الامتزاج اللغوي والثقافي بين العصر الأموي والعباسي

كتابة:
الامتزاج اللغوي والثقافي بين العصر الأموي والعباسي


الامتزاج اللغوي والثقافي بين العصر الأموي والعباسي

يُعتبر هذا الامتزاج جديداً من نوعه في الأدب العربي وتاريخه فيما يخص العصرين العباسي والأموي فهما عصران زاهيان وحافلان لما فيهما من قوة بلاغة عربية شعرًا ونثرًا وفي شتى فنون الأدب، هذان العصران يُعتبران حاملين لمختلف مقومات الأدب ونوازعه وبواعثه وأصوله.[١]


لذلك تمت دراستهما بدقة لما فيهما من عمق وشمول لغوي وثقافي، وهذا الشمول أصبح دراسة للحياة الأدبية ومظاهرها ككل في هذين العصرين، من هنا جاء هذا الامتزاج بين العصر العباسي والأموي لما فيهما من قوة حياة أدبية.[٢]


كانت بداية الثقافة من بداية حكم الدول في العصر العباسي والأموي، كان الخلفاء يسيرون على نهج رفع منارة الدولة بالعلم والأدب والعمل على بناء مجد الدولة والحضارة كل ذلك والخلافة في قبضتهم، والنفوذ خالص لهم، والسلطان بأيديهم وترتفع راياتهم في كل أفق وإقليم لما ينشرونه من أمن وعلم وأدب ونور وكانت اللغة العربية تسير حيث يسير نفوذ الخلفاء ويتعلمها الناس من كل لون وجنس.[٢]


الازدهار الثقافي واللّغوي في العصر الأموي

تميز العصر الأموي بأنه عصر الحضارة؛ بسبب تأثر العرب بالأعجميين وتطورهم حتى بلغتهم وظهور الشعر السياسي كان له دور في تطور اللغة فلكل حزب سياسي كان شاعره الذي يمتلك قوة اللغة: كالأخطل والكميت وعبدالله بن قيس ولا بد من ذكر ظهور شعر النقائض الذي زاد اللغة قوة لأنَّه يحتاج إلى تفوق من ناحية المعاني كما أنَّ شأن الكتابة نفسه ارتفع في هذا العصر.[٣]


نظرًا لاتساع رقعة الدولة وامتزاج الثقافات العربية بالأجنبية وظهور طائفة من كُتَّاب ديوان الرسائل، ومن المعلوم أنَّ أقصى اتساع للدولة الإسلامية كان في عهد بني أميَّة فهو اتَّّساع علمي وأدبي، وكان للأمويين دور بارز في الازدهار والتهيئة، وأسسوا تراثاً عظيماً فقد قاموا بإنشاء المدارس والمستشفيات، التي قامت عليها الدولة وتدوين العلوم وتعريبها.[٣]


هذا أتاح لعلماء العرب والمسلمين الاضطلاع عليها، كما أنَّ اتساع الدولة ودخول شعوب جديدة أتاح التعرف على الحضارات والاستفادة من المعارف وكان من أهم مجالات الازدهار في العصر الأموي إجمالا ازدهار العلوم الدينية واللغوية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والطب، وظهور حركات فلسفية وتاريخية وأدبية ولكن الأمويين دعموا الحركتين القصصية والأدبية فقط وذلك بسبب نزعة عربية جاهلية عندهم.


العوامل السياسية والاجتماعية هي الامتزاج في اللُّغة والثقافة ما بين العصور بل الامتزاج هو امتداد من العصر الجاهلي حتى العصر الأموي، الذي كان عصر نهضة أدبية كبيرة، وهذا يعود إلى أنَّ الخلفاء الأمويينً كانوا من العرب الخلص يعجبون بأساليب القدماء، لذلك بقيت اللغة قوية وفصيحة وهنالك عوامل أخرى زادت من نهضة الأدب في العصر الجاهلي خلافًا عن امتداد اللغة الجزلة والقوية والفصيحة ومن هذه العوامل الآتي:[٣]

  • سياسية الدولة الأموية.
  • صراع الأحزاب.
  • عناية الأدباء بالأدب واللّغة.
  • الحياة الدينية.
  • حياة العصبيات.
  • امتداد رقعة الإمبراطورية.


الازدهار الثقافي واللّغوي في العصر العباسي

نبعت الفنون الإسلامية وازدهرت الآداب العربية وترجمت الثقافات الأجنبية، وقامت المدارس والجامعات في كل مكان لتثقيف العقول وتهذيب النفوس والحض على المعرفة والجلوس في حلقات المسلمين دون النظر لاختلاف اللون والعرق والدين والبيئة، وعاش أئمة الأدب والعلم والفكر يؤدون رسالتهم ويبنون مكانا رفيعا في الفكر الأدبي والإنساني.[٤]


كما كان لتشجيع الأمراء والخلفاء والوزراء دور كبير وراء نهضة الأئمة الفحول في العلوم والآداب ونهضة الشعر والنثر نهضة ليس لها مثيل في تاريخ لغة العرب، وكان لظهور العناصر الفارسية ومن بعدها العناصر التركية دور كبير في ظهور ثقافة للغة العربية وتجميع ثقافات واتساع حركات الترجمة من اللغات الأجنبية للغة العربية وحرية الفكر وازدهار النهضة الأدبية وتأسيس الدولة.[٤]


هذا النحو من القوة جاء بعد أن سادت نفوذ الأتراك واشتدت هيمنتهم على الخلافة، وكان هذا العصر من أزهى عصور الإسلام وصفحاته المشرقة من أنصع الصفحات في تاريخ الأدب والثقافة والحضارة للعرب.[٤]


لا ننسى أنَّ هنالك دوراً لحركة الترجمة والتعريب في العصر العباسي ووجود دار الحكمة، فقد أثبتت حركة الترجمة والتعريب في العصر العباسي آنذاك أنَّها شكلت مظهراً من مظاهر الازدهار اللُّغوي والثقافي، مما دعا للاهتمام بالترجمة النوعية كمصدر من مصادر إثراء اللّغة العربيَّة.[٤]

المراجع

  1. شوقي ضيف، العصر العباسي الأول، صفحة 98-98. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد عبد المنعم خفاجة ، الأدب العربي وتاريخي في العصرين العباسي والأموي، صفحة 3. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت شوقي ضيف، العصر الإسلامي، صفحة 169-176. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث محمد عبد المنعم خفاجي ، الأدب العربي وتاريخه في العصرين العباسي والأموي، صفحة 2-3-4. بتصرّف.
5605 مشاهدة
للأعلى للسفل
×