الانتقال من اليوم لتخليد ذكرى الشهداء الى العيد الوطني وتاثيره على الطفل

كتابة:
الانتقال من اليوم لتخليد ذكرى الشهداء الى العيد الوطني وتاثيره على الطفل

يتزامن اليوم الوطني لتخليد ذكرى الشهداء قبيل العيد الوطني بيوم واحد في دولة الامارات العربية. وينطوي على التحول ما بين هذين اليومين الارتباك العاطفي، مما يؤدي الى حالة الضغط الشديد عند الاطفال.

ان التحولات بشكل عام هي وضع يصعب على الأطفال تحمله. اي انتقال كان من الأنشطة الممتعة والعودة إلى الروتين يمكن أن يسبب لهم حالة ضغط الذي يعبر عنها بالغضب، البكاء، العدوانية، وغير ذلك. رد فعل الوالدين في هذه الحالة هو الغضب، نفاد الصبر وتوجيه اللوم للأطفال.

في بعض الأحيان، حتى عند انتظار حدث سعيد ومثير، يتعرض الأطفال للاضطراب العاطفي الذي في نهاية المطاف، بدلا من الاستمتاع من الحدث - يجدون أنفسهم ملتصقين بوالديهم، يبكون وينعزلون.

وفي مثل هذه الأيام، حيث يُخلد الشعب الاماراتي شهداءه في يوم الشهيد وفي اليوم التالي (2 ديسمبر كانون الاول) يحتفل بعيده الوطني الـ 45، يكمن دور الوالدين بالتخفيف من حدة التحول والانتقال على الأطفال وإعدادهم المسبق له، من جهة الحديث عن الألم في يوم تخليد ذكرى الشهداء وعن الحياة مع الألم في دولة حرة موّحدة، التي فيها عزة، فرح وأمل.

المساعدة في التعبير عن الصعوبة

الانتقال بحد ذاته، يخلق لدى الناس (الأطفال والكبار على حد سواء)، التوتر والضغط الذي يعبر عنه بالغضب، انفجارات العنف وما شابه.

أولا، من المهم أن يميز الأهل ظاهرة التحول ويمتنعون عن نوبات غضبهم ضد الأطفال.

ثانيا، من المهم أن نفهم الأطفال ونساعدهم على التعبير عن التوتر والصعوبة التي لديهم. قولوا لهم: "نحن الآن نتعرض لتحولات من الحزن الى الفرح، وبالتالي فإنكم مرتبكين وان هذا أمر طبيعي". وتذكروا مهما فعلتم، عليكم تجنب العقاب.

كيف تفرح العائلة في احتفاليات العيد الوطني

من المهم أن نذكر أيضا أن الكثير من الأطفال يخافون من الألعاب النارية التي تطلق في احتفالات العيد الوطني الإماراتي. إذا كان طفلكم يبدو عليه الخوف والهلع من الألعاب النارية، فلا تجبروه أن يتعرض اليها حتى لو كان الثمن هو البقاء في المنزل.

الكثير من الأسر مثلاً تخطط في هذا العيد، #العيد_الوطني_45، للخروج لنزهة الى الطبيعة في الهواء الطلق للترفيه، الرحلات والنزهات مع الأسرة الموسعة، المصغرة أو مع الأصدقاء.

تخطيط وتحضير الوالدين لهذا اليوم يرافقه آمال وتطلعات للمتعة والترفيه. لكن في بعض الأحيان، زيادة الأمل - تنتهي بخيبة امل بالنسبة للوالدين.

حيث يقوم الوالدين بالتخطيط لرحلة ممتعة مع الأطفال، يجتهدون بالتحضير ولكن النتيجة تكون عكس ذلك تماماً... (يتشاجر الأطفال، يزداد التوتر والضغط لدى الوالدين والان انتم تحاولون تهدئة الأطفال وتهدئة أنفسكم- بدلا من الاستمتاع).

هذه الفجوة بين النية الأصلية وبين النتيجة الفعلية، تكمن في حقيقة أنه بدلا من أن يستبق الوالدين قنبلة العواطف والارتباك، فانهم يكونون غير مبادرين. ماذا نقصد بالمبادرة الاستباقية وعدم المبادرة؟ معنى الاستباقي أي انه يقود الحدث، يديره ويحضره له مسبقا. غير مبادر معناه هو أن لا تقود الحدث وانما ترد على الأحداث الجارية فقط.

إعداد حلول مسبقا

إذا كان الأمر كذلك، كونوا استباقين! حضروا قائمة تشمل جميع العقبات المتوقعة خلال يوم العيد. ما هي نقاط الضعف التي ينفجر فيها الأطفال؟ خلال السفر؟ عندما يكونون جائعين؟ خلال النزهة؟ عندما يشعرون بالملل؟

إعداد الحلول مسبقا: بناء على ما يحبون القيام به، التحضير مسبقا للأزمات المتوقعة: إذا كان هذا الهاتف النقال أثناء السفر؛ الألعاب أثناء السفر; النقارش لسد الجوع حتى يجهز الطعام; والتخطيط لمكان الذي فيه عوامل جذب للأطفال وهلم جرا.

هذه هي فرصة ذهبية أيضا لتعليم الأطفال قيم الأسرة مثل اللاعنف وسبل فعالة لحل المشاكل، عن طريق الوساطة اللفظية: "تشعرون بالملل وتتشاجرون عندما تشعرون بالممل. من المفضل ايجاد سبل لنخلق لأنفسنا مهمة، بدلا من التشاجر".

4199 مشاهدة
للأعلى للسفل
×