البلعوم موقعه، أجزاؤه، وظائفه، أمراضه، هل يمكن البقاء بدونه؟

كتابة:
البلعوم موقعه، أجزاؤه، وظائفه، أمراضه، هل يمكن البقاء بدونه؟

البلعوم

يعدّ البلعوم Pharynx من تجاويف الفم والأنف التي تؤدّي إلى الحنجرة والمريء، حيث إن البلعوم يعد من الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وتحيط العضلات والأنسجة الضامة بالبلعوم وتربطه بقاعدة الجمجمة والأعضاء المحيطة حوله، كما إنه يوجد نوعان من العضلات المحيطة بالبلعوم، العضلات الدائرية التي تتقلّص وتساعد في دفع الطعام إلى المريء وتمنع ابتلاع الهواء، أمّا العضلات الطولية فهي ترفع البلعوم أثناء عملية البلع،[١] ويُعرّف البلعوم على أنه اسم آخر للحلق، حيث يبلغ الأنبوب ما يُقارب 5 بوصات، ويتواجد الأنبوب في الصّدر مؤديًا للمعدة، ويشمل البلعوم اللوزتين والجزء الخلفي من اللّسان والحنك الرّخو الذي يتواجد في سقف الفم،[٢] ومن المعروف أن البلعوم أنبوب عضلي ليفي مقطعه العرضي على شكل نصف دائرة، ويقع مباشرة أمام العمود الفقري، ويوجد ستة عضلات هي المسؤولة عن وظيفة البلعوم في البلع، وفي هذا المقال سيتم التحدّث عن البلعوم بشكل عام.[٣]

موقع البلعوم

من الجيد معرفة أن البلعوم ينقسم إلى ثلاثة أجزاء من الأعلى للأسفل بالترتيب؛ البلعوم الأنفي، البلعوم الفموي، البلعوم الحنجري، حيث يتواجد البلعوم الأنفي خلف فتحات الأنف الخلفية، أمّا البلعوم الفموي فهو خلف تجويف الفم، والبلعوم الحنجري يقع خلف مدخل أو فتحة الحنجرة، إذ إن البلعوم الأنفي يرتبط بالجهاز التنفسي من خلال تجاويف الأنف حيث يمرّ الهواء، ويوجد فتحتان واحدة على كل جانب في الجزء الخلفي من البلعوم الأنفي، وتسمّي هذه الأنابيب بالأنابيب السمعية التي تشمل؛ أنابيب استاكيوس وأنابيب البلعوم، وترتبط هذه الأنابيب من الخلف بالأذن الوسطى أو تجاويف الطبلة، ممّا يُسهم في توازن ضغط الأذن وتسهيل تصريف إفرازات الأذن الوسطى، ومن الجدير بالذّكر بأن البلعوم الفموي هو عبارة عن استمرار لتجويف الحلق وتكمن وظيفته في تمرير المواد المبتلعة نحو البلعوم الحنجري،[٤] ويمتدّ البلعوم من قاعدة الجمجمة إلى الغضروف الحلقي، وهو يتواصل مع تجويف الأنف والفم والحنجرة من الجهة الأمامية فقط، أمّا البلعوم الفموي والبلعوم الحنجري هما اللذان يلعبان دورًا في تمرير الأكل من الفم إلى المريء.[٥]

أجزاء البلعوم

يبلغ طول الحنجرة تقريبًا 13 سنتيمتر أو 5 بوصات، وهو أنبوب عضلي مجوّف يبدأ من خلف الأنف إلى المريء، حيث يكون الجزء السفلي من البلعوم المرتبط بالمعدة، وكما تمّ ذكره بأن البلعوم ينقسم إلى ثلاثة أجزاء تشمل الآتي:[٦]

البلعوم الأنفي

يعد الجزء العلوي من البلعوم، ويتم توصيله بالأنف من خلال أنابيب معيّنة ويتم فصله عن الفم عبر الحنك الرّخو وهي المنطقة اللّينة المتواجدة في سقف الفم، ومن الجدير ذكره بأن البلعوم الأنفي هو جزء من قاعدة الجمجمة، وتصطف الخلايا الظهارية في البلعوم الأنفي بنوعيها الخلايا الظهارية التنفسية أو الخلايا الظهارية العمودية ذات الأهداب، كما يتمّ اتّصال البلعوم الأنفي بالأذن الوسطى وبالأخصّ من خلال قناة استاكيوس، وتوجد الغدد الأنفية التي توصف على أنها كتلة من الأنسجة اللمفاوية على الجدار الخلفي للبلعوم الأنفي.

البلعوم الفموي

يعدّ الجزء الأوسط من البلعوم، حيث إنه يمتدّ من الحنك الرّخو إلى خلف اللّسان، وينتهي عند لسان المزمار المعروف على أنه جزء يتدلّى آخر الحنجرة ويُغلقها عند الابتلاع، ويتضمّن البلعوم الفموي اللوزتين، قاعدة اللسان، الحنك الرّخو، والجزء الأوسط لجدار البلعوم، وتوجد خلايا حرشفية تتميّز بأنها خلايا رقيقة مسطّحة حول البلعوم الفموي.

البلعوم الحنجري

يعدّ الجزء السفلي من البلعوم، حيث إن بدايته تكون في لسان المزمار ويستمرّ بالنّزول حتى أعلى المريء، ويحتوي جدار البلعوم السّفلي على أخدودين صغيرين على جانبي فتحة الحنجرة وتسمى هذه الأخاديد بالجيوب الكمثرية، وتصطف الخلايا الحرشفية تحت البلعوم.

وظائف البلعوم

استنادًا على الموقع فإن البلعوم يقوم بوظائف معيّنة وأهم الوظائف شيوعًا تكون في الجهاز التنفسي، إذ إنه يسمح للهواء بالوصول للجهاز التنفسي، كما إن العضلات المحيطة بالبلعوم سواء الخلايا الطولية أو الدائرية تُرسل الشراب والطعام إلى المريء من أجل عمليّات الهضم، فتتميّز العضلات الدائرية بدفع الشراب والطعام إلى الأمعاء، بالإضافة إلى أن العضلات الطولية تتّسع لرفع البلعوم والمُساهمة في عملية الابتلاع، أمّا الوظيفة الأقل شيوعًا للبلعوم فهي في الكلام، فالبلعوم عبارة عن مساحة مغلقة يتغيّر شكلها حسب الهيكل العضلي، فالهواء قادر على أن ينتقل عبر البلعوم والحنجرة التي تعدّ صندوق الصوت، فالحنجرة التي تحتوي على الحبال الصوتية تلعب دورًا هامًا ورئيسًا في إصدار الصوت، ولكن البلعوم هو القادر على تضخيم الصوت عندما تنفتح الحنجرة في البلعوم،[٧]

أمراض البلعوم

قد يُصاب البلعوم بأمراض مرتبطة به، وتتراوح المشاكل الصحية التي تتعلّق بالبلعوم من المعتدلة إلى الحادّة، فمن الممكن أن يُصاب البلعوم بأمراض ناجمة عن نزلات البرد، أو عدوى فيروسية، أو التهاب الحلق البكتيري، أو الحساسية، أو الإصابةبمرض ارتجاع المريء، بالإضافة إلى أن بعض هذه الحالات يُمكن علاجها دون وصفة طبية لشفاء البلعوم بسرعة، ولكن في الكثير من الأحيان تختفي هذه المشاكل الصحية من تلقاء نفسها، أو قد يتطلّب بعضها للعلاج، فقد يكون التهاب الحلق ناتج عن حالات متعدّدة، من ضمنها:[٧]

  • الأنفلونزا.
  • سرطان الحنجرة.
  • التهاب اللوزتين.
  • متلازمة التعب المزمن.
  • النكاف.
  • الذباح الهربسي.

أمّا في حال إصابة الشخص بالتهاب في الحلق لا يمكن إزالته لمدّة تصل من بضعة أيّام إلى أسبوع، فيجب استشارة الطبيب والذهاب له لتحديد ماهيّة المشكلة التي يُعاني منها الشخص، ومن المهم معرفة أنه من الواجب تجربة العلاجات المنزلية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الغرغرة بالماء المالح الدافئ، ويجب عدم تناول أي مضاد حيوي دون وجود وصفة من الطبيب، فالمضادات الحيوية لا تُعالج العدوى الفيروسية فهي تختص وتقتصر على العدوى البكتيرية فحسب، فيجب تحديد السبب الكامن وراء التهاب الحلق فإن تناول الأدوية دون الاستشارة الطبية قد يؤدّي لضرر أكبر أكثر من الفائدة المبتغاة كمقاومة المضادات الحيوية،[٧] وفيما يأتي شرح مفصّل عن الحالات الصحية أو الأمراض التي قد تُصيب البلعوم بالتفصيل:[٣]

التهاب البلعوم

التهاب البلعوم هو أحد أنواع التهابات الحلق شيوعًا وهو ينجم عن التهاب الجزء الخلفي من الحلق، وقد يشعر المُصاب بألم أثناء البلع، بالإضافة للوجع والإزعاج والخدش في الحلق، فآلام الحلق تكون شائعة في الأشهر الباردة وتبلغ مدة الإصابة بها لمدّة أسبوع أو أقل، وقد يكون أغلبها عبارة عن التهابات فيروسية مثل نزلات البرد، الحصبة، الخنّاق،جدري الماء، الأنفلونزا، وداء كريات الدم البيضاء، وقد تكمن الإصابة ببكتيريا الحلق عند الإصابةبالسّعال الديكي، الكلاميديا، السيلان، المكوّرات العقدية فئة A، ومن الضروري معرفة أن الالتهابات الفيروسية لا تتم علاجها بالمضادات الحيوية، وتقتصر المضادات الحيوية على العدوى البكتيرية فقط، ويوجد بعض العلاجات لتهدئة التهاب البلعوم أو الحلق التي تشمل:

  • عدم شرب الكحول.
  • شرب سوائل دافئة مثل الشاي بالعسل أو شاي الليمون.
  • الغرغرة بماء مالح دافئ أكثر من مرّة خلال اليوم.
  • الحصول على قسط كافي من الرّاحة والاسترخاء.
  • مص قطع الثلج.
  • تناول الأقراص الماصّة الصلبة.
  • أخذ الأدوية الرذّاذة والمرطّبة للحلق.
  • تناول مسكنات الألم التي لا تلزم وصفة طبية عند الحاجة مثل الأيبوبروفين، والأسيتامينوفين.

سرطان البلعوم

قد تتواجد أورام سرطانية في أي مكان بالبلعوم، أو الحنجرة، أو اللوزتين، ممّا ينتج عنه الإصابة بسرطان البلعوم أو سرطان الحلق، وفي بعض الأحيان يتأثر الغضروف الذي يُغطي القصبة الهوائية بسبب سرطان البلعوم، حيث إن سرطان الحلق يبدأ كخلايا رقيقة ومسطّحة تُشابه قشور الأسماك، وتتطوّر فيما بعد لطفرات جينية تساعد على إنتاج خلايا بشكل غير طبيعي وغير مسيطر عليه، حتى ينجم عنها سرطانًا وورمًا في الحلق، ومن أعراض الإصابة بسرطان الحلق ما يأتي:

  • ألم في الأذن.
  • السّعال.
  • التهاب في الحلق.
  • تغيرات صوتية مثل بحّة الصوت.
  • المعاناة وصعوبة في البلع.
  • فقدان الوزن.
  • الإحساس بكتلة أو قرحة لا تلتئم.

كما قد تختلف العلاجات أو الاستراتيجيات المُستخدمة في علاج سرطان الحنجرة، وقد تشمل علاجًا واحدًا أو مجموعة من العلاجات التي سيتمّ ذكرها فيما يأتي؛ العلاج الإشعاعي، العلاج الكيميائي، إجراء جراحة، أو العلاج الدوائي المستهدف، كما يوجد بعض النصائج المهمّة للتقليل من خطر الإصابة بسرطان الحلق من بينها:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • التوقّف عن استهلاك الكحول بكميات كبيرة.
  • عدم مضغ التّبغ.

هل يمكن البقاء بدون البلعوم

تعتمد عملية استئصال البلعوم في إزالة جزء معيّن من البلعوم لسبب ما، فالبلعوم هو المنطقة التي تتواجد في الجزء الخلفي من الحلق، ومن الممكن إجراء هذه العملية نتيجة إصابة البلعوم بورم سرطاني في أي جزء من أجزائه التي تمّ ذكرها، وقد تتراوح العمليات الجراحية من إزالة أورام صغيرة متواجدة في البلعوم إلى إزالة البلعوم أو جزء منه، فتكون فترة الاستعداد والتجهيز للجراحة ملازمة لتعليمات الطبيب، فمن اللازم عدم شرب أو تناول أي شيء في الليلة السابقة لموعد العملية باستثناء الأدوية التي وافق عليها الطبيب، ويتضمّن في هذه العملية تخدير المريض تخديرًا عامًا حتى لا يشعر بأي ألم أو وجع، كما إن بعض المرضى يحتاجون إلى فتح أو شقّ القصبة الهوائية وإدخال أنبوب التغذية عبره استنادًا على الجراحة، ويوجد أنواع للاستئصال البلعومي فهو كما تمّ ذكره يحتوي على ثلاثة أجزاء يمكن استئصال أي منها:[٨]

استئصال البلعوم الأنفي

يُعبّر عنه بإزالة جزء من البلعوم الأنفي، ولحسن الحظّ بأن البعض لا يحتاج للجراحة لإزالة الأورام السرطانية في هذه المنطقة، حيث إن مُعظمها تُعالج بالعلاجات الكيميائية أو العلاجات الإشعاعي، لكن الحالت التي تستدعي لتدخّل جراحي فتتم من خلال إدخال المنظار وأدوات التنظير الخاصّة إلى الأنف.[٨]

استئصال البلعوم الفموي

عادةً تبدأ السرطانات بالظهور في اللوزتين الذي يعد جزء من البلعوم الفموي، فيتم الإجراء الجراحي للفم والبلعوم عن طريق الليزر أو الروبوت الجراحي، أمّا بالنسبة للأورام الكبيرة فقد تطلّب فتحة أكبر للجراحة وقد تكون من خلال الفكّ السفلي.[٨]

استئصال البلعوم الحنجري

أغلب العمليات الجراحية تستهدف إزالة البلعوم تزامنًا مع استئصال الحنجرة، فقد تحتاج الحالات حسب أوضاعها لعمل شق في الرّقبة، أو الجراحة المجهرية بالليزر، أو الجراحة باستخدام الروبوت.[٨]

استئصال الحنجرة والبلعوم

جميع الإجراءات الجراحية لاستئصال الحنجرة تحتاج لإزالة جزء صغير من البلعوم، لذا في حال كانت الأورام السرطانية كبيرة قد يضطر الطبيب لإزالة جزء من أجزاء البلعوم وعند استيقاظ المريض من إحدى هذه العمليّات الجراحية فقد يُعاني من شق في القصبة الهوائية وإدخال أنبوب التغذية من خلاله، أو أنبوب لتصريف السوائل المتراكمة، ومن الممكن إعطاء المُصاب مسكّنات لتخفيف الألم المشعور به، وبالنسبة لعملية التّعافي بعد إجراء العملية فيجب على المُصاب المداومة على العلاج الطبيعي وعلاج البلع والكلام بعد الجراحة، وقد يحتاج المُصاب للمكوث في المستشفى بضعة أيام قليلة أو قد تصل لأسبوع وأكثر حسب الحالة، وقد يلزم بعض المرضى الذهاب إلى دور إعادة التأهيل قبل العودة للمنزل للتعايش مع الوضع،[٨] من الوارد حدوث بعض المخاطر أو الآثار الجانبية لأي من الإجراءات التي تم ذكرها فقد يُعاني الشخص من تضيّق بعد الاستئصال البلعومي الأنفي في حال كان محيط البلعوم أقل من النّصف مغلق، فبالرّغم من أن استئصال البلعوم كليًا بواسطة رقع الجلد أو الاستبدال الحشوي ينتج عنه معدّلات وفاة عالية، إلّا أنه يمكن ترقيع البلعوم بواسطة العضلات أو الأوعية، إذ إنه من المهم الحفاظ على البلعوم أكبر من سنتيمتر واحد بعد إزالة البلعوم للتأكد من إمكانية البلع الجيّد قبل وبعد الإجراء الجراحي.[٩]

المراجع

  1. "Pharynx", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-04. Edited.
  2. "What is the pharynx?", www.webmd.com, Retrieved 2020-06-04. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is the Pharynx?", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-06-05. Edited.
  4. "Anatomy, Head and Neck, Pharynx", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-04. Edited.
  5. "Pharynx", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-06-04. Edited.
  6. "The pharynx", www.cancer.ca, Retrieved 2020-06-04. Edited.
  7. ^ أ ب ت "The Anatomy of the Pharynx", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-06-04. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج "Pharyngectomy", thancguide.org, Retrieved 2020-06-05. Edited.
  9. "Reconstruction of the Pharynx After Laryngectomy and Partial Pharyngectomy", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-05. Edited.
4964 مشاهدة
للأعلى للسفل
×