البلوغ المبكر هل له آثار سلبية على النمو

كتابة:
البلوغ المبكر هل له آثار سلبية على النمو

لماذا يحدث البلوغ المبكّر

على الرغم من أنّ مرحلة البلوغ يمرّ بها الأشخاص جميعهم سواءً أكان ذكرًا أم أنثى، غير أنّها قد تتأخّر أو تبدأ في مرحلة مبكّرة، وهي مرحلة تبدأ لدى الفتيات قبل سن 8 سنوات ولدى الأولاد قبل سن 9 سنوات، وفيها يحدث نمو سريع للعظام والعضلات، وتغيّر في شكل الجسم وحجمه، وقبل الحديث عن أسباب البلوغ المبكّر لا بُدّ من معرفة أنّ المخ يُنتج الهرمون الموجه للغدد التناسلية (Gonadotropin-releasing hormone) وعند وصول الهرمون إلى الغدة النخامية، وهي غدة صغيرة بحجم حبّة الفاصولياء توجد في قاع الدّماغ، يبدأ هرمون الإستروجين بالإنتاج لدى الإناث من المبيضين، ولدى الذكور يبدأ التستستيرون بالإنتاج من الخصيتين، وتختلف أسباب حدوث البلوغ المبكّر بالاعتماد على نوعه، فقد يبدو بلوغًا مبكّرًا مركزيًا يحدث نتيجة الأسباب الآتية:[١]

  • ورم في الدّماغ أو الحبل النّخاعي؛ أي الجهاز العصبي المركزي.
  • خلل في الدّماغ عند الولادة؛ كتراكم السوائل والورم الحميد.
  • العلاج بالإشعاع للدماغ أو الحبل النّخاعي.
  • إصابة الدّماغ أو الحبل الشوكي.
  • قصور الغدة الدّرقية؛ هي حالة لا تُنتج الغدّة كفاية الجسم من الهرمونات اللازمة لإجراء بعض العمليات الحيوية.
  • متلازمة أكيوت أولبرايت (McCune-Albright syndrome)؛ متلازمة جينية نادرة الحدوث تسبب اختلالًا في هرمونات الجسم.
  • تضخّم الغدة الكظرية.

يحدث بلوغ مبكّر محيطي، وهو الأقل شيوعًا، لكنّ ذلك دون ارتفاع مستويات الهرمون الموجه للغدد التناسلية، إنّما يرتبط بارتفاع مستويات هرموني التستستيرون والإستروجين مسببًا مشكلات في الخصيتين أو المبيضين، والغدد الكظرية والغدة النخامية، وفي الأحوال جميعها يحدث البلوغ المبكر المحيطي نتيجة الأسباب الآتية:[١]

  • تكيّس المبايض.
  • ورم في الخلايا التي تنتج الحيوانات المنوية أو الخلايا التي تنتج هرمون التستستيرون.

تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالبلوغ المبكّر، كالجنس، إذ إنّ البلوغ المبكر أكثر انتشارًا لدى الفتيات، والبدانة، والتعرض للهرمونات الجنسية.[١]


أعراض البلوغ المبكّر وتشخيصه

تتضمن أعراض البلوغ المبكّر بالنسبة للفتيات والأولاد نموًا في العظام والعضلات، بالإضافة إلى مجموعة من التغيرات التي تجعل الطفل أقرب إلى سن البلوغ؛ كنمو شعر العانة والإبط وظهور حبوب الشباب ورائحة مميّزة للجسم، وبالنسبة للفتيات تتضمن أعراض البلوغ المبكّر ما يأتي:[٢]

أمّا بالنسبة للأولاد فتتضمن علامات البلوغ المبكّر الآتي:[٢]

  • تضخّم الخصيتين والعضو الذّكري.
  • نمو شعر الوجه.
  • الصوت الأجش.
  • انتصاب العضو الذكري وقذف السائل المنوي.

يشخّص الأطباء البلوغ المبكّر من خلال إجراء الفحص البدني للطفل ومراجعة تاريخه الصحي بالإضافة إلى إجراء تصوير بالأشعة السينية لتحديد عمر الطفل من خلال نمو عظامه، كما يُجري الطبيب تحليلًا للدم للكشف عن مستويات الهرمونات، كهرمون التستستيرون، لدى الأولاد وهرمون البروجستيرون لدى الفتيات.[٢]


هل يتأخّر البلوغ

ذُكِرَ أعلاه أنّ البلوغ مرحلة لا بُدّ من أن يمرّ بها أي شخص على اختلاف جنسه، وتبدأ هذه المرحلة في مدة مبكّرة، وقد تتأخر أيضًا، وتتضمن أعراض تأخر البلوغ لدى الأولاد ما يأتي:[٣]

  • عدم نمو العضو الذّكري والخصيتين في وقت البلوغ الطبيعي.
  • يعاني الأولاد المصابون بتأخر البلوغ من قصر القامة مقارنة بغيرهم.

أمّا بالنسبة للفتيات فتتضمن أعراض تأخّر البلوغ ما يأتي:[٣]

  • عدم نمو الثّديين.
  • عدم ظهور الدورة الشهرية.

يحدث تأخّر البلوغ نتيجة العديد من الأسباب، ومنها:[٣]

  • العامل الوراثي: يحدث تأخر البلوغ بسبب وجود حالة سابقة في العائلة؛ كتأخر البلوغ لدى أحد الأبوين أو العمة أو الخالة أو الإخوة.
  • العوامل المرضية: التي تسبب تأخرًا في البلوغ؛ كمرض السّكري والتّليف الكيسي وأمراض الكلى والربو؛ لأنّها تجعل من الصعب على الجسم أن ينمو ويتطوّر بشكل طبيعي، بالإضافة إلى الإصابة بسوء التغذية واضطرابات الأكل؛ كفقدان الشهية العصبي. ويحدث تأخر البلوغ نتيجة مشكلات في الغدة النخامية أو الغدة الدرقية، والتي تفرز هرمونات ضرورية لبناء الجسم بشكل طبيعي.
  • خلل في الكروموسومات: والتي تتكوّن من الأحماض النووية التي تحتوي على مخطط لبناء جسم الإنسان، ويتسبب هذا الخلل في الإصابة ببعض المتلازمات؛ كمتلازمة تورنر التي تُحدث خللًا في كيفية نمو الفتاة ونمو المبايض، ومتلازمة كلاينفلتر التي تسبب تأخرًا في بلوغ الأولاد.


علاج البلوغ المبكّر

يُعالج الأطباء البلوغ المبكّر بالعديد من الخيارات العلاجية والتي تتضمن ما يلي:[٤]

  • الأدوية: والتي يأتي في مقدّمتها أدوية تشابه هرمون مطلق للغونادوتروبين ( GnRH analogs) والتي تعمل على تثبيط إفراز الهرمونات التي تُفرز من الغدة النخامية والمحفزة لعملية البلوغ، وعادةً ما تكون هذه الأدوية على شكل حقن عضلية أو تحت الجلد، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذه الأدوية تتسبب ببعض الآثار الجانبية كالصداع والخراجات في مكان الحقن، بالإضافة إلى أدوية البروجستيرون والتي تكون أيضًا على شكل حقن لكنها أقل فعالية من أدوية ( GnRH analogs).
  • الجراحة والعلاج الإشعاعي وهما خياران علاجيان ضروريان في الحالات التي يكون فيها البلوغ المبكّر ناتجًا عن ورم في المخ.


المراجع

  1. ^ أ ب ت mayo clinic staff (2019-9-7), "Precocious puberty"، mayo clinic, Retrieved 2020-4-22. Edited.
  2. ^ أ ب ت James Roland (2018-12-3), "Precocious Puberty in Boys and Girls"، healthline, Retrieved 2020-4-22. Edited.
  3. ^ أ ب ت Tal Grunwald, MD (2019-9), "Delayed Puberty"، kidshealth, Retrieved 2020-4-22. Edited.
  4. Renee A. Alli, MD (2017-1-27), "How Doctors Diagnose and Treat Precocious Puberty"، webmd, Retrieved 2020-4-22. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×