الاحتلال الاسرائيلي يفشل في تطبيق قانون التغذية القسرية

كتابة:
الاحتلال الاسرائيلي يفشل في تطبيق قانون التغذية القسرية

اثار موضوع الفشل في تطبيق التغذية القسرية الجدل مؤخراً بعد ما حاولت سلطات الاحتلال الاسرائيلية تنفيذه على الاسير الفلسطيني محمد علان المضرب عن الطعام منذ 58 يوماً. فما هي الجوانب الصحية والاخلاقية في تطبيق قانون التغذية القسرية؟

في اول امتحان عملي للقانون اللا شرعي- فشلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي في تطبيق قانون التغذية القسرية الذي سنته مؤخراً، بعد ان حاولت تطبيقه، ولاول مرة، على الاسير الفلسطيني محمد علان المضرب عن الطعام منذ 58 يوماً. فما هي تداعيات التغذية القسرية على الصحة ولماذا أثارت هذا الجدل كله؟

الاضراب عن الطعام مفتاح الحرية

اعتقل الاسير الفلسطيني محمد نصر الدين علان من سكان قرية "عينابوس" جنوبي مدينة نابلس الفلسطينية في الرابع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي وفق بما يسمى الاعتقال الاداري، وهو السجن بدون تقديم اي لائحة اتهامات ضد المعتقل او اجراء محاكمة له. واحتجاجاً على التوقيف الاداري بدأ الاسير محمد العلان الاضراب عن الطعام قبل 58 يوم (بتاريخ 18/06/2015).

ويعتبر الاضراب عن الطعام احدى الوسائل التى يتبعها الاسرى للاحتجاج والتحرر من قيود هذا الاسر. ونذكر مؤخراً الأسير الفلسطيني خضر عدنان الذي استطاع اخضاع الاحتلال وتحقيق مطالبه بالتحرر بعد اضراب عن الطعام دام 56 يوماً ونال حريته في 12 من شهر تموز الماضي.

ولمواجهة الاضراب عن الطعام اقر البرلمان الاسرائيلي في الـ 30 من شهر يوليو/تموز الاخير، قانوناً يتيح استخدام "التغذية القسرية" على الاسرى المضربين عن الطعام، مما اثار جدلاً واسعاً فيما يتعلق باخلاقيات مهنة الطب محلياً وعالمياً.

ما هي التغذية القسرية؟

هي وسيلة لاجبار الشخص (المضرب عن الطعام) على التغذية عنوةً بواسطة ادخال انبوب تغذية (feeding tube) الى المريء والمعدة عن طريق الانف. ونظراً للرفض والممانعة التي يبديها المضرب عن الطعام قد يعرض هذا الإجراء حياته للخطر، وسرعان ما تتحول التغذية القسرية الى نوع من انواع التعذيب والمعاملة القاسية.

وحظرت نقابة الاطباء العالمية من استخدام اسلوب التغذية القسرية طالما كان الشخص في كامل قواه وادراكه منذ عام 1975، نظراً للتداعيات  الصحية من جهة والجوانب الإخلاقية من جهة أخرى. حيث ان ادخال الانبوب الى الجسم عن طريق الانف بالقوة ما قد يعرض صحة المضرب عن الطعام للخطر جراء الإصابات في منطقة الأنف والحنجرة، او تمزق القصبة الهوائية أو حتى ادخال الأنبوب إلى الرئتين بدلا من المعدة - مما قد يؤدي الى الاختناق والالتهابات الرئوية.

أما بالنسبة للجانب الأخلاقي لهذا الاسلوب لا يجيز للطبيب القيام في مثل تلك الاجراءات متجاهلاً رفض الشخص وحريته وحقه على جسده، واجراء مثل هذه الممارسات يعتبر خرقاً لقانون اخلاقيات الطب (Medical Ethics).

واحتجاجاً على استخدام عملية التغذية القسرية ضد المضربين عن الطعام في سجون "جوانتانامو" قام مغني الراب البريطاني "ياسين باي" بمحاكاة المعاناة التي يتعرض لها المضرب عن الطعام ونشرها في فيديوهات على منصة اليوتيوب

 

اجماع تام في الاوساط الطبية العالمية والمحلية على رفض القانون

ونظراً لهذه الاسباب رفضت حتى هذه اللحظة جميع المستشفيات الاسرائيلية تطبيق القانون على الاسير الفلسطيني محمد علان، معتبرة اياها وسيلة من وسائل التعذيب وليس العلاج. ويذكر ان اخلاقيات المهنة الطبية تتيح التغذية الانبوبية  فقط في الحالات التي يكون بها الشخص فاقدأً لقدراته النفسية او العقلية وهناك تهديداً مباشراً على حياته، عندها تتحول التغذية بالانبوب الى وسيلة علاج وليس تعذيب فحسب.

الاضراب عن الطعام: ما هو الحد الاقصى؟

في الايام الاولى للاضراب عن الطعام والتي تشمل شرب المياه، يستغل الجسم مخازن الدهون الموجودة فيه. وبعدها يبدأ الجسم في تفكيك البروتينات وتدمير العضلات، حيث تصبح عضلة القلب واعضاء داخلية اخرى معرضة للخطر بعد 20 يوماً من الإضراب عن الطعام. أما بعد 30 يوماً يصبح هناك تهديداً مباشراً على الحياة بسبب نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم. في الايام التالية يصبح المضرب عن الطعام معرضاً للموت المفاجئ ان لم يفك اضرابه. حتى الان لم توثق اي محاولة للاضراب عن الطعام  التي طالت اكثر من 75 يوماً.

3309 مشاهدة
للأعلى للسفل
×