محتويات
ما هو التسمم الدرقي؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ وهل هو حالة خطيرة أم عابرة؟ أهم المعلومات حول هذه الحالة تجدونها في المقال الآتي.
فلنتعرف فيما يأتي على التسمم الدرقي (Thyrotoxicosis) وبعض المعلومات الهامة المتعلقة بهذه الحالة المرضية:
ما هو التسمم الدرقي؟
التسمم الدرقي هو مصطلح طبي يطلق على مجموعة المضاعفات الصحية التي تظهر نتيجة ارتفاع مستويات هرمونات الغدة الدرقية عن الحد الطبيعي في مجرى الدم واستمرار دورانها وتنقلها في الجسم، سواء كان مصدر هذه الهرمونات هو الغدة الدرقية أم مصدر آخر.
وتنتج الغدة الدرقية مجموعة من الهرمونات الهامة، مثل: هرمون الثيروكسين (Thyroxine)، وهرمون ثلاثي يود الثيرونين (Triiodothyronine)، وتلعب هذه الهرمونات دورًا هامًّا في الجسم، إذ تعمل على ضبط سرعة عمليات الأيض والاستقلاب الحاصلة فيه.
قد يتسبب خلل ما بارتفاع مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الجسم، مما قد يؤدي لتسارع عمليات الأيض والإصابة بحالة التسمم الدرقي، والتي قد تظهر على هيئة مجموعة من الأعراض والمضاعفات الصحية.
في بعض الأحيان قد يتم استخدام مصطلح التسمم الدرقي بالتبادل مع مصطلح طبي آخر وهو فرط نشاط الغدة الدرقية، ولكن يجب التنويه إلى وجود بعض الفروقات الطفيفة في التعريف الطبي لهذين المصطلحين.
إذ ينشأ فرط نشاط الغدة الدرقية نتيجة قيامها بإنتاج هرموناتها بإفراط، بينما قد لا تكون الغدة الدرقية هي مصدر الخلل في حالة التسمم الدرقي بل قد تعزى الكميات المتزايدة من هرمونات الغدة الدرقية في الجسم لعوامل ومصادر أخرى لا علاقة لها بالغدة الدرقية.
أسباب التسمم الدرقي
إليك قائمة بأبرز هذه الأسباب:
1. فرط نشاط الغدة الدرقية
غالبًا ما يكون سبب التسمم الدرقي هو الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية أو فرط الدرقية، وهو مرض ينشأ نتيجة قيام الغدة الدرقية بإنتاج كميات متزايدة من هرمون الثيروكسين.
وهناك بعض الأمراض التي تؤدي للإصابة بفرط الدرقية، مثل: داء غريفز (Graves’ disease)، والتهاب الدرقية.
من الممكن أن يتسبب فرط الدرقية في مضاعفات خطيرة في حال لم يخضع الشخص المصاب به للعلاج الضروري في الوقت المناسب.
2. داء غريفز
داء غريفز أو ما يسمى بالدراق الجحوظي هو حالة مرضية تنشأ نتيجة قيام جهاز المناعة بمهاجمة خلايا الغدة الدرقية بسبب خلل ما يجعله يعتقد أن الغدة الدرقية هي جسم غريب قد يشكل مصدر خطر على الجسم ويجب التخلص منها.
بسبب الهجمة التي تتعرض لها الغدة الدرقية من جهاز المناعة، تزداد الغدة الدرقية حجمًا وتبدأ بإنتاج هرموناتها بإفراط.
ويعد داء غريفز أحد أكثر أسباب التسمم الدرقي شيوعًا، وهو حالة مرضية غالبًا ما تلعب الجينات دورًا في الإصابة بها.
3. مرض الضخامة الدرقية السامة العقدي (Toxic nodular goiter)
ينشأ مرض الضخامة الدرقية السامة العقدي عندما تتضخم الغدة الدرقية ويزداد حجم أماكن معينة فيها على وجه التحديد، لتتحول هذه الأماكن إلى عقد، ومن ثم تبدأ إحدى هذه العقد أو أكثر في إنتاج كميات مفرطة من هرمون الغدة الدرقية.
من الممكن أن تتطور هذه الحالة من حالة دراق بسيطة قد تلازم المريض لعدة سنوات دون تشخيص، لا سيما إذا تسبب عامل ما بارتفاع نسبة اليود في الجسم، مثل: إدخال كمية كبيرة من اليود عبر الحقن الوريدية، وتشيع هذه الحالة بشكل خاص لدى كبار السن.
4. التهاب الدرقية
قد تتسبب العديد من العوامل بتحفيز الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية، مثل: التعرض لبعض أنواع البكتيريا أو الفيروسات، وتناول أدوية معينة، وخلل ما في جهاز المناعة.
ونتيجة الالتهاب الحاصل قد تبدأ الغدة الدرقية بإنتاج كميات متزايدة من الهرمونات، مما قد يؤدي للإصابة بالتسمم الدرقي.
5. الإصابة بالسلعة المبيضية (Struma ovarii)
وهو نوع نادر من الأورام التي قد تظهر في المبيض، وتتكون بنية هذا الورم من أنسجة درقية.
6. تناول مكملات هرمونات الغدة الدرقية
إذ قد يتم وصف هذا النوع من المكملات أحيانًا لعلاج بعض المشكلات الصحية، ولكن في حال تم تناولها بطريقة خاطئة قد تتسبب هذه المكملات بالتسمم الدرقي.
7. تناول بعض الأدوية والمكملات الغذائية الأخرى
والتي تشمل مكملات اليود الغذائية، وبعض المكملات الغذائية التي تحتوي ضمن مكوناتها على هرمونات الغدة الدرقية، ودواء الليثيوم (Lithium).
أعراض التسمم الدرقي
يتسبب ارتفاع نسبة هرمونات الغدة الدرقية في الدم بحصول تسارع في وتيرة عمليات الأيض في الجسم عمومًا، مما قد يؤدي لظهور الأعراض الآتية:
- إسهال.
- تعرق.
- تسارع نبض القلب.
- تغيرات في المزاج والمشاعر.
- فرط النشاط.
- قلق.
- ترقق الشعر.
- رجفة غالبًا ما تظهر في اليدين.
- الشعور بالحر حتى لو كان الجو في البيئة المحيطة باردًا.
- فقدان الوزن.
- أعراض خاصة بالنساء، مثل: عدم انتظام الدورة الشهرية، وتدني مستويات الخصوبة، والثعلبة.
كما من الممكن أن تظهر على المريض أعراض معينة متعلقة بالسبب المرضي الذي أدى للتسمم الدرقي، مثل: أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية.
تشخيص التسمم الدرقي
عادة ما يتم تشخيص التسمم الدرقي من خلال اتباع هذه الإجراءات الطبية:
- سؤال المريض عن الأعراض التي يشعر بها، وعن أية أدوية يتناولها.
- إخضاع المريض لفحوصات دم مختلفة، مثل: اختبار الهرمون المنبه للدرقية (TSH).
- فحص الغدة الدرقية باستخدام الأشعة فوق الصوتية.
علاج التسمم الدرقي
بعد تشخيص التسمم الدرقي وتحديد أسبابه، هذه بعض الخيارات العلاجية التي قد يتم اللجوء إليها:
- أدوية لعلاج المشكلات الصحية التي ربما سببت التسمم الدرقي، مثل: الأدوية المضادة للدرقية والتي قد تمنع الغدة الدرقية من إنتاج هرمونات الدرقية بإفراط.
- كبسولات اليود المشع، والتي قد تساعد على تدمير بعض خلايا الغدة الدرقية.
- أدوية مثبطات بيتا، والتي قد تساعد على تخفيف حدة بعض الأعراض المرافقة للتسمم الدرقي.
- الجراحة لاستئصال الغدة الدرقية بشكل كامل أو بشكل جزئي في بعض الحالات الحادة.