التغذية العلاجية لمرضى القلب

كتابة:
التغذية العلاجية لمرضى القلب

التغذية العلاجية لمرضى القلب

تلعب عوامل نمط الحياة، بما في ذلك التغذية، دورًا مهمًا في نشأة أمراض القلب والأوعية الدموية. على الرغم من أن معظم المعلومات حول عوامل الخطر الغذائية وأمراض القلب والأوعية الدموية مستمدة من دراسات في العالم المتقدم، إلا أنّ الوضع يتطور بسرعةٍ نحو أبعاد وبائية في العالم النامي، مما يؤدي إلى أعباء في الخدمات الاقتصادية والصحية. لذلك هناك العديد من الدراسات أُجريت لبحث أفضل طرق التغذية للتقليل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية والنهج الأمثل لعلاجها.[١]

في عام 1970 نشر عالم الأحياء الأمريكي أنسيل كيز النتائج الأولية لدراسة في سبع بلدان، التي تبين من خلالها أنّ الأشخاص الذين كانوا يسكنون على شواطئ البحر الأبيض المتوسط (اليونان، وجنوب إيطاليا، ويوغوسلافيا السابقة) معدل الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية عندهم منخفض بشكل عام. وربط ذلك بالنمط الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط الغنيّ بالحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات، ومنخفض اللحوم، مع كمية كبيرة من الدهون المستمدة من زيت الزيتون والمكسرات. وأشار إلى أنّ هذا النظام الغذائي هو أحد المحددات المحتملة للاختلاف الكبير في معدل انتشار الأمراض القلبية الوعائية بين سكان الدول الواقعة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط والدول الغربية في دراسة الدول السبعة، ونتيجة ذلك أُجريت عدة دراسات مختلفة في عقود مختلفة لبحث تأثير حمية البحر الأبيض المتوسط في مرضى القلب، وتوفير استناد علمي لخصائص هذه الحمية التي تقلل مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية وتعالجها أيضًا، وتحتوي أيضًا حمية البحر الأبيض المتوسط على المحتوى العالي من الفواكه، خاصة الطازجة منها، بالإضافة إلى الخضروات مع التركيز على الخضراوات الورقية، وارتفاع المتناول الغذائي من الحبوب الكاملة (الخبز، والأرز، والمعكرونة)، والأسماك الدهنية الغنية بالدهون غير المشبعة المتعددة والأوميجا 3، مع انخفاض في المتناول الغذائي من اللحوم الحمراء، والتركيز على اللحوم الخالية من الدهن، واستبدال منتجات الألبان قليلة الدسم أو خالية الدسم بكاملة الدسم، وإضافة زيت الزيتون والكانولا والمكسرات (الجوز أو اللوز أو البندق).[٢]


النهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم يجعل القلب يعمل بجد أكبر لضخ الدم الغنيّ بالمغذيات والأكسجين إلى الجسم، وتصبح الشرايين التي تنقل الدم أقل مرونة، على الرغم من أنّ هذه التغييرات تحدث للجميع مع تقدم سنهم، إلا أنها تحدث بسرعة أكبر عند الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، ومع حدوث مرض تصلب الشرايين يجب أن يعمل القلب بجهد أكبر، مما يجعل عضلة القلب أكثر سمكًا وأقل قدرة على ضخ الدم.

عندما يتسبب ارتفاع ضغط الدم في إتلاف الشرايين فإنها لا تكون قادرة على إيصال ما يكفي من الدم إلى الأعضاء من أجل حسن أدائها. نتيجة ذلك قد تتلف الأعضاء أيضًا، على سبيل المثال، يمكن لهذا النوع من الضرر أن يؤثر في القلب، مما يسبب نوبة قلبية، أو دماغية، أو يسبب حدوث الفشل الكلوي. لذلك اتباع النهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم المعروف بـ (DASH Diet) يُساهم في انخفاض ضغط الدم، والتقليل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب وعلاجها أيضًا. كما أنّ هذا النهج يُقلل من الكولسترول السيء، والدهون الثلاثية، ويَزيد من مستوى الكولسترول الجيد. من الجذير بالذكر أنّ السمنة تلعب دورًا سلبيًا في تطور أمراض القلب وتفاقمها، لذلك إذا كان المريض يعاني من السمنة فلا بد من اتباع نمط غذائي ورياضي مناسب لتقليل الوزن.[٣]


خطة النهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم

لاتباع هذه الحمية يجب تناول المجموعات الغذائية المتنوعة بالحصص الموصى بها، وتشمل ما يلي:[٣]

  • مجموعة الخضروات، 4-5 حصص، حيث الحصة الواحدة مكونة من كوب من الخضراوات الورقية، أو نصف كوب من الخضراوات المطبوخة، أو 170 مل (6 أوقية) من عصير الخضراوات.
  • مجموعة الفاكهة، 4-5 حصص، حيث الحصة الواحدة حبة متوسطة من الفاكهة، أو (¼ كوب) من الفواكه المجففة، أو 125 مل (نصف كوب) من عصير الفاكهة الطازجة، أو المجمدة، أو المعلبة.
  • مجموعة الحبوب (الحبوب الكاملة بشكل أساسي)، 7-8 حصص، والحصة الواحدة هي شريحة خبز، أو 250 مل (1 كوب) من حبوب الإفطار، أو نصف كوب من الأرز المطبوخ أو المعكرونة.
  • مجموعة الحليب ومشتقاته قليلة الدسم أو خالية، 2-3 حصص، والحصة الواحدة هي كوب من الحليب، أو الزبادي، أو 50 غرامًا من الجبنة.
  • مجموعة اللحوم الخالية من الدهون، والدواجن، والأسماك، حصتان أو أقل، والحصة 90 غرامًا من اللحوم الخالية من الدهن، أو الدواجن منزوعة الجلد، أو الأسماك.
  • مجموعة المكسرات والبذور، 4-5 حصص في الأسبوع، والحصة ثلث كوب (1.5 أونصة) من المكسرات، أو ملعقتان كبيرتان من زبدة الفول السوداني، أو ملعقتان كبيرتان من البذور.
  • مجموعة الدهون والزيوت، 2-3 حصص، والحصة ملعقة صغيرة من الزيت النباتي.


المراجع

  1. Godfrey Getz and Catherine Reardon (2007-10-22), "Nutrition and Cardiovascular Disease"، ahajournals, Retrieved 2019-4-14.
  2. Alice Ravera, Valentina Carubelli and Edoardo Sciatti (2016-6), "Nutrition and Cardiovascular Disease: Finding the Perfect Recipe for Cardiovascular Health"، ncbi, Retrieved 2019-4-14.
  3. ^ أ ب "The DASH Diet to lower high blood pressure", heartandstroke, Retrieved 2019-4-14.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×