توصلتم إلى استنتاج مفاده أنكم بحاجة إلى مساعدة، وقررتم التوجه لتلقي المشورة المهنية. ولكن ما هي المساعدة المهنية المناسبة لكم أكثر؟ ما هو الفرق بين التطوير الذاتي والنفسي وغيرها من المشورات؟ الدليل للمترددين بين المدربين والمعالجين.
التطوير الذاتي والنفسي : جد الاختلافات
أصبح التطوير الذاتي تقنية شائعة في العقود الأخيرة: المدربون يقدمون برنامج مشورة موجز ومركز، والذي يوجه لمرافقة الشخص المتدرب في طريقه لتحقيق هدف معين، الذي يضعه هو لنفسه.
المعالجين، بالمقابل، يقدمون برنامج علاجي قصير أو طويل الأجل، والذي يهدف إلى توسيع معرفة الذات والتعامل مع الصعوبات النفسية, السلوكية, العاطفية والشخصية.
على الرغم من أن التدريب الشخصي والعلاج النفسي يقترحان توجها تشاوريا يختلف اختلافا جذريا، فان هناك خلط بين أدوار المدربين والمعالجين، وكثيرا ما يحدث أن الناس الذين يرغبون بتلقي المساعدة المهنية يتوجهون إلى المدربين بدلا من المعالجين، وبالعكس.
التطوير الذاتي: متى ينبغي التوجه اليه؟
المدربون مناسبون للأشخاص الأصحاء نفسيا والذين لا يواجهون أزمة عاطفيه كبيره، عادات حياتية سلبية (تعاطي المخدرات، العنف) أو صعوبات كبيرة في التعامل مع الآخرين.
التطوير الذاتي يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يستوفون هذه المعايير، ولكنهم يعانون من عدم الرضا عن جودة أدائهم وإنجازاتهم في مجال معين مثل الدراسة, العمل أو الوضع المادي.
على سبيل المثال، يمكن للتدريب الشخصي أن يساعد الشخص الذي ينوي البدء بمصلحة خاصة أو توسيع مصلحة قائمة، للمرأة التي تجد صعوبة في تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية، للرياضي الهاوي الذي يريد تحسين أدائه، للعائلة التي تريد ادارة أعمال الأسرة بشكل أكثر كفاءة وهلم جرا.
العلاج النفسي: متى ينبغي التوجه اليه؟
المعالجون كالأخصائيين النفسيين, الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين العاملين في العلاج النفسي، مناسبين لمساعدة الأشخاص الذين يواجهون صعوبات عاطفية تؤدي الى أزمة نفسية، مشاكل سلوكية أو اضطراب وظيفي.
العلاج النفسي يمكن أن يساعد في حالات الاكتئاب, القلق, اضطراب السلوك، اضطرابات الأكل، الصعوبات الشخصية، السلوكيات المدمرة للذات، تدني تقدير الذات والمشاكل في العلاقات الأسرية. من المهم التأكيد على أن المدربين لا يتلقون تدريبا علاجيا، وبالتالي لا يمكنهم تقديم حلا كافيا للتعامل مع هذه الحالات.
الحد الدقيق الذي يفصل بين التطوير الذاتي والنفسي:
المدربون والمعالجون هم ذوي تأهيل مهني مختلف جوهريا ويقدمون حلول مختلفة، وفي بعض الحالات من السهل التحديد متى تكون هناك حاجه للمدرب ومتى تكون حاجه للمعالج.
على سبيل المثال، فمن السهل التعرف على أن الشخص الذي يواجه اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب في الأكل يحتاج للعلاج النفسي وليس التدريبي، أيضا عندما تؤثر صعوباته العاطفية على أدائه وإنجازاته في مجالات معينة من الحياة.
لكن في بعض الحالات فان التمييز بين الحاجة إلى التدريب الشخصي والحاجة للعلاج النفسي يكون غير واضح. مثال شائع هو الوضع الذي يعاني فيه الشخص تراجعا في ادائه الوظيفي في العمل ويتم توجيهه للتدريب لتحسين انجازاته، في حين أن تدني ادائه الوظيفي يكون بسبب الاكتئاب الذي يستصعب أن يعترف به.
العديد من المدربين ليسوا مؤهلين لتقديم العلاج، ولذلك ليس لديهم الأدوات اللازمة لتحديد وتشخيص الاكتئاب، بالتالي فأن المتدرب الذي يحتاج لعلاج الاكتئاب يحصل، بدلا من ذلك، على مشورة مركزه تتطلب القوة والدافعيه - وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى الإحباط والإضرار باحترام الذات عندما يفشل.
بالمقابل، بعض الأشخاص المعنيون بتلقي مساعدة معينة قد يجدون أنفسهم ضمن علاج نفسي قد يسبب لهم الاحباط والغضب لأنه يدعوهم إلى التعمق في داخلهم الأمر الذي لا يهمهم.
كيف، إذن، نختار بين التطوير الذاتي والنفسي؟ الطريقة الفعالة هي محاولة تحديد مركز الصعوبة أو عدم الرضا. إذا كانت الصعوبة سببها أزمة نفسية، صعوبات اجتماعية / شخصية و / أو خلل وظيفي كبير في عدد من جوانب الحياة - فمن المرجح أن هناك حاجة للعلاج النفسي. إذا كان عدم الرضا ينحصر في مجال محدد بحيث لا يرافقه ضائقة عاطفيه شديده - فيمكن البدء في البحث عن المدربين.