البويضة الفارغة حالة تسبب تكوّن كيس حمل فارغ

فلنتعرف في ما يأتي على حالة البويضة الفارغة أو التالفة (Blighted ovum) وبعض المعلومات الهامة المتعلقة بها.

ما هي حالة البويضة الفارغة؟

البويضة الفارغة هو مصطلح طبي يطلق على الحالات التي تعجز فيها البويضة المخصبة عن التطور إلى جنين، حيث يتوقف نموها وتطورها قبل بلوغ الحمل عمر 6-7 أسابيع.

على الرغم من إخصاب البويضة وانزراعها في جدار الرحم، إلا أن الجزء الذي يبدأ بالنمو هو كيس الحمل لا الجنين، لذا وعلى الرغم من ظهور كيس الحمل واضحًا أثناء خضوع المرأة للتصوير بالأشعة فوق الصوتية، إلا أنه يكون كيسًا فارغًا ولا يحتوي في داخله على جنين، ومن هنا جاءت التسمية الأخرى الشائعة لهذه الحالة وهي الحمل اللاجنيني (Anembryonic pregnancy).

نظرًا لحدوث إخصاب فعلي للبويضة وتكون كيس الحمل والمشيمة حتى مع عدم وجود جنين، تبدأ العديد من التغييرات الهرمونية بالحدوث في جسم المرأة، مما قد يؤدي لظهور نتيجة إيجابية عند الخضوع لفحص الحمل.

عادة ما تنشأ حالة البويضة الفارغة خلال الثلث الأول من الحمل قبل حتى أن تدرك المرأة أنها حامل. تعد حالة البويضة الفارغة نوعًا من أنواع الإجهاض، إذ عادة ما يدرك الجسم وجود خلل ما في الحمل بعد مرور بضعة أسابيع على بدء الحمل، فيقوم الرحم بطرد بطانته ليحصل الإجهاض بين الأسابيع 7-12 من عمر الحمل.

أسباب البويضة الفارغة

غالبًا ما تعزى أسباب البويضة الفارغة لوجود خلل في كروموسومات البويضة المخصبة، وبمجرد أن يلاحظ الجسم هذا الخلل فإنه يقوم بإحداث تغييرات معينة في الجسم وبشكل تلقائي لإنهاء الحمل، وهذا الخلل قد يحدث نتيجة لأحد العوامل الآتية:

• تكوّن البويضة المخصبة نتيجة اجتماع حيوان منوي مع بويضة أحدهما أو كليهما متدني الجودة.
• حصول خلل ما ما أثناء عمليات انقسام الخلايا.

كما يجب التنويه إلى أن البويضة الفارغة قد ترتبط أحيانًا بمشكلة صحية نادرة تدعى بمتلازمة الجريب الفارغ، وهي مشكلة صحية قد تنشأ أثناء عمليات الإخصاب خارج الرحم، إذ ولسبب ما قد لا يتمكن الطبيب المعالج من الحصول على بويضة من الجريبات الناضجة رغم إخضاع المرأة لتحفيز الإباضة.

أعراض البويضة الفارغة

قد تتسبب حالة البويضة الفارغة بظهور نتيجة إيجابية عند خضوع المرأة لفحص الحمل، كما قد تترافق حالة البويضة الفارغة مع مجموعة من الأعراض الشبيهة بأعراض الحمل الطبيعي، مثل:

• تنقيط دموي قد ترافقه تشنجات شبيهة بتشنجات الدورة الشهرية، في ما يسمى بدم التعشيش (دم انزراع البويضة).
• الشعور بالتعب والإرهاق.
• غياب الدورة الشهرية.
• الحاجة المتكررة للتبول. 
• الإمساك.
• آلام الظهر والرأس. 
• غثيان الصباح. 
• تغيرات معينة في الثدي. 
• تقلبات مزاجية.

لكن ونظرًا لأن هذه الحالة قد تسبب الإجهاض، فهذه بعض الأعراض التي قد تعني بدء حصول الإجهاض:

• نزيف أو تنقيط دموي من المهبل.
• دورة شهرية أكثر غزارة من المعتاد.
• تشنجات في منطقة البطن.

يجب التنويه إلى أن التنقيط أو وجود نزيف خلال الثلث الأول من الحمل قد لا يعني بالضرورة أن الحمل سوف ينتهي بالإجهاض، ولكن وبشكل عام يفضل استشارة الطبيب فورًا بمجرد ملاحظة أي من أعراض الإجهاض المذكورة أعلاه.

تشخيص البويضة الفارغة

عادة ما يتم تشخيص إصابة المرأة بحالة البويضة الفارغة من خلال تصوير الرحم بالأشعة فوق الصوتية والذي قد تخضع له الحامل في الحالات الآتية:

• خلال الفحص الروتيني للحمل أثناء الزيارات المعتادة للطبيب المتابع.
• عندما ينصح الطبيب بالخضوع له لتحري صحة الحامل والجنين بعد ملاحظة الحامل ظهور أعراض مثيرة للقلق، مثل النزيف أو التنقيط المهبلي. 

علاج البويضة الفارغة

هناك عدة خيارات قد يقترحها الطبيب على المرأة بعد تشخيص حالة البويضة الفارغة، مثل:

• الانتظار قليلًا إلى أن يقوم الجسم تلقائيًّا بطرد كيس الحمل ليحدث الإجهاض بشكل طبيعي.
• إنهاء الحمل طبيًّا، من خلال: تناول أدوية معينة لتحفيز الإجهاض، أو إخضاع الحامل لعملية توسيع وكحت الرحم.

الوقاية من حالة البويضة الفارغة

للأسف، لا توجد طريقة من الممكن اتباعها لخفض فرص الإصابة بحالة البويضة الفارغة، ولكن وفي حال تكرر حدوثها هذه الحالة أكثر من مرة، فمن الممكن أن يخضع الزوجان لبعض الفحوصات الجينية لمحاولة معرفة سبب الخلل الحاصل.

يجب التنويه إلى أن حالة البويضة الفارغة غالباً ما تحدث للمرأة مرة واحدة فقط وقد لا تتكرر مرة أخرى في مرات الحمل التالية، لذا فإن الإجهاض الناتج عن حالة البويضة الفارغة لا يعني بالضرورة أن الحمل القادم قد يكون حملًا مهددًا كذلك، بل من الممكن للمرأة أن تحمل وتنجب بشكل طبيعي ودون أي مشكلة في كثير من الحالات.