التعرق الدموي ظاهرة طبية نادرة

كتابة:
التعرق الدموي ظاهرة طبية نادرة

هل سبق لك وسمعت عن شخص يتعرق دمًا؟ الأمر ليس خرافة أو أسطورة! بل هي ظاهرة طبية تُدعى التعرق الدموي، تابع المقال لتتعرف عليها بشكلٍ مُوسع.

فلنتعرف في ما يأتي على أبرز المعلومات والتفاصيل عن التعرق الدموي (Hematidrosis):

التعرق الدموي: ظاهرة طبية نادرة؟

تُعدّ ظاهرة التعرق الدموي ظاهرة طبية نادرة إلى درجة كبيرة، الأمر الذي:

  • يجعل الدراسات التي يُحاول الأطباء إجراءها عليها للحصول على معلومات أكثر عنها وعن مسبباتها وتبعاتها أمرًا شديد الصعوبة،.
  • يجعل من الصعب معرفة طريقة علاجها أو إجراء فحوصات مطولة لمعرفة العلاج الأنسب والذي يجب اعتماده لهذا النوع من الحالات وبشكل نهائي.

هل التعرق الدموي خطير؟

مع أن فكرة أن يتعرق الشخص دمًا قد تبدو مرعبة، إلا أن حالة التعرق الدموي غالبًا ليست خطيرة ولا تدعو للقلق، حيث أن الدم الخارج يكون متواجدًا في شعيرات دموية صغيرة ولا يُسبب تمزقها الكثير من الضرر، فهي ليست شرايين أو أوعية دموية رئيسة، ما يجعل الوفاة بسبب التعرق الدموي أمرًا شبه مستحيل.

لكن قد يُصاب مريض التعرق الدموي بأعراض، مثل: الدوخة، والأرق، والجفاف متوسط الدرجة، ولأن نزف الدم في هذه الحالة يترافق عادةً مع  العرق قد يظن المريض أنه ينزف بكميات أكبر مما يحدث حقيقة.

أسباب التعرق الدموي

يحدث النزيف عادةً نتيجة تمزق أوعية وشعيرات دموية صغيرة، بما في ذلك تلك التي تحيط بالغدد المسؤولة عن إنتاج العرق والأغشية المخاطية والتي تتواجد قرب سطح الجلد، الأمر الذي يجعلها أكثر قابلية وعرضة للتمزق من غيرها، وهذا يُفسر الإصابة بالتعرق الدموي في أماكن معينة من الجسم، مثل: الأنف، والجبهة.

يُرجح العلماء أن أسباب هذه الحالة قد تكون:

  • التوتر والإرهاق الجسدي والنفسي، وهو سبب يُعدّ ضعيفًا بعض الشيء ولا يُفسر الظاهرة بشكل كامل، فمع أن نسب التوتر والإرهاق المرضي قد ارتفعت في السنوات القليلة الماضية، إلا أن نسب الإصابة بالتعرق الدموي لم ترتفع.
  • وجود خلل في منطقة الأدمة التي تقع تحت طبقة الجلد الخارجية مباشرةً، الأمر الذي قد يجعل الدم يتجمع تدريجيًا تحت الجلد ليُصاب الشخص بظاهرة التعرق الدموي بعد فترة.
  • خلل في الجهاز العصبي.

يجدر الذكر هنا أنه في عام 2013 سُجلت حالة لطفلة كانت تبلغ من العمر آنذاك 12 عامًا، وبدأت نوبات التعرق الدموي لدى الطفلة دون سبب معروف، وكانت كل نوبة تستمر مدة تتراوح بين 15- 10 دقيقة، ولم تكن الطفلة تشعر بأي نوع من الألم أثناء النزف.

هنا بدأ الأطباء بمعالجة الطفلة بدواء يُستعمل عادةً لتعطيل بعض الوظائف اللاإرادية في الجهاز العصبي، ووُجد أن الطفلة تحسنت حالتها مع مرور الوقت، ولم يتوصل العلماء إلى الآن إلى سبب ما حصل معها.

تشخيص وعلاج التعرق الدموي

عادةً يقوم الأطباء بإجراء الفحوصات الآتية على المريض المصاب بالتعرق الدموي:

  • فحوصات دم؛ لملاحظة أي تغير حاصل في أعداد كريات الدم الحمراء والبيضاء.
  • خزعة من أماكن النزف؛ لفحص أي خلل في خلايا المنطقة.
  • فحوصات لإزالة الشكوك حول بعض الأمراض وبعض أنواع العدوى.
  • فحوصات نفسية.
  • فحوصات عصبية بما في ذلك فحوصات للدماغ.

عند إيجاد أي خلل في الفحوصات أعلاه يتم البدء بعلاجه بشكل فوري، فغالبًا يُساهم علاج أي خلل يتم تشخيصه في التخفيف من أو إيقاف التعرق الدموي.

أما العلاجات الأخرى لحالة التعرق الدموي بحد ذاتها فهي تُعدّ تجريبية ولا شيء يُعالج الحالة منها بشكل حاسم بعد، وخاصةً مع ندرة الإصابة بالتعرق الدموي وبالتالي محدودية إمكانية الأطباء لإجراء فحوصات مكثفة ودقيقة.

تُرجح بعض البحوث أن الأدوية من نوع حاصرات بيتا (Beta-blockers) قد تُبطئ من عملية النزف أو قد تنجح في إيقافه، لكنها بحوث أولية لم يتم تأكيد نتائجها بعد.

مضاعفات التعرق الدموي

غالبًا لا يترافق التعرق الدموي مع أي أعراض جانبية أو مضاعفات خطيرة، لكن قد يُصاب بعض مرضى التعرق الدموي بالأمور الآتية:

  • الجفاف.
  • القلق والتوتر والاكتئاب.

يجدر العلم أنه لأن ظاهرة التعرق الدموي تُعدّ ظاهرة نادرة، غالبًا ما يطلب الأطباء من المصابين بها البقاء في المستشفى وتحت المراقبة.

4580 مشاهدة
للأعلى للسفل
×