محتويات
الاتجاه الواقعي في الفلسفة
الاتجاه الواقعي في الفلسفة أو كما يعرف باسم الواقعية، هي وجهة النظر التي تقول أن حقيقة الأشياء المادية أو المفاهيم المجردة توجد في عالم خارجي مستقل عن عقول البشر وتصوراتهم، ومنذ أن صاغ أرسطو أفكاره حول الواقعية، أُثيرت نوعان من التساؤلات، وهما:[١]
- ما هو الموجود؟
- كيف نعرف ما هو موجود؟
وتجيب الفلسفة عن هذان السؤالان الأنطولوجيان، فالأشياء المادية موجودة في عالم الزمان والمكان، إذ إنها عبارة عن هياكل معلوماتية تتجسد في المادة، وتتفاعل مع الطاقة، أما المفاهيم المجردة فهي عبارة عن معلومات خالصة، أي أنها ليست مادة ولا طاقة، على الرغم من هذا، فهي تحتاج إلى مادة لتجسيدها، وطاقة لتواصلها.[١]
وهذا يعني أن هناك تناقض بين الأشياء المادية والمفاهيم المجردة، فالأشياء المادية يتم اكتشافها من خلال تصورات البشر لها، إذ أنهم يبتكرون أفكارًا حول هذه الأشياء وأوصافها وأسمائها، وكيفية تكوينها وتفاعلها مع بعضها البعض ومعهم، لكنهم لا يمكنهم اختراع العالم الطبيعي.[١]
وعلى النقيض، فإن البشر يبتكرون مفاهيم مجردة؛ كالحقيقة والعدالة والجمال، وهم يعلمون أن هذه المفاهيم غير موجودة في الطبيعة بصورة مادية، وإنما هم من قاموا باختراعها.[١]
أنواع الواقعية في الفلسفة
يمكن تقسيم أنواع الواقعية إلى 4 أنواع أساسية، وهي:
الواقعية الكلاسيكية
يمكن أن نرجع الواقعية الكلاسيكية إلى الأفكار التي اقترحها أرسطو، إذ تقول واقعية أرسطو أن المادة حقيقية، وأنها منفصلة عن تصوراتنا، فلا يمكننا رؤيتها أو سماعها أو الشعور بها بالرغم من وجودها، وقد أكد أرسطو أن الأفكار يمكن أن تتواجد بدون مادة، لكن المادة لا يمكن أن تتواجد بدون أفكار،[٢]وعلى هذا فقد وضع أرسطو نظرية حول الإرادة الحرة، إذ أدرك أن بعض الناس يختارون عدم التفكير، لكنهم شجعوا الآخرين على البحث عن وسيلة لاكتساب المعرفة.[٢]
الواقعية المعتدلة
الواقعية المعتدلة هي وجهة النظر التي تقول أنه لا يوجد عالم منفصل عن المفاهيم والمسلمات، ولكنها موجودة في الزمان والمكان الذي ظهرت فيه، والواقعية المعتدلة هي وسط بين الواقعية الأفلاطونية الكلاسيكية وبين الواقعية المتطرفة.[٣]
الواقعية الشكلية
الواقعية الشكلية هي الواقعية التي تبناها ديفيد لويس، والتي تقول أن العوالم المحتملة حقيقية مثل العالم الفعلي الذي نعيش فيه تمامًا، وأنها ليست مجرد احتمالات مجردة، وقال أنها تختلف في المحتوى لا في النوع، كما أنه وضح أن العوالم المحتملة معزولة عن بعضها البعض في الزمان والمكان.[٣]
الواقعية الأخلاقية
الواقعية الأخلاقية أو النظرة الفوقية الأخلاقية، هي النظرية التي تقول أن هناك قيم أخلاقية موضوعية مستقلة عن تصور البشر، وهي وجهة نظر معرفية تتناقض مع النظرية التعبيرية أو النظرية غير المعرفية.[٣]
ويمكن القول أن كلًا من أفلاطون وإيمانويل كانط وكارل ماركس كانوا من الواقعيين الأخلاقيين، إلى جانب بعض الفلاسفة المعاصرين أمثال آين راند وجورج إدوارد مور.[٣]