محتويات
التعريف بسورة الحجرات
هي إحدى السُوَر المدنيّة، وعدد آياتها هو ثماني عشرةَ آية، وسورةُ الحُجُرات في إطارها العامّ تتحدّث عن جُملة من الأخلاق العامّة التي ينبغي على المُسلِم أن يلتزمَ بها، فقد أطلقَ بعضُهُم وصفاً عليها بأنّها سورةُ الأخلاق.[١]
قد تناولت العديد من القضايا التي كانت في زمنِ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والتي نتعلّم منها أيضًا، ونأخذ منها الحكمة والعبرة عبرَ الزمان، فالقُرآن الكريم هوَ كتابٌ خالد لا يقف عندَ زمان مُعيّن، وألقت السورة الكريمة أيضاً الضوءَ على العديد من القضايا المُهمّة في حياةِ الناس.[١]
سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم
سُميت سورةُ الحُجُرات باسمها نسبةً لبيوتِ النبيّ -عليهِ الصلاةُ والسلام-، وهي بيوت أو حُجرات أزواجه أمّهات المؤمنين -رضيَ الله عنهُنّ- جميعاً، وقصّة الحُجُرات أنْ كانَ يُنادي خارجها قومٌ جُفاة ذاتَ يومٍ بصوتِ مُرتفع أن اخرُج إلينا يا مُحمّد، ويتكلّمون بطريقةٍ ليسَ فيها احترامٌ لمقامِ النبوّة، كما بيّنت الآيةِ الكريمة في قوله تعالى : (إنَّ الذينَ يُنادونكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ أكثرُهُم لا يعقِلُون).[٢][٣]
كما جاء في السورة الأمر الرباني بالنهي عن التجاوز في الكلام عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، والمواظبة على احترامه -عليه السلام- وتوقيره، والنهي عن أن يكون حديثهم مع النبي الكريم كحديثهم مع بعضهم البعض.[٣]
أبرز القضايا التي تناولتها سورة الحجرات
تحدّثت السورة الكريمة عن ضرورة التحاكُم إلى أمرِ الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وعدم تقديم أوامرنا ونواهينا وأحكامنا قبل رأي الشرع الحكيم المُتمثّل بكتاب الله تعالى وسُنّة نبيّهِ -عليهِ الصلاةُ والسلام-، وهذا يبدو من خِلال الآيةِ الأولى في سورةِ الحُجُرات.[٤]
كما يعد هذا التوقير لأمر الله -تعالى-، وأمر نبيّهِ -عليهِ الصلاةُ والسلام-، توقيرٌ مخصوصٌ للنبيّ -عليهِ الصلاة والسلام-، وذلكَ بعدمِ رفعِ الصوت بحضرتهِ الشريفة هذا في حالِ حياتهِ -صلّى الله عليهِ وسلّم-، مِن أعظمِ القضايا التي عالجتها سورةُ الحُجُرات قضيّة الغيبة، والتنابز بالألقاب، والتجسس، والتقاتل، والتنازع، والتخاصُم بينَ المؤمنين حيث حرّمَ اللهُ تعالى كُلّ ما يأتي بالضرر على المُسلِم والجماعة المُسلمة من خِلال تحريم الأمور التي ذكرناها.[٤]
فوائد ولطائف من سورة الحجرات
احتوت سورة الحجرات على مجموعة من الفوائد على المسلم التعرف عليها، لنيل المقصد العظيم من فهم الآيات وتطبيق ما جاء فيها من الأحكام، كما سيتم ذكر بعضها على النحو الآتي:[٥]
- اشتق اسم (الحجرات) من الحجر أي: معناه الكبح والمنع، فكأن هذه السورة وكل آية فيها تحمي المسلم وتستر عرضه.
- احتوت السورة على ستة ندآات، وتكررت فيها لا الناهية عشر مرات وهي بمثابة دستور للأخلاق.
- عندما نزل قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صوت النبي...)، [٦] ظن ثابت بن قيس أنه بذلك من أهل النار، إلا أن النبي الكريم قال: (بَلْ هو مِن أهْلِ الجَنَّةِ)،[٧]أي ثابت لأن صوته كان جهورياً.
المراجع
- ^ أ ب محمد طنطاوي (1998)، التفسير الوسيط لطنطاوي (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 295، جزء 13. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجراب، آية:4
- ^ أ ب جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 225، جزء 8. بتصرّف.
- ^ أ ب سعيد حوى (1424)، الأساس في التفسير، القاهرة :دار السلام ، صفحة 5396-5400، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ عادل خليل (2017)، أول مرة أتدبر القرآن (الطبعة 13)، الكويت:شركة إس بي، صفحة 201-205. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:2
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:119، صحيح.