محتويات
علم الإملاء
بروز ظاهرة الخطأ في الإملاء ناتجة عن ضعف الطلبة خاصّةً وأبناء المجتمع عامّة في إتقان كتابة الكلمات بصورة صحيحة، حيث باتت هذه المشكلة تؤرّق المعلمين وأولياء أمور الطلبة على حدٍّ سواء، والتّصدي لها قد يكون على حساب مهارات أخرى يتطلّب من الناشئ إتقانها، وقد ظهرت هذه الظاهرة في عصور سابقة بأسماء تدل على وجودها، فأطلق عليها مثلًا "الكتابة" و "تقويم اليد"، أمّا المتأخرون فقد أسموها بالإملاء؛ لأنها امتحان لقدرة الطالب في إتقانهم للمهارة، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن علم الإملاء، خاصّة مسألة الاسم المقصور والممدود.
مشكلات الإملاء
اهتمّ القدماء بالإملاء، ولكنهم لم يعطوه العناية الكافية كالنحو والصّرف مثلًا، وقد كانت القواعد الاملائيّة مبثوثةً في ثنايا كتبهم، وأفردوا له فصولًا فيها مثل: "فصل تقويم اليد" في كتاب "أدب الكاتب" لابن قتيبة، إلا أن البعض قد أفرد كتابًا خاصًّا لعلم الإملاء كأبي بكرٍ الصّولي أسماه "أدب الكتّاب"، وفي العصر الحديث نال الإملاء حصة أكبر؛ لشيوع العاميّة وازدياد اللهجات وطغيان اللغات الأخرى على اللغة العربية، وانصبّ التركيز على كتابة الهمزة وزاد التأليف، وقد عنيت الدراسات الأكاديميّة بالكتابة حول الهمزة ومن أبرز هذه المؤلفات: "كيف تكتب الهمزة ؟" لسامي الدّهان، و "مشكلة الهمزة العربيّة" لرمضان عبد التّواب، ويُعرف علم الإملاء بأنه رسم حروف اللغة العربية من حيث تصويرها للمنطوق، وأهم مشكلات الإملاء ما يأتي: [١]
- اختلاف المكتوب عن المنطوق، حيث تحذف بعض الأحرف من الكلمات مثل: هذا، الرحمن، السّموات، وتنطق: هاذا، الرحمان، السماوات، وتزاد بعض الأحرف على الكلمة دون النّطق بها مثل: عمرو، مائة.
- التّعدّد في رسم صور بعض الحروف، مثل: الهمزة، وتأتي على نحو: أ ،إ ، ؤ، ء، ئ، والألف اللينة على نحو: دعا، رمى.
- التعدّد في رسم صور بعض الحروف، مثل: الهمزة: أ، إ، ؤ، ئ، ء، ـئـ، الألف الليّنة: دعا، رمى، قال، الهمزة في بداية الكلمة: استغفر، أحسن، اسمع.
- أحكام الوصل والفصل في بعض الكلمات والتراكيب والحذف مثل: مِما، إلا، علام، أمّا.
- رسم بعض الكلمات بناءً على قواعد النحو والصّرف كالحال في: الهمزة، الألف اللينة، المتطرفة، والتاء المربوطة مثل: بناؤه، بناءه، بنائه، و: دعا، سعى، أحيا.
- حذف حروف العلة عند التقاء الساكنين في بعض الكلمات مثل: :سعى، سَعَتْ، سَعَتا، سَعَوا، يَسْعَوْنَ، و: غَزَتْ، غَزَتَا، غَزَوا، يَغْزُون.
- ازياد اللهجات وتوسعها وعموم العاميّة أسهم في انحسار الفصحى.
الاسم المقصور
الاسم المقصور كلُّ اسم معرب آخره ألف لينة لازمة مفتوح ما قبله، ولا تظهر الحركات على الألف اللينة، بل تقدّر الحركات في الحالات الإعرابية الثلاث: رفعٍ ونصبٍ والجرِّ، وتكون الحركة مقدَّرةً منع ظهورها التّعذّر، والتَّعذُّر أي استحالة إظهار الحركة-، مثال ذلك ما يأتي: [٢]
- نام الفتى: الفتى: فاعل مرفوع وعلامةُ رفْعِه الضمةُ المقدرة ُعلى الألف منعَ ظهُورَها التّعذّر، رأيتُ الفتى، الفتى: مفعولٌ بهِ منصوبٌ وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ المُقدَّرة، منع ظهورهَا التعذُّر.
- سلّمتُ على الفتى: الفتى: اسمٌ مجرورٌ ب " على" وعلامةُ جَرِّه الكسرةُ المقدَّرة على الألف منعَ ظهورَهَا التّعذُّر مصطفى طالبٌ، مصطفى : مبتدأ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمةُ المُقدَّرةُ على الألف ؛ منع ظهورَهَا التَّعذُّر.
- إنَّ مُصْطفى طالِبٌ: مصطفى: اسم إنَّ منصوبّ ، وعلامةُ نصبهِ الفتحةُ المقدَّرةُ على الألف، منع ظُهُورَهَا التّعذُّر، أما: أثنيتُ على مُصطفى،فيعرب مُصطفى: اسمٌ مجرورٌ ب "على" وعلامةُ جرِهِ الكسرةُ المقدّرة على الآخر، منع ظهورَهَا التّعذُّر.
الاسم الممدود
كلُّ اسم معرب ينتهي بهمزة، قبلها ألف مدّ مثل: البناء، الصحراء، السّماء، ويختلف عن الاسم المقصور في أنه يُعرب بالحركات الأصليّة :الضمةُ في حالة الرفع ، والفتحة في حالة النّصب، والكسرة في حالة الجرّ ، لكن إذا كان الاسمُ ممنوعًا من الصرف؛ فإنّه يعرب بالفتحة نيابة عن الكسرة مثل : علماء " صيغة منتهى الجموع "، أو مؤنث مثل " صحراء"، مثال: [٢]
- السّماءُ عاليةٌ: السّماءُ: مبتدأ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضمّةُ الظّاهِرةُ على آخره.
- رفع العاملُ البناءَ: البناءَ : مفعولٌ به منصوبٌ ، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظّاهرة على آخره.
- وصل الإنسانُ إلى الفضاءِ، الفضاءِ: اسم مجرور بـِ" إلى" وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظّاهِرةُ على آخره.
- سَلّمَ المديرُ الجائزةَ إلى علياءَ: علياءَ: اسم ٌ مجرورٌ بـِ "إلى" وعلامةُ جرّه الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوعٌ من الصّرف.
الاسم المقصور والممدود في التثنية والجمع
- تثنية الاسم المقصور وجمعه: الاسم المقصور كلُّ اسم ينتهي بألف لينة مثل: هدى، الفتى، عصا، ولتثنية هذه الأسماء: إذا كان الفعل ثلاثيًا نبحث عن أصل الألف، فإذا ياءً أو ألفاً تقلب ياءً في التثنية والجمع، وإذا كانت ألفًا قائمة تقلب واوًا، نقول: "فَتَى فَتَيَان، هدى هَدَيَان، رنا رَنَوان، عصا عصوان"، وإذا كانت الألف رابعة فأكثر قلبت ياءً مطلقًا مثل: مصطفى مصطفيان، وعند جمع الاسم المقصور فإنه يجمع جمعًا مؤنّثًا سالمًا فإذا كان ثلاثيًّا أعيدت الألف إلى أصلها مثل عصا: عصوات من "عَصَوَ"، وهدى: هديات من هدي، ويجمع الاسم المقصور جمعًا مذكرًا سالمًا، حيث تحذف الألف ويفتح ما قبلها، ويزاد واو ونون في حالة الرفع، وياء ونون في حالتي النصب والجر. [٣]
- تثنية وجمع الاسم الممدود: يختلف الاسم المقصور عن الاسم الممدود في بعض القواعد، إذ يراعى في تثنية وجمع الاسم الممدود أنّه إذا كانت الهمزة أصليّة تبقى الهمزة كما هي، ثمّ تضاف "ان" أو "ين" للتثنية، ويضاف "ون" أو "ين" للجمع مثل: المفرد: إنشاء، المثنى: إنشاءان أو إنشاءيْن، الجمع: إنشاءات، ومثال آخر: المفرد: البراء، والمثنى: البراءان أو البراءين، والجمع: البراءون أو البراءين. [٤]
تطبيقات على الاسم المقصور والاسم الممدود
يوجد عدّة تطبيقات عن الاسم المقصور والاسم الممدود، ومن هذه التطبيقات ما يتعلّقُ بالهمزة التي تدلُّ على التأنيث، وما يتعلّق بالهمزة المنقلبة عن واو أو ياء، ومن التطبيقات عليها يأتي: [٤]
- إذا كانت الهمزة دالّة على التأنيث عند التثنية والجمع تقلب إلى واو، ويُضاف ألف ونون أو ياء ونون، وألف وتاء عند الجمع مثال: مفرد: خضراء، مثنى: "خضراوان، خضراوين"، جمع: خضروات.
- الهمزة المنقلبة عن واو أو ياءٍ فلها حالتان: إما أن تبقيها همزةً، أو أن تقلبها واوًا مثل: "كِساء: كِساءان، أو كِساوان"، ومثل: "سماء: سماءان أو سماوان".
المراجع
- ↑ قراءة في (قواعد الإملاء), ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-10-2018، بتصرّف.
- ^ أ ب الاسم الممدود، والمنقوص، والموصول, ، "www.diwanalarab.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-10-2018، بتصرّف.
- ↑ [ألفا ممدودة أو مقصورة], ، "www.al-maktaba.org" اطُّلع عليه بتاريخ 10-10-2018، بتصرّف.
- ^ أ ب [ألفا ممدودة أو مقصورة], ، "www.al-maktaba.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-10-2018، بتصرّف.