الميزة الكبيرة لعلاجات محاربة التجاعيد بالبوتوكس هي حقيقة أن هذه العلاجات لا تستغرق الكثير من الوقت، ولا تسبب الألم.
دخل في السنوات الأخيرة، إلى الحديث العام حول محاربة التجاعيد مصطلح طبي جديد نسبيا، اسمه: البوتوكس.
فقد أصبح عدد متزايد من الناس واعيا لهذا المصطلح وبدؤوا باستعماله، أحيانا بدون علاقة حقيقية مع مضمونه. وكل هذا بسبب استعماله لملء التجاعيد ونفخ الشفاه.
شعبية مادة البوتوكس، التي جعلتها جزءا من الحديث العام الواسع، تكمن في حقيقة كونها مادة متوفرة (مع أنها غالية الثمن). مادة من البسيط والسهل العمل بها وتحقق نتائج جيدة. هكذا تمنح الطبيب، أيضا، القدرة على إجراء علاج مناسب، كما تمنح المتعالجين أيضا ميزة الوجه الأملس والنضر، الخالي من التجاعيد، وكأنهم عادوا إلى فترة الشباب. ومع أن الحديث هو عن نتائج تدوم لوقت قصير، إلا أنه ما زال من الممكن إجراء علاجات متكررة بدون أية مشكلة والإستمتاع بهذا المظهر طوال الوقت.
يستخلص البوتوكس من ذيفان البوتيولينيوم (Botulinum toxin)، وهو بروتين مستخلص في شروط المختبر من كائنات حية دقيقة. البوتيولينيوم نفسه يستخلص من سم باسم "سم النقانق اللاهوائي"، وهو سم يمَكن إفراز الأستيل كولين (acetylcholine)، الذي هو ناقل عصبي في الجهاز الحركي في الجسم، في المشابك (synapses)، مكان إلتقاء الخلايا العصبية المختلفة. التركيز المترفع من هذا السم يمكن أن يؤدي إلى موت الإنسان. لذا، يكفي تركيز نانو غرام واحد لكل كغم من وزن الجسم.
ومع ذلك، يمكن أن تؤدي كميات قليلة من هذه المادة إلى شل عضلات التعبير، فتؤدي بذلك إلى تخفيف أو إخفاء التجاعيد التي تنتجها. من المهم التشديد هنا على نقطتين. النقطة الأولى، الحديث يجري عن تخفيف أو إخفاء التجاعيد لفترة أشهر، وليس للأبد. النقطة الثانية، المادة ملائمة فقط لعضلات التعبير وليس لعضلات ثابتة، لا تؤثر عليها الحركة الناتجة من عضلات الوجه، أو لتجاعيد تكونت نتيجة لمبنى الجلد.
بدأ استعمال مادة البوتوكس في سنوات السبعينات. الإستعمال الأول المعروف في الطب التجميلي جرى في بداية التسعينات، لغرض ملء التجاعيد أو نفخ الشفاه. هذا الاستعمال أصبح شعبيا بالأخص بين النساء البالغات والثريات، حيث بدأن بإقامة ما يسمى بـ "حفلات البوتوكس". في تلك الحفلات كان يُدعى أطباء الجلد لكي يحقنوا المحتفلات بالبوتوكس لملء التجاعيد في الوجه.
هذه الاحتفالات، والعلاجات المختلفة بهذه المادة في مجال الطب التجميلي، ضاعفت استعمالها بـ 15 ضعفا خلال عقد من الزمن، الأمر الذي زاد بالطبع من أرباح الشركات التي تستخلص المادة.
هنا نشير إلى أن استعمال مادة البوتوكس لمحاربة التجاعيد لا يقتصر على ملء التجاعيد فقط. في الأصل، صُممت مادة البوتوكس لمعالجة مشاكل الجفون (الغمش - كسل العين)، معالجة عضلات العنق والأكتاف، الصداع النصفي، اضطرابات متعلقة بتقويم العظام (orthopedic) وغيرها. وقد أجريت مؤخرا أبحاث اظهرت أنه سيكون بالأمكان استعمال البوتوكس في المستقبل في مجال الحمية، عن طريق حقنها في المعدة.
الميزة الكبيرة لعلاجات محاربة التجاعيد بالبوتوكس هي حقيقة أن هذه العلاجات لا تستغرق الكثير من الوقت، ولا تسبب الألم. لكن هذه العلاجات هي مؤقتة بحيث أن المادة تُمتص في الجسم. ولذا يجب تكرار العلاجات كل عدة أشهر للمحافظة على النتيجة أو على نجاعتها. ولذلك، يكرر الخاضعون لعلاجات ملء التجاعيد، أو علاجات البوتوكس في عضلات العنق والأكتاف، هذه العلاجات كل بضعة أشهر.