الصلاة
قال النووي رحمه الله: "الصلاة في اللغة: الدعاء وسميّت الصلاة الشرعية صلاةً لاشتمالها عليه، هذا هو الصحيح وبه قال الجمهور وأهل اللغة وغيرهم من أهل التحقيق"، أمّا في الاصطلاح فتعرّف الصلاة بأنّها: "عبادة ذات أقوال وأفعال معلومة، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم"، والصلاة موجودة في جميع الديانات، وهي ثاني ركن من أركان الإسلام وأهمُّ هذه الأركان بعد الشهادتين، فُرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة بثلاث سنوات، وهي واجبة على كلّ مكلّف كما أنّها تتكرر خمس مراتٍ في اليوم والليلة، وقد وردت الصلاة في أكثر من ستين موضعًا من القرآن الكريم ممّا يدلّ على مكانتها العالية في الدين، وللصلاة أحكام وشروط وأركان وواجبات، وسيتحدّث هذا المقال عن التحيّات في الصلاة.[١]
التحيات في الصلاة
إنّ قصة فرض التشهّد والتحيّات في الصلاة ليلة الإسراء والمعراج هي قصّة موضوعة وليس لها أصل رغم انتشارها الواسع، ومضمونها أنّ حوارًا قام بين النبيّ الكريم وجبريل -عليه السلام- والله -عزّ وجلّ- وهذا الحوار قد حوى صيغة التشهّد والتحيّات على الوجه المعروف، وهذا من الافتراء والتزوير؛ إذ إنّ الأحاديث التي بيّنت الصيغة الصحيحة للتحيّات في الصلاة لم تذكر هذا القصّة ولم تتعرّض لها، فالتشهّد والتحيّات هو من الأحكام الشرعية التي تلقّاها الرسول الكريم عن ربّه، ولا يُعرف متى كان وقت تشريعها على وجه الدقّة ولكن من المعلوم أنّها شُرعت بعد فرض الصلاة.[٢]
أمّا عن الصيغة المأثورة للتحيّات في الصلاة فذُكرت في أحاديثٍ عدّة ومنها ما ورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "كُنَّا إذَا كُنَّا مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ علَى اللَّهِ مِن عِبَادِهِ، السَّلَامُ علَى فُلَانٍ وفُلَانٍ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَقُولوا السَّلَامُ علَى اللَّهِ، فإنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ، ولَكِنْ قُولوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ"،[٣] وللتحيّات صيغٌ أخرى صحيحة وللمصلّي أن يأتي بأيّ واحدةٍ منها قبل التشهّد.[٤]
حكم التحيات في الصلاة
إنّ حُكم التحيّات في الصلاة مشمول بحُكم التشهّد فهما كلٌّ واحد من حيث أحاديث ورودهما وموضعهما وكذلك الأمر بالنسبة للحُكم، فالتشهد الأخير هو ركن من أركان الصلاة ومعنى ركن أي أنّ الصلاة لا تصحُّ بدونه فتعمّد تركه مُبطل للصلاة، أمّا نسيانه سهوًا ثمّ تذكره بعد مدّة قصيرة فيوجب الإتيان به والسجود للسهو، وإذا طالت المدّة فيجب إعادة الصلاة،[٥] وبالنسبة لحُكم التشهّد الأوّل فقد اختلف العلماء فيه على قولين منهم من قال أنّه سنّة والأكثرية على وجوبه، ومعنى واجب من واجبات الصلاة أيّ أنّ تركه يُجبر بسجود السهو، ومن الضروري أن يحرص المسلم على أداء الصلاة بأركانها وواجباتها وسننها فهي من أهمّ العبادات والتمسك بها سببٌ للفلاح في الدنيا والآخرة، كما أنّ النوافل هي حِصنٌ للفرائض والالتزام بالسنّة النبوية هو بركة وخير، وكلام العلماء في أحكام الصلاة لا يعني التهاون في أداء السنن والواجبات وإنما لبيان الحُكم الصحيح للناسي وصاحب العذر وغيرهما.[٦]
المراجع
- ↑ "تعريف الصلاة وأهميتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "وقت تشريع التشهد وشرح ألفاظه والتأكيد على بطلان قصة التشهد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 835، حديث صحيح..
- ↑ "صيغ التشهد وبيان أفضلها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "نسي التشهد الأخير وسلم"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "المطلب الأوَّلُ: حُكمُ التشهُّدِ الأوَّلِ والجلوسِ له"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.