البكتيريا الضارة والنافعة

كتابة:
البكتيريا الضارة والنافعة

البكتيريا

في حياتنا توجد كائنات حية دقيقة لا تُرى بالعين المجرّدة، وتتواجد في كل مكانٍ من حولنا حتى على سطح الجسم وفي داخله أيضًا، وتعرف بأنّها البكتيريا؛ والتي تعدّ من الكائنات وحيدة الخلية، ومع هذا فهي قوية وتستطيع التكيُّف والعيش في الظروف الصعبة، وبعض أنواع البكتيريا ضار ويسبب الأمراض الخطيرة للإنسان، وفي نفس الوقت توجد أنواع من البكتيريا النافعة، وهي مهمة وضرورية لصحة الإنسان ولبقائه على قيد الحياة، وفي هذا المقال توضيح عن البكتيريا الضارة والنافعة، وما هي أبرز فوائدها وأضرارها للإنسان.[١]


ما الفرق بين البكتيريا الضارة والنافعة؟

كان الاعتقادُ السائدُ قديمًا أنَّ جميع أنواع البكتيريا ضارة وتسبب الأمراض التي قد تكون قاتلةً للإنسان، لكن هذا غيرُ صحيحٍ تمامًا؛ فعلى الرغم من وجود أنواع ضارة منها إلا أنَّه توجد أنواع نافعة للإنسان ودونها لا يستمر على قيد الحياة، بل ومن الممكن أيضًا أن يكون الأكسجين الذي يتنفسّه ناتجًا عن نشاط هذه البكتيريا.[٢]


البكتيريا الضارة

البكتيريا الضارة أو البكتيريا المُمرِضَة (Pathogenic bacteria) هي مجموعة واسعة من البكتيريا تسبب المرض والضرر للفرد، فعندما تصل إليه عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث بالبكتيريا أو لمس الأسطح الملوثةِ بها تبدأ بالتكاثر السريع داخل الجسم، وتُطلق السموم الخطيرة التي تسبب الضرر للأنسجة وتحدث العدوى[١].

يقدر العلماء عدد أنواع البكتيريا الممرضة بأقل من 1% من المجموع الكلي للبكتيريا، ومن أبرز أنواع البكتيريا الضارة التي تسبب المرض المكورات العنقودية، والمكورات العقدية، والإشريكية القولونية، ويتم علاج العدوى البكتيرية بالمضادات الحيوية المناسبة بناءً على نوع البكتيريا المسببة للالتهاب.[٣]


البكتيريا النافعة

توجد أنواع من البكتيريا تعيش في علاقة تكافلية مع الإنسان، إذ تعيش في داخل الجسم أو على سطح الجلد فتحصل على حاجتها من الغذاء والمكان، وفي المقابل يستفيد الإنسان منها ويحصل على العديد من الفوائد، وتسمى هذه البكتيريا البكتيريا النافعة، ويؤدي اختلال نمو البكتيريا النافعة بسبب تناول المضادات الحيوية التي تقضي على كلٍ من البكتيريا الضارة والنافعة إلى جعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى والأمراض المختلفة، وتعيش معظم أنواع البكتيريا النافعة في الجسم في الأمعاء، وسطح الجلد، وعلى سطح الأعضاء التناسلية الخارجية.

ويقدَّر العلماء عدد الخلايا البكتيرية في جسم الإنسان بما يقارب مئة تريليون خلية؛ أي أنَّ عددها يفوق عشرة أضعاف عدد خلايا الجسم، وعلى الرغم من أنَّ هذه البكتيريا نافعة ومفيدة إلا أنها قد تصبح ضارةً في بعض الأحيان وتسبب المرض.[٤] كما يوجد أنواع أخرى من البكتيريا النافعة والمفيدة التي تُستخدم في القطاع الصناعي والتصنيع الدوائي، وكذلك تعد مهمةً جدًا للنباتات والحيوانات.[٢]


ما هي فوائد البكتيريا النافعة للجسم؟

يبلغ عدد البكتيريا النافعة في الجسم ما يقارب عشرة أضعاف عدد خلايا الجسم، وهذا يجعلها مهمةً جدًا له وتؤدّي دورًا مهمًا في العديد من الوظائف، وعمومًا تتضمن أبرز فوائد البكتيريا النّافعة ما يأتي:[٤]

  • التغذية: تساعد البكتيريا المعوية المفيدة الجسم في الحصول على الطاقة من الغذاء المُتناوّل، بالإضافة إلى المساعدة في امتصاص العديد من العناصر الغذائية من الطعام، كما تساهم في تحطيم الجزيئات الكبيرة المعقدة الموجودة في الطعام ليسهل هضمها وامتصاصها، ودونها لن تتم عملية هضم السيليولوز النباتي، وتختلف أنواع البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي وتتباين من شخصٍ إلى آخر باختلاف طبيعية النظام الغذائي المُتَّبع.
  • المناعة: منذ لحظة الولادة يبدأ الفرد بالتعرض للبكتيريا بأنواعها المختلفة، ليبدأ جهاز المناعة بالتدرب على كيفية التخلص من البكتيريا والدفاع عن الجسم، بالتالي رفع المناعة.
  • الأمراض: تساعد البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي على الحماية من الإصابة بالبكتيريا المُمرِضَة، من خلال تنافس البكتيريا النافعة مع البكتيريا الضارة على الغذاء والمكان، لذلك تناول المضادات الحيوية يؤدي إلى قتل البكتيريا النافعة وجعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى البكتيرية، إلى جانب هذا فقد وُجِدَت علاقة بين انخفاض التنوّع الميكروبي في القناة الهضمية والأمعاء والإصابة ببعض الأمراض، مثل: التهاب القولون التقرحي، وداء كرون، والسمنة، بالإضافة إلى مرض السكري من النوع الثاني.
  • التأثير على السلوك: تؤثر البكتيريا على الدماغ عن طريق إطلاق جزيئاتٍ صغيرة تحفّز استجابة الأعصاب في القناة الهضمية، كما لاحظ العلماء وجود علاقة بين البكتيريا المعوية وبعض الاضطرابات النفسية، مثل: اضطراب طيف التّوحد، والاكتئاب.


ما هي أنواع البكتيريا الضارة والأمراض التي تسببها؟

يوجد ما يقارب1 تريليون نوع مختلفة من أنواع البكتيريا، بعضها مُمرِض وبعضها غير مُمرِض، وتختلف البكتيريا الممرضة وتتباين في درجةِ خطورتها، وقد صنفها العلماء بناءً على شكلها وعلى اللون الذي تكتسبه بعد صبغها بالصبغات الخاصة للبكتيريا، والصبغة الأساسية لصبغ البكتيريا هي صبغة الغرام، التي تعتمد على الجدار الخلوي للبكتيريا هل هو سميك أم رفيع، وباختلاف سمك الجدار الخلوي تختلف طريقة استجابة البكتيريا للمضادات الحيوية، مما يجعل تصنيفها ضروريًّا ومهمًّا، ويمكن توضيح أنواع البكتيريا الضّارة والأمراض التي تسبّبها على النحو الآتي:[٥]

البكتيريا العصوية إيجابية صبغة الغرام

تندرج تحت هذه المجموعة البكتيريا من عائلة الكلوستريديوم أو البكتيريا الطمثية بأنواعها المختلفة، ومن الأمراض التي تسببها هذه البكتيريا ما يأتي:

  • المطثية الحاطمة (Clostridium perfringens)، تسبب الغنغرينة الغازية والتسمم الغذائي.
  • المطثية الوشيقية (Clostridium botulinum)، تؤدّي إلى التسمم السجقي أو التسمم الممباري.
  • المطثية العسيرة (Clostridioides difficile)، تسبب التهاب القولون الغشائي الكاذب (pseudomembranous colitis).
  • المِطَثِّيّة الكُزازية (Clostridium tetani)، تؤدّي إلى الكزاز.

البكتيريا العصوية سالبة صبغة الغرام

تسبب البكتيريا المنتمية إلى هذه المجموعة عددًا كبيرًا من الالتهابات والأمراض التي تتباين في شدتها بين الأمراض البسيطة وشديدة الخطورة، ومن أبرز أنواع البكتيريا التي تندرج تحتها ما يأتي:

  • الإشريكية القولونية، التي تسبب التهاب المسالك البولية والتسمم الغذائي.
  • السالمونيلا، التي تسبب التسمم الغذائي وحمى التيفوئيد (typhoid fever).
  • الشيغيلا، التي تؤدي إلى التسمم الغذائي.

البكتيريا الكروية إيجابية صبغة الغرام

هي نوع من البكتيريا إيجابية الغرام شكلها كروي، وتسبّب هذه المجموعة من البكتيريا أكبر نسبة من الالتهابات البكتيرية عند الإنسان، ومن أبرز أنواع البكتيريا المندرجة تحت هذه المجموعة ما يأتي:

  • المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus).
  • المكورات العقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae)، التي تسبب الالتهاب الرئوي.
  • المكورات العقدية المقيحة (Streptococcus pyogenes)، التي تؤدي إلى التهاب اللوزتين.
  • البكتيريا الكروية سالبة صبغة الغرام: يندرج تحتها نوعان رئيسان من البكتيريا المُمرِضة، وهما كما يأتي:
    • النيسيرية البنية (Neisseria gonorrhoeae)، تسبب عدوى النيسيرية أو ما يُعرَف بمرض السيلان، وهو من الأمراض المنقولة جنسيًا.
    • النيسرية السحائية (Meningococcus)، التي تؤدّي إلى التهاب السحايا.


نصائح للحفاظ على صحة البكتيريا النافعة في الجسم

تتوفر بعض النصائح التي من شأنّها أنّ تحافظ على صحة البكتيريا النفاعة وبالتالي الحفاظ على صحة الأمعاء التي تعيش فيها، مما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة، وتتضمن الآتي:[٦]

  • تناول وجبات صحية واتباع حمية غذائية صحية تتضمن الأطعمة الغنية بالألياف، والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى أهمية التخفيف من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية التي تعود بالسلب على البكتيريا النافعة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ تساهم في تحفيز نمو البكتيريا النافعة،وتعود بالفائدة على الصحة العامة للجسم.


المراجع نص غليظ

  1. ^ أ ب "Bacteria", www.healthline.com, Retrieved 27-05-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "What are bacteria and what do they do?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-05-2020. Edited.
  3. "Bacterial Infections", medlineplus.gov, Retrieved 28-05-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "What are the gut microbiota and human microbiome?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-05-2020. Edited.
  5. VALERIE LILES, "A List of Bad Bacteria"، www.livestrong.com, Retrieved 28-05-2020. Edited.
  6. "What Your Gut Bacteria Say About You", webmd, Retrieved 25/1/2021. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×