإعجاز العلمي في آية: الله نور السماوات والأرض عند القائلين به

ما فوائد الزيت؟

قوله تعالى:{يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ}،[١] فقد سمّى الله عز وجل زيت الزيتون وقودًا، يمد الجسد البشري وسببًا لطاقته، وحسب القائلين بالإعجاز العلمي في القرآن، فقد اكتشف العلماء أن في زيت الزيتون فوائد عديدة، حيث إن تناول مئة غرام منه يعادل نصف حاجة الإنسان اليومية من الغذاء، واللافت هنا أن للزيت خاصية تميزه، وهي جعله مادة غير مشبعة، حيث تقوم بالتهام الدهن العالق في الدم، وإن تصلب الشرايين -والذي يعد مرضًا خطيرًا- يعود إلى ترسب الدهون على جدر الشرايين، مما يساهم في إجهاد القلب فيعالجه الزيت.[٢]


وأيضًا إن الزيت يلين الشرايين وبالتالي يجرف تلك الدهون العالقة في الدم، وكونه مادة دهنية غير مشبعة فهذا يجعله مختلفًا عن الدهون الحيوانية، والتي هي سبب لبقاء الدهون عالقة في الدم متجمعة على جدران الشرايين مسببة إرهاقًا للقلب، حيث يقول سبحانه: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بالدهن وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ}.[٣][٢]


وحيث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوائد الزيت في هذه الشجرة المباركة حيث قال: "كُلوا الزَّيتَ وادَّهِنوا به فإنَّه من شجرةٍ مباركةٍ"،[٤] وفي هذا الإعجاز عن علم النبي عليه الصلاة والسلام في وقتهم قبل تطوّر العلوم، عن فائدة الزيت، دليل على الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية عند القائلين به.[٥]


تفسير آية: الله نور السماوات والأرض إلى نهايتها عند ابن كثير

ما معنى "كمشكاة"؟

يقول ابن كثير: نور الله أي: هداه، يحوي الكون بما فيه، فالله عز وجل ينير عرشه من نور وجهه الكريم جل جلاله، والضمير (الهاء) في قوله تعالى {مثل نوره}،[١] يعود إلى قولين:[٦]

  • الأول: أنه يعود لله جل جلاله فشبه نور هدى الله في قلب المؤمن (كمشكاة).
  • الثاني: فإنه يعود إلى المؤمن، فقد شبه النور الذي في قلب المؤمن من الهدى كمشكاة عندما يتطابق ما يتلقاه المؤمن من القرآن مع الهدي الذي فطر عليه، فالمؤمن في صفاء نفسه أشبه بالقنديل الزجاجي الشفاف، وشبه ما يستهدي به المؤمن من القرآن والإيمان بالزيت الصافي الذي لا كدر فيه.


أما المشكاة فهي موضع الفتيلة من القنديل، فيصبح قلب المؤمن شبيها للضوء المنير من الزجاجة الصافية، فتكاد الزجاجة أن تكون أقرب لكوكب ضحم مضيء، يستمد وقودها من زيت الشجرة المباركة شجرة الزيتون، وليست أي شجرة بل شجرة تقع بالوسط لا غربية ولا شرقية، ودلالة الوسط هنا على صفاء الزيت واعتداله، وتوسطها ينتج أنقى الزيت وأجوده، حتى يوشك أن يضيئ الزيت من نقائه، وقوله تعالى: {نور على نور}،[١] فلا يكتمل جمال الصورة إلا عندما يجتمع نور النار (الإيمان) ونور الزيت (هدي القرآن) فلا ينير واحد دون وجود الآخر فيهدي الله إلى طريقه من يختاره، يقول تعالى: {يهدي الله لنوره من يشاء}،[١][٧] وختم بقوله عزّ وجل {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}،[١] فالله أعلم بمن أحق بالهداية ممن هو أحق بالضلال.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج سورة النور، آية:35
  2. ^ أ ب [النابلسي، محمد راتب]، كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، صفحة 143. بتصرّف.
  3. سورة المؤمنون، آية:20
  4. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:3/163، صحيح على شرط الشيخين.
  5. النابلسي، محمد راتب، كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، صفحة 145. بتصرّف.
  6. [محمد علي الصابوني]، مختصر تفسير ابن كثير، صفحة 605. بتصرّف.
  7. [محمد علي الصابوني]، مختصر تفسير ابن كثير، صفحة 606. بتصرّف.
  8. [محمد علي الصابوني]، مختصر تفسير ابن كثير، صفحة 607. بتصرّف.
4965 مشاهدة
للأعلى للسفل
×