التصوير في الفن المصري القديم

كتابة:
التصوير في الفن المصري القديم

الفن المصري القديم

قدّمت الحضارة المصرية القديمة الكثيرَ من الإنجازات والمنتجات الحضارية للإنسانية، وقد كانت الفنون على اختلاف أنماطها وأنواعها إحدى أهم هذه المنجزات الحضارية، وقد ارتبط الفن المصري القديم بالفكر الديني الذي كان أساسًا لعقيدة الدولة المصرية وللممارسات اليومية للشعب المصري، وذلك من خلال الاهتمام بالقبور والمرفقات الجنائزية التي توضع إلى جانب الميت، إضافة إلى الاهتمام الكبير بالقبور وأماكن الدفن والمتعلقات الجنائزية وممارسات الدفن وطقوسه، وهذا ما أدّى إلى توظيف الفنون المختلفة في خدمة الفكر الديني المصري.[١]

التصوير في الفن المصري القديم

ما علاقة التصوير الفني بالحياة والموت عند المصريين القدماء؟

كان فن التصوير أحد أهم الأدوات الفنية التي خلدت الحضارة المصرية القديمة في عقول وقلوب البشرية، وقد أسهمت جغرافيا مصر القديمة من حيث موقعها المعزول بالبحر والصحراء بخلق خصوصية للحضارة المصرية وامتلاكها أدوات حضارية تتمايز عن الحضارات الأخرى بشكل أو بأخر، فقد كانت الصحراء من جهة والبحر من جهة أخرى عوامل حماية طبيعية لها من الغزو الخارجي وعامل دمج وذوبان حضاري للداخل المصري.[١]


كان التصوير الفني عنصرًا رئيسًا على واجهات أغلب المعابد وعلى أغلب المنحوتات وفي المقابر الملكية والعامة إضافة إلى الفخار والأواني الخزفية، وكان أحد أهم أدوات الفنان المصري التي استطاع أن يعكس من خلالها الفكر المصري الديني والاجتماعي، إضافة إلى فكره الخاص، حيث يقوم الفنان والرسام المصري في العصر الفرعوني بتصوير مشاهد حية تمثل الحياة المصرية القديمة اليومية وتصوره للبعث والحياة الجديدة التي تنتظر الميت.[٢]


لذلك كانت الفنون المصرية تتطور غالبًا بحسب الظروف والمحتوى الاجتماعي الاقتصادي المصري، الذي فرض نفسه على هذه الفنون وبالتالي طبع الفكر المصري القديم هذه الفنون بألوانه المتميزة، بحيث أنها أصبحت المرآة التي نرى من خلالها الحضارة المصرية بشكلها الأعمق والأكبر.[٣]

سمات فن التصوير في الفن المصري القديم

كان منفذ التصوير والمشاهد المختلفة على الجدران والمنحوتات يمتلك الحرية بأن يعكس ما يراه أو حتى ما يتخيله من مناظر طبيعية وإنسانية بعكس بعض الفنون الأخرى التي التزم فيها الفنان المصري بالتقاليد المصرية بشكل صارم كالعمارة وبعض أساليب النحت. ومن أهم سمات التصوير في الفن المصريّ:[٤]


  • تميز التصوير في الفن المصري بعدة مميزات، أهمها هو عدم وجود تكرار في المشاهد أو في الشكل الفردي لكل صورة، فقد ميز الفنان بين لوحاته لكي تمتلك كل جدارية خصوصية معينة، وقد ساهم في ذلك تقسيم العمل الفني بين عدة فنانين.[٥]
  • كان التقسيم يسير بحيث يرسم المشاهد العامة أو الطبيعية صغار الفنانين ومن ثم يأتي من هو أعلى منهم وأكثر خبرة منهم لكي يعدل ما يراه مناسبًا ويضيف لمسته الفنية، ولكي يوضح تقاسيم وجوه الأفراد ولباسهم. وهذا ما يؤكد أن العمل الفني كان يحدث تحت إشراف الدولة في قسم منه وتحت إشراف خبراء حرفيّين حتى فيما يتعلق بمقابر عامة الناس الذين كانوا على سعة مادية لكي يجعلوا لهم قبورًا تحتضنهم عند وفاتهم.[٦]

تطور فن التصوير في الفن المصري القديم

كيف أثّر عهد أخناتون على تطوّر الفنون وتوجّهها؟

تطور فن التصوير في مصر ارتبط بالسلطة بشكل كبير، فقد كان الفن انعكاس للإرادة السياسية للسلطة والفكر الديني في مصر القديمة، ففي الدولة القديمة أي المراحل الأولى من عمر الدولة المصرية خلال المنتصف الأول من الألف الثالثة قبل الميلاد كانت هناك مدرستان لفن التصوير تحديدًا، الأولى كانت ترتكز على تجهيز الأرضيات أو الجدران التي يتم الرسم عليها ونحتها قبل بدء عملية الرسم، وكان الطين من أهم المواد التي تم استخدامها كأرضية للرسم.[٧]


أما المدرسة الثانية فقد اعتمدت على مادة الجص كأساس للرسم وكمادة رئيسية لتغطية الجدران قبل عملية الرسم، أما في عصر الدولة الوسطى أي خلال نهاية الألف الثالث قبل الميلاد وصولًا لنهاية النصف الأول من الألفية الثانية قبل الميلاد كانت تقنية التمبرا، والتي هي نوع من أنواع الفريسكو الذي يعتمد على الصمغ والمواد اللاصقة أي الرسم بالألوان الأقرب للألوان المائية أو الزيتية.[٨]


ارتبط تاريخ الحضارة المصرية القديمة بفن التصوير ارتباطًا كبيرًا، حيث إنّ الكتابة المصرية القديمة تشكل مجموعة من الصور التي تعكس من خلال نمط التصوير الأمامي والجانبي، هذا الارتباط بدأ منذ ما يسمى حضارة نقادة الأولى وحضارة جرزة.[٩] ففي الفترة المبكرة من عمر الحضارة إي خلال فترة نقادة كانت الرسوم تنتشر على الأواني الفخارية تحديداً، وبداية من فترة العائلة الأولى التي أسسها الملك مينا، انتشر فن التصوير بشكل كبير وكانت الاهتمامات الرئيسية للمصورين المصريين القدماء تنحصر بمواضيع الحياة اليومية كالإنتاج الزراعي والحرفي، وقد جاء هذا تماشيًا مع أهمية الإنتاج كأساس متين وقوي للدولة الناشئة.[١٠]


تماشى فن التصوير في مصر القديمة مع تطور الدولة، وتكيف بحسب احتياجات الفنان المصري القديم الفكرية والعملية، لذلك وخلال فترات الدولة الوسطى والحديثة تعددت وظائف التصوير بحسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي كان ينعكس بحسب السلطة الحاكمة وتحديداً بحسب الملك المصري، ففي هذه الفترتين تحول الاهتمام الفني إلى الحياة الأخرى وذلك لأسباب مختلفة أهمها كان قوة الدولة المصرية وطول تاريخها، وتفرغ حكامها بالنظر إلى استقرار الدولة خصوصًا بعد إعادة توحيدها خلال حقبة الدولة الوسطى من عمر الدولة المصرية القديمة،[١١] وظهر هذا بشكل كبير وقوي حكم العوائل المصرية في حقبة الدولة الحديثة إذ ظهرت رسومات الموائد الكبرى ومظاهر أخرى من الترف كالزهور والانتصار في المعارك.[١٢]


لطالما أظهر فن التصوير اختلافًا من فترة إلى فترة، وكانت أهم هذه الاختلافات الجذرية قد ظهرت خلال الدولة الحديثة في فترة حكم الملك المعروف باسم "أخناتون" أو امنحوتب الرابع، فقد تحولت الفنون في فترة حكمه متأثرًة بالعقيدة[١]الجديدة التي جاء بها الملك أخناتون [١٣]، فظهرت الفنون في هذه الفترة ومثلت الأجساد بشكلها الحقيقي، كذلك مواضيع التصوير اختلف واقتصرت معظم جداريات المقابر على صور لقرص الشمس ممثلاً للإله آتون مع التركيز على العائلة المالكة كذلك.[١٤]

أنواع التصوير في الفن المصري القديم

يتميز فن التصوير بتطبيقه من خلال الكثير من الفنون الأخرى واختلاف المواد والأساليب التي يمكن تطبيقها من خلاله، وأهم أنواع الفنون التي استخدمت فن التصوير في مصر القديمة هي:[١٥]

النحت

اشتهر فن النحت المصري بالتنوع الكبير من حيث أصناف المنحوتات والتماثيل؛ إذ إنّ النحّات المصري اشتهر بقوته ودقته في نفس الوقت فقد نحت على مختلف أنواع الحجارة، كالحجر الجيري اللين سهل النحت وصولاً إلى حجر الديوريت شديد الصلابة، وأشهر التماثيل التي نحتت بهذا الحجر هو تمثال الملك الشهير خفرع.[١٦]


استخدم الفنان المصري التصوير في منحوتاته إما لإظهار الكمال والمثالية أو بشكل واقعي في بعض الأحيان، خاصّةً في عمليات النحت الغائر. فالإناث في المنحوتات المصرية كن غالبًا يظهرن بعمر الشباب كتمثال الملكة نفرتيتي، أما الرجال فقد كان النحات يحاول أن يظهر الرجل بكامل قوته وعافيته من خلال تشريح عضلات الجسد الرئيسة كتمثال الملك توت عنخ آمون، مع استثناء فترة حكم الملك أخناتون التي شهدت واقعية كبيرة في جميع الفنون تقريبًا.[١٧]

الزخرفة

استخدمت الزخارف في شتى المباني المصرية القديمة، وقد اشتهرت الزخارف المصرية بتنوعها وارتباطها بقوة بالفكر المصري، ظهر هذا التأثير الفكري من خلال الزخارف التي مثلت الآلهة والأساطير القديمة أساسًا لها، كشعار العقاب المصري وزهرة اللوتس وقرص الشمس والتي كانت اغلب هذه النقوش تعتمد على النمط الغائر من النقوش. تم زخرفة الأعمدة والأسقف والجدران بأشكال مختلفة ومتنوعة، هذا التنوع أعتمد بشكل رئيسي على تصوير الرموز الطبيعية كالنباتات والحيوانات وصور الآلهة.[١٨]

الرسم

استخدم التصوير بشكل واسع في فنون الرسم، وأشهر هذه الفنون هي رسم الجداريات في المقابر والمعابد. وقد أظهرت الرسومات الجدارية مشاهد مختلفة تمثلت في المعارك الحربية كما في جدارية معبد أبو سمبل والتي تظهر الملك رمسيس الثاني في معركة قادش ضد الدولة الحثية، وهناك أيضاً المشاهد الملكية التي تظهر الملك والآلهة معًا، وجداريات الموائد المترفة.[١٩]


وظف الرسام المصري القديم العديد من المواد المختلفة للرسم، أشهر هذه المواد كانت الصباغ المعدنية والألوان الترابية والجص والجير إضافة إلى التمبرا. كل هذه المواد ساهمت في تسهيل عمل الرسام لتصوير المشاهد المختلفة على أرضيات متنوعة، كما عززت من حرية الفنان في اختيار الألوان أيضاً، بحيث تمكن الفنان من تصوير المشاهد الواقعية والخيالية بشكل دقيق ومفصل، أي أنه استطاع تصوير ما يريد بشكل كبير.[٢٠]


انتشرت فنون التصوير من خلال الرسم في مصر بشكل كبير حيث رسم الفلاحين وعامة الشعب على الأواني الطينية وحتى على جدران مقابرهم البسيطة المشاهد المختلفة لحياتهم وما تعكسه مخيلتهم وقد سميت برسوم أهل القرى، وهناك ما سمي برسوم أهل الضفتين لنهر النيل والتي رسمت على الهضاب وجدران الجبال وكانت تعكس مظاهر الصيد والطبيعة المحيطة للمنطقة.[٢١]


اشتهرت الكثير من اللوحات التصويرية للحضارة المصرية على مستوى عالمي، وقد مثلّت معركة قادش إحدى مواضع أشهر الجداريات المصرية القديمة، حيث صورت جدارية معركة قادش الملك رمسيس الثاني مقاتلًا في مركبته الحربية خلال المعركة، وقد احتوت أيضًا نصًّا كتابيًا طويلًا. كما شملت الجداريات العنصر النسائي بشكل كبير في الحضارة المصرية القديمة، وقد أعطت اهتمامًا كبيرًا في تصوير كبار نساء مصر وملكاتها من خلال جداريات عديدة، منها جدارية مركب ناخوم الخاص بالملكة نفرتاري، ولوحة الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث وكذلك اللوحة المنقوشة على مسلة حتشبسوت في الأقصر.[٢٢]

الكتابة الهيروغليفية

شكلت حروف الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة أشهر الأمثلة على فن التصوير المصري منذ عصر ما قبل الأسرات، وقد استخدم التصوير الأمامي والجانبي بحسب شكل الرمز ووظيفته. وقد تميزت رموز الكتابة بتنوعها بحسب المعنى الذي يراد به لكل رمز، ولذلك كانت بعض الرموز مرسوم بشكل تصويري دقيق حيث تظهر كافة ملامح الرمز لكي تعكس المعنى المراد بشكل دقيق[٢٣].

البرديات

استخدمت البرديات على نطاق واسع في مصر القديمة، وقد كانت تصنع من ورق نبات البردي، إضافة إلى أهميتها التاريخية من حيث أنها تعد أحد أهم الوثائق التاريخية، فهي أيضًا قدمت لنا الكثير حول فنون الرسم والتصوير في مصر القديمة[٢٤]. فقد ركز الفنان المصري على استخدام ورق البردي للرسم والتصوير مستخدماً الألوان الترابية غالباً، ومفصلاً للكثير من المشاهد الحياتية اليومية والمشاهد الجنائزية والكثير من الرسومات الشخصية للمصريين القدماء.[٢٥]


تعددت أساليب التصوير الفني في مصر القديمة منذ عصر نقادة الأول، فكان هناك التصوير الأمامي والجانبي واختلف الباحثون حول أصوله المصرية، ولكن ما هو مجمع عليه أن فن التصوير المصري القديم كان أساسًا للكثير من الفنون الحديثة وكان بمثابة حجر الأساس لعلم الآثار للوصول إلى التفسيرات الأثرية المتعلقة بالحضارة المصرية القديمة، فقد كان على درجة عالية من الإتقان والتطور بحيث بقي صامدًا إلى يومنا هذا، ليقدم لنا معلومات توازي في أهميتها الوثائق التاريخية حول مصر القديمة.[٢٦]


لِقراءة المَزيد حول حضارة الفراعنة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: معلومات عن الحضارة الفرعونية.

المراجع

  1. ^ أ ب "طقوس الدفن في المصرية القديمة"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-16. بتصرّف.
  2. "الفن المصري القديم"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  3. "الفن في مصر القديمة"، ويكيبيديا. بتصرّف.
  4. "الفن في مصر القديمة"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-12. بتصرّف.
  5. عبد الحميد عزب (2003-02-17)، "ملاحظات على التصوير الأمامي فى الفن المصري القديم"، حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب، العدد 6، المجلد 6، صفحة 339-354. بتصرّف.
  6. "حضارة مصر القديمة والإسلامية وأسرار لم تعرفها من قبل عن ملوك وملكات الحضارة الفرعونية"، الحضارة المصرية القديمة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-12. بتصرّف.
  7. "المدارس الفنية عند قدماء المصريين"، سيفجردز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-16. بتصرّف.
  8. "المدارس الفنية عند قدماء المصريين"، سيفجردز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-16. بتصرّف.
  9. "الفن المصري القديم"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  10. "الفن المصري القديم"، العتباني ويبلي، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  11. "Art of ancient Egypt", Wikipedia, Retrieved 2020-11-14. Edited.
  12. "الفن في مصر القديمة"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  13. "أخناتون"، ويكيبيديا، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-12. بتصرّف.
  14. "الفن في مصر القديمة"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  15. "الفن في مصر القديمة"، ويكيبيديا، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  16. "خفرع"، ويكيبيديا، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  17. "فن نحت التماثيل تماثيل الملوك"، هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-12. بتصرّف.
  18. "زخرف مصرية قديمة"، ويكيبيديا، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  19. عبد الحميد سعد عزب (2003-01-31)، "ملاحظات على التصوير الأمامي فى الفن المصري القديم"، حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب، العدد 6، المجلد 6، صفحة 339-347. بتصرّف.
  20. "أضواء على الفن المصري القديم"، ميدل ايست اونلاين، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  21. "الفن المصري القديم"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-12. بتصرّف.
  22. "الفن المصري القديم"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  23. "الكتابة الهيروغليفية"، بايبيليكس، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-12. بتصرّف.
  24. "علم البرديات عين على تاريخ مصر"، سيانتفيك أمريكا، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  25. محرم كمال (1937)، تاريخ الفن المصري القديم (الطبعة 1)، مصر:دار الهلال، صفحة 209، جزء 1. بتصرّف.
  26. عبد الحميد سعد عزب (2003-01-31)، "ملاحظات على التصوير الأمامي في الفن المصري القديم"، حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب، العدد 6، المجلد 6، صفحة 339-347. بتصرّف.
7378 مشاهدة
للأعلى للسفل
×