محتويات
التغيرات السياسية في العصر العباسي
ندرج في النقاط التالية أبرز المعلومات المتعلقة بهذه التغيرات:
- إنَّ الدولة الْعباسيّة استمرّت ما يزيد عن 5 قرون، فهي قامت على رُفات الدَّولة الأموية إثر دعوة سرية دُعيت بالدّعوة العباسيّة منطلقة من بلدةِ الحُميمة في جنوب الأردن ويجدر الإشارة إلى أنّ العباسيين الأوائل لم يُظهروا طموحًا في الحكمِ؛ لأنّهم كانوا بجانب الإمام علي بن أبي طالب في صراعهِ مع بني أمية، لكنّ الأمويين لم يطمئنوا لذلك خشية من أبناء العباس.[١]
- قرروا بعد ذلك الإيقاع بهم وفعلوا ذلك في بلدة الحُميمة تحقيقًا لهدفين: لإبعادهم عن الحجاز، وليكونوا تحت رقابة الأمويين في دمشق، لكنّ الدولة العباسية استمرت في عملها إلا أنْ ظهرت وتوضحت معالمها فاتفق أبناء العمومة من (آل العباس وآل علي) القضاء على الدولة الأموية وإسقاطها والدعوة تصبح باسم آل البيت النبوي، وحدث هذا التغيير بسبب زيارة الإمام أبي هاشم عبد الله بن محمد إلى بلدة الحميمة.[٢]
- ذهب الإمام أبي هاشم عبد الله بن محمد إلى ابن عمه علي بن عبد الله وقال له أوصيك بالإمامة من بعدي لك ولولدك وأعطاه كتابًا يحتوي على جميع أسرار الدعوة، ومن ثم توفي بسبب سمًا وُضِع له من قِبَلِ الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، عندما سمع العباسيون بأنَّ أبا هاشم تنازل عن الإمامة فرحوا جدًا لكنّهم أخفوا طمعهم في الخلافة وبقيت تُؤخذ التبعية باسم (آل محمد) بوصفهم الأحق بالحكم وكسبوا بذلك ودَّ العلويين والعنصر الفارسي.[٣]
- بعد ذلك توفي علي بن عبد الله وأخذ الإمامة من بعده ابنه محمد ثم انتقلت الإمامة إلى ابنه إبراهيم، حيث كانت انطلاقة الدعوة العباسية بشكل واضح وصريح من عنده، لكن لم يكتمل ذلك لأنّ مروان بن محمد آخر خليفة أموي قبض عليه وزجَّهُ بالسجن ومات فيه ثم بعد ذلك أخذ أخوه أبو العباس الدعوة وانتقل إلى الكوفة ونشر الدعوة العباسية أدى ذلك إلى سقوط الكوفة ومبايعة أبي العباس بالخلافة.[٤]
أهم الأحداث التي مرت بها الدولة العباسية
يرى المؤرخون أن العهد العباسي مر بعدة أعصر، هي كالآتي:
العصر العباسي الأول (132-232هـ)
يُسمى هذا العصر بالعصر الذهبي بسبب حدوث تغيرات جذرية وإيجابية فيه، وأبرز ما حدث فيه ما يأتي:
- تثبيت أركان الدولة: حيث تعاقب عليها تسعة خلفاء هم (السفاح والمنصور والمهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق) وحدث فيه العديد من الإنجازات فقد اهتم الخلفاء بالإصلاحات الداخلية وبناء المساجد والقصور والاهتمام بالزراعة وتشجيع التبادل التجاري وتطور العلوم المختلفة خصوصًا الفيزياء وابتكار عدد من الاختراعات كالساعة المائية.[٥]
- بناء مدينة بغداد: قرر المنصور أن يبتعد عن الكوفة؛ حتى يحمي نفسه من الفتن والبعد عن العلاويين فبنى مدينة بغداد وبمدة قصيرة أصبحت أهم مدينة في العالم بثقافتها وفنونها وتجارتها وازدهرت ازدهارًا عظيمًا وتجمع فيها التجار والصناع وتم بناء المئات من المساجد والعشرات من القصور الفخمة.[٦]
العصر العباسي الثاني (232-656هـ)
مرَّ بثلاث مراحل هي كالآتي:
- مرحلة نفوذ الأتراك على الخلافة العباسية (232-334هـ): في هذه المرحلة أصبح كل شيء بيد الأتراك مما أدى إلى حدوث العديد من التغييرات في نظام الدولة العباسية، أبرزها الآتي:[٧][٨]
- سيطرة العنصر التركي على زمام الدولة: إن هذه الفترة تميزت بعدم استقرار الخلفاء بالخلافة وكانت سلطة الخلفاء اسمية بسبب سيطرة القيادات التركية على الجيش والوزارة وأصبحت الخلافة لا تُوَلّى إلا لمن وافق هوى الأتراك وأيضًا العنصر النسائي كان حاضِرًا فقد تدخلت النساء في شؤون الحكم مثل أم المستعين.
- ظهور الفتن مثل فتنة الزنج: الزنج: هم مجموعة من العبيد السود التي تعود أصولهم إلى إفريقيا الشرقية، وكان عددهم كبيراً جدًا ويعملون في جماعات بلا أجر، فاستغل علي بن محمد هذه الأوضاع فأعطاهم أملًا بالتحرر من العبودية والوصول إلى السلطة فنجح محمد بن علي بالسيطرة على البصرة وما حولها فدمر المدن التي احتلها وأباد أهلها وانتشر الفساد فيها، ويقال بأنّ الزنج قتلوا أكثر من 300 ألف إنسان في البصرة.
- مرحلة النفوذ البويهي الفارسي (334-447هـ): ظهرت في هذه المرحلة عدة دويلات استقلت عن الخلافة العباسية كالدولة الغزنوية في الهند والدولة الحمدانية في حلب والموصل والدولة الإخشيدية في مصر والشام، وتولى الخلافة في هذه المرحلة أربعة خلفاء هم: (المستكفي، فالمطيع، فالطائع، ثم القادر) الذي انتهت دولة البويهين في عهده.[٩]
- مرحلة نفوذ الأتراك السلاجقة (447- 656هـ): سيطرة السلاجقة على الخلافة حيث استنجد الخليفة القائم بزعيم السلاجقة للقضاء على البويهيين وتعاقب على هذه الفترة اثني عشر خليفة أولهم (القائم وآخرهم المستعصم)، الذي سقطت في عهده الدولة العباسية واستولى المغول على بغداد، وهكذا انتهت خلافة بني العباس ليأتي عهد جديد وهو عصر المماليك.[١٠]
النظم الإدارية والسياسية في العصر العباسي
اعتمد العباسيون على الفرس في تأسيس دولتهم وأخذوا عنهم كل شيء؛ فاتسع العباسيون في محاكاة الدواوين من أبرزها (ديوان الرسائل وديوان الخاتم وديوان الترقيع)، وكذلك أخذوا عنهم نظام الوزارة وقلدوهم في أزياء رجال الحاشية والموظفين والقضاة، وأسندوا مناصب الوزارة وقيادة الجيش إلى الفرس ومن هذا المنطلق قرر الفرس إحياء الأمجاد الفارسية القديمة، وكانوا يميلون للشيعة والتف حولهم الناس وقصدهم أصحاب الحاجات، بذلك قرر الفرس ترجمة الكتب التي تتصل بالحكم الفارسي من الفارسية إلى العربية، مثل ابن المقفع حيث قام بنقل مجموعة من الكتب والرسائل إلى العربية ونقل أيضًا حكايات كليلة ودمنة ومنطق أرسطو.[١١][١٢]
المراجع
- ↑ الدكتور سامي يوسف أبو زياد، النثر في الأدب العباسي، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ الدكتور سامي يوسف أبو زيد، النثر في الأدب العباسي، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ الدكتور سامي يوسف أبو زيد، النثر في الأدب العباسي، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ الدكتور سامي يوسف أبو زيد، النثر في الأدب العباسي، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، العصر العباسي الأول، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، العصر العباسي الأول، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ الدكتور سامي يوسف أبو زيد، النثر في الأدب العباسي، عمان:المسيرة، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ خالد هلال المطيري (2/6/2007)، "ثورة الزنج ضد الخلافة العباسية"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
- ↑ الدكتور سامي يوسف أبو زيد، النثر في الأدب العباسي، عمان:الميسرة، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ الدكتور سامي يزسف أبو زيد، النثر في الأدب العباسي، عمان:المسيرة، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ الدكتور سامي يوسف أبو زيد، النثر في الأدب العباسي، عمان:المسيرة، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ الدكتور سامي يوسف أبو زيد، النثر في الأدب العباسي، عمان:المسيرة، صفحة 18. بتصرّف.