محتويات
ما هو التسمم السجقي؟ ما هي أنواعه المختلفة؟ ما مدى خطورته على الصحة؟ وهل أنت عرضة للإصابة؟ أهم المعلومات والتفاصيل في المقال التالي.
التسمم السجقي هو حالة مرضية خطيرة، فلنتعرف على هذا النوع من التسمم فيما يأتي.
ما هو التسمم السجقي؟
التسمم السجقي أو التسمم الممباري (Botulism) هو مرض خطير ونادر تتسبب به سموم عصبية تنتجها البكتيريا المطثية الوشيقية (Clostridium botulinum).
تنمو البكتيريا المطثية الوشيقية في الأجواء التي لا يتوفر فيها أي أكسجين، لذا فإنها غالبًا ما تتواجد في أنواع معينة من الأطعمة المعلبة أو الأتربة، أو قد يتسلل هذا النوع من البكتيريا إلى الجسم عبر الجروح المفتوحة الملوثة.
من الجدير بالذكر التنويه إلى أن السم العصبي الذي يتعرض له الجسم في هذا النوع من التسمم هو من أقوى السموم العصبية المعروفة علميًا، حيث يقوم هذا السم بشن هجوم مباشر وحاد على الجهاز العصبي، مما قد يسبب شللًا وضعفًا عامًا في العضلات.
رغم أن الشفاء من حالات هذا التسمم ممكنة في حال تم تشخيص وعلاج المريض في مراحل التسمم المبكرة، إلا أن التأخر في علاج الحالة قد يتسبب في حصول شلل في العضلات المسؤولة عن عملية التنفس، وهو أمر قد يكون قاتلًا.
أعراض هذا التسمم
قد تبدأ أعراض التسمم السجقي بالظهور على المريض بعد التعرض للبكتيريا وسمومها العصبية بمدة تتراوح بين 6 ساعات - 10 أيام.
1. الأعراض الأولية للتسمم السجقي
إليك قائمة بأهم الأعراض الأولية التي قد تظهر على الشخص المصاب بهذا التسمم:
- ضعف عام غالبًا ما يبدأ في جانبي الوجه، وينتشر منهما إلى منطقة العنق؛ ومن ثم إلى باقي أجزاء ومناطق الجسم.
- ارتخاء وتدلي الجفون.
- انقطاع في النفس.
- مشاكل في الرؤية، مثل الرؤية الضبابية أو الرؤية المزدوجة.
- تلعثم في الحديث وصعوبات في النطق.
2. الأعراض المتطورة للتسمم السجقي
قد تتطور الحالة لاحقًا لتبدأ الأعراض التالية بالظهور:
- ألم في البطن.
- تقيؤ.
- إسهال.
- إمساك شديد.
- صعوبة التبول.
- شلل في الذراعين والقدمين.
- شلل في العضلات المسؤولة عن عملية التنفس.
3. أعراض هذا التسمم عند الرضع
أما في حال كان المريض طفلًا رضيعًا، فهذه أهم الأعراض التي قد تظهر عليه:
- رفض الطعام وسوء التغذية.
- فرط اللعاب.
- بكاء ضعيف.
- خمول وكسل.
- مشاكل في التنسيق العضلي، لا سيما في منطقة الرأس والرقبة.
- تعب وضعف عام.
- إمساك.
- ارتخاء الأجفان.
- شلل.
ما الذي يسبب هذه الحالة؟
تسبب بكتيريا تسمى كلوستريديوم بوتولينيوم (Clostridium botulinum) التسمم السجقي، حيث تتواجد أبواغ هذه البكتيريا بشكل شائع في التربة، ولكنها نادرًا ما تجعلك مريضًا، ولكن في ظل ظروف معينة يمكن أن تتطور الأبواغ وتنمو.
ثم تقوم هذه البكتيريا الناضجة بإطلاق السموم، وعندما يتم إطلاق السموم، فإنها تنتشر بسرعة في مجرى الدم وتلتصق بأعصابك، حيث يتطور التسمم الغذائي عندما تتوقف هذه الأعصاب عن العمل، وتشمل الشروط التي تسمح للجراثيم بالنمو ما يأتي:
- نقص الأكسجين.
- انخفاض حموضة السكر أو الملح.
- درجات حرارة الطهي منخفضة للغاية.
- كميات معينة من الماء.
- درجات حرارة التخزين شديدة السخونة.
مضاعفات هذا التسمم
نظرًا لأنه يؤثر على التحكم في العضلات في جميع أنحاء الجسم، يمكن أن يسبب العديد من المضاعفات حيث يتمثل الخطر الأكثر إلحاحًا في عدم قدرتك على التنفس فعدم القدرة على التنفس هو سبب شائع للوفاة في التسمم السجقي، وقد تشمل المضاعفات الأخرى ما يأتي:
- صعوبة الكلام.
- صعوبة في البلع.
- ضعف طويل الأمد.
- ضيق في التنفس.
علاج هذا التسمم
تعد هذه الحالة حالة خطيرة جدًا تتطلب إيداع المرضى في المشفى بشكل فوري للحصول على العلاج اللازم في وقت مبكر، وهذه هي الخيارات العلاجية التي قد يتم اللجوء إليها في الأنواع المختلفة من هذا التسمم:
- منح المريض أنواعًا معينة من الأدوية مثل: الأدوية المضادة للسموم (Antitoxins) والمضادات الحيوية.
- إخضاع المريض لعملية تنضير -إنضار- الجروح (Debridement) لإزالة أي أنسجة ملوثة بالبكتيريا.
- وضع المريض تحت أجهزة التنفس الصناعية.
- إخضاع المريض لبرنامج علاج طبيعي لمساعدته على استعادة قدرته على النطق أو البلع أو أي وظائف جسدية أخرى كان التسمم السجقي قد تسبب في إصابتها بخلل.
الوقاية من الإصابة بهذه الحالة
تشمل أبرز طرق الوقاية ما يأتي:
- اطبخ الأطعمة المعلبة في المنزل بالضغط على حرارة 121 درجة مئوية لمدة 20 - 100 دقيقة حسب نوع الطعام.
- فكر في غلي الأطعمة المعلبة لمدة 10 دقائق قبل تقديمها.
- لا تأكل طعامًا محفوظًا إذا كانت عبوته منتفخة، أو إذا كانت رائحة الطعام كريهة.
- إذا قمت بلف البطاطس بورق الألمنيوم قبل الخبز، فتناولها ساخنة، وقم بفك ورق القصدير وقم بتخزين البطاطس في الثلاجة، وليس في درجة حرارة الغرفة.
- قم بتخزين الزيوت محلية الصنع المليئة بالثوم أو الأعشاب في الثلاجة، وتخلص منهم بعد أربعة أيام.
- قم بتبريد الأطعمة المعلبة بعد فتحها.
أنواع هذا التسمم
للتسمم السجقي عدة أنواع مختلفة، كما يلي:
1. التسمم المنقول بالغذاء (Foodborne botulism)
ينتج هذا النوع من التسمم السجقي عن تناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا المسببة للمرض، مثل الأطعمة التي خضعت لعمليات تخمير غير سليمة في المنزل (المخللات المنزلية).
2- التسمم للجروح (Wound botulism)
ينتج هذا النوع من التسمم عن تسلل البكتيريا المسببة للمرض إلى الجسم من خلال الجروح المفتوحة أو الحقن، كما من الممكن أن يصاب به الشخص إثر تعرضه لحادث من نوع ما أو خضوعه لعملية جراحية في ظروف قد لا تكون صحية.
3- التسمم المعوي (Adult intestinal toxemia)
في هذا النوع تتسلل أبواغ البكتيريا إلى أمعاء المريض لتبدأ بالنمو والانتشار وإطلاق السموم العصبية القاتلة، وهي حالة نادرة من هذا التسمم.
رغم أن أسباب التسمم السجقي المعوي ما زالت غير واضحة، إلا أن الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة لها تأثير سلبي على القناة الهاضمة قد يكونون هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من التسمم.
4- التسمم لدى الرضع (Infant botulism)
يصاب الرضع عادة بهذا النوع من التسمم نتيجة دخول أبواغ البكتيريا المطثية الوشيقية إلى جهازهم الهضمي عبر بعض أنواع الأغذية، مثل العسل، ولهذا السبب تحديدًا لا ينصح بمنح الطفل الرضيع العسل في عامه الأول، ولكن مع بلوغ الطفل عمر السنة، يصبح جهاز الطفل الهضمي قادرًا على مكافحة هذه الأبواغ وطردها خارج الجسم بسهولة.
5- التسمم المنقول بالاستنشاق (Inhalation botulism)
ينتج هذا النوع النادر جدًا من التسمم السجقي عن استنشاق السم العصبي المذكور آنفًا بشكل مباشر.
6- التسمم علاجي المنشأ (Iatrogenic botulism)
ينتج هذا النوع من هذا التسمم عن تعرض الجسم للبكتيريا المطثية الوشيقية والسم الذي تنتجه من خلال أدوية معينة، مثل: الحقن التجميلية، أدوية الشقيقة.