التطور التاريخي لفن الأزياء المسرحية

كتابة:
التطور التاريخي لفن الأزياء المسرحية


تاريخ ظهور فن الأزياء المسرحية

يظهر عند البحث في تاريخ المسرح أن أزياء المسرحيات ظهرت بظهور مسرحيات شكسبير؛ حيث شكلت الأزياء عاملًا بصريًا ومهمًا للغاية لمساعدة الجمهور على فهم تفاصيل الشخصية،[١] لكن في الحقيقة تعود أسس تقليد المسرح الغربي إلى الاحتفالات اليونانية التي أقيمت في القرن السادس قبل الميلاد لتكريم ديونيسوس ملهم طقوس الابتهاج، وتطورت العروض إلى دراما منطوقة على يد الكاتب المسرحي ثيسبيس بالإضافة لكاتب مسرحي آخر وهو أسخيلوس، وعلى الرغم من أن الرومان أضافوا تحولاتهم الخاصة، إلا أن اتفاقيات الأزياء المسرحية التي وضعها الإغريق ظلت كما هي حتى سقوط الإمبراطورية الرومانية.[٢]


الأزياء المسرحية في القرن السادس قبل الميلاد

كانت بدايات الأزياء المسرحية الكلاسيكية عندما ابتكر الشاعر والكاتب المسرحي اليوناني ثيسبيس الأزياء المسرحية في القرن السادس قبل الميلاد، ولذلك كانت تُدعى أردية ثيسبيس، وأقيمت مسابقات الدراما سنويًا في أثينا، وأنفق الأثينيون بسخاء على الإنتاج والأزياء للمشاركة فيها،[٣] وفيما بعد أنشأ الكاتب المسرحي إسخيلوس الزي التقليدي للتراجيديا اليونانية المخصصة للاستخدام المسرحي فقط.[٢]


الأزياء المسرحية في القرون الوسطى (القرن الخامس الميلادي - الخامس عشر الميلادي)

اعتُمدت ثياب الكنيسة كأزياء مسرحية؛ حيث إن المسرحيات في القرون الوسطى كانت تُعرض في الكنيسة، وكانت المسرحيات تعيد سرد الأحداث في حياة القديسين، وكان يؤديها في الأصل رجال دين وممثلون، وعُثر على قوائم احتفظت الكنيسة بها لجرد الملابس المصنوعة والمشتراة من أجل الأزياء المسرحية، وكانت تضم بشكل عام جلودا وأردية بسيطة بالإضافة لبعض أغطية الرأس، وحتى عندما انتقلت العروض إلى خارج الكنيسة فيما بعد خلال ذلك الوقت، كانت الملابس الكهنوتية لا تزال هي الأزياء الرئيسية.[٤]


الأزياء المسرحية منذ أوائل القرن الرابع عشر

تطور المسرح العلماني في عصر النهضة وازدهر منذ أوائل القرن الرابع عشر؛ إذ إنه في كل مناسبة أو احتفال تم عرض سلسلة من العروض المسرحية أثناء دخول العاهل إلى المدينة مع حاشية كبيرة، مثل: التابلوهات وعروض التمثيل الصامت، واعتُمدت فيها أزياء مخصصة لمسرحيات الغموض والأخلاق، ومع التدهور التدريجي لقوة الكنيسة والاتجاه لإحياء الأفكار الكلاسيكية وجد مصممو عصر النهضة مصدر إلهامهم في أساطير اليونان وروما.[٥]


الأزياء المسرحية منذ أوائل القرن السابع عشر

انضمت مجموعة من المتخصصين إلى بلاط الملوك الفرنسيين لويس الثالث عشر ولويس الرابع عشر مع جياكومو توريلي المنشئ الرئيسي لمسرح الباروك، وساعدوا على رفع مكانة المسرح وتحسين أزيائه، وفيما بعد عمل المصمم دانيال رابيل في ابتكار أزياء مسرحية بشكل جديد؛ حيث أضاف مؤثرات مرحة وصمم أزياء غريبة؛ إذ إنه وجد أن الزي الهزلي يسلي الجمهور.[٦]


الأزياء المسرحية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر

يمكن تلخيص أبرز ما يخص الأزياء المسرحية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فيما يأتي:[٧]

  • عُيّن جان بابتيست مارتن مصممًا لأوبرا باريس عام 1748، وابتكر أشكالًا متنوعة من الروكوكو الزخرفية والمسلية للزي التقليدي للراقص الذكر، واستخدم الزخارف الأفريقية والصينية والمكسيكية.
  • مثلت تصميمات خليفة مارتن، لويس رينيه بوكي مظاهر الأناقة والرقي التي شاهدها في دوائر بلاط الروكوكو للملك لويس الخامس عشر إلى المسرح، وكانت تصميماته لملابس البوكيه تتسم بأنها حساسة ومصطنعة وباهتة اللون ومزينة بأكاليل وأزهار روكوكو.
  • قلدت كل أوروبا الأفكار الفرنسية على الرغم من افتقار النسختين الإنجليزية والألمانية إلى الذوق الفطري لبوكيه.


الأزياء المسرحية في القرن العشرين وما بعده

دعت نظريات مصمم المسرح السويسري أبيا والممثل والمصمم الإنجليزي إدوارد جوردون كريج إلى الرمزية وعدم النسخ الخطوط التاريخية،[٨] وعند تصميم زي مسرحي كانت الرسومات غالبًا ما توحي إلى أربعينيات القرن التاسع عشر مع الحرص على تحديد تفاصيل دقيقة ومتسقة لتصميمه بشكل مقارب؛ حيث إنه لا يقوم المصمم بإعادة تصميم الثوب التاريخي الأصلي، ولكنه يحتفظ بسماته الأساسية.[٩]


الأزياء المسرحية في اليابان

في القرنين الرابع عشر والخامس عشر

تطغى التقاليد على كل عنصر من عناصر الإنتاج المسرحي في اليابان، ففي أزياء نوح Nouh يكشف التصميم عن نوع الشخصية التي تُمثّل، وتتحد تفاصيل التصميم والصورة الظلية المختارة ومجموعات الألوان وثراء النسيج وملمسه ونوع التفاصيل ومقدارها لإعطاء إشارات عن الشخصية.[١٠]


في أوائل القرن السابع عشر

نشأ الكابوكي خلال فترة القيود الحكومية، وفي حين أن النصوص المسرحية غالبًا ما تضمنت شخصيات أرستقراطية متمثلة في النبلاء أو الساموراي، فقد كان ممنوعًا تقليد لباس أي من هذه الطبقات، لكن استجابت شركات إنتاج الكابوكي بالمبالغة في لون وأقمشة ذلك الفستان؛ ونتيجة لذلك اتسمت الأزياء المسرحية بالمبالغة بالنسبة للملابس التي كانت تستند إليها بالأصل لتعذر تقليدها بشكل مباشر، وعلى الرغم من اختفاء المحظورات الحكومية التي خلقت هذه التقاليد على مدى القرون ظل أسلوب كابوكي دون تغيير منذ ذلك الوقت.[١٠]

المراجع

  1. "The History of Theatre Costumes Began in the Shakespearean Era", worldoftheatreandart. Edited.
  2. ^ أ ب "Theatrical Costume", Fashion History Love to know. Edited.
  3. "Classical theatrical costume", britannica. Edited.
  4. "Medieval Costume", .britannica. Edited.
  5. "Renaissance costume", britannica. Edited.
  6. "Costume in Baroque opera and ballet", britannica. Edited.
  7. "Costume of the 18th and 19th centuries", britannica. Edited.
  8. "Costume of the 20th Century and Beyond", britannica. Edited.
  9. "Reflecting Historical Periods in Stage Costume", vam. Edited.
  10. ^ أ ب "Costume in Noh and Kabuki theatre", britannica. Edited.
3319 مشاهدة
للأعلى للسفل
×