محتويات
مفهوم مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة هي مرحلة حرجة مهمة في حياة الإنسان، لأنها عبارة عن الجسر الذي يعبر الإنسان من خلاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد والبلوغ، وإن بداية هذه المرحلة تختلف من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر أيضًا ولكن يمكن القول أنها تمتد من سن 15 إلى 25 حدًّا أقصى، وأيضًا تختلف هذه المرحلة باختلاف الجنس فيلاحظ أن الأنثى تبلغ وتنضج قبل الذكر، وتعرف الللغة العربية المراهقة بأنها الاقتراب من الشيء وتعود لكمة راهق، أما علم النفس فنظر إلى مرحلة المراهقة بأنها المرحلة التي يقترب بها الفرد من النضوج الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي والنفسي.[١]
وقد قسّمت مرحلة المراهقة إلى عدة مراحل أولها مرحلة المراهقة الأولى أو المبكرة التي يبدأ بها حدوث تغيرات بيولوجية سريعة، ثم مرحلة المراهقة المتوسطة وتكتمل بها التغيرات البيولوجية التي بدأت في المرحلة السابقة، ثم مرحلة الطفولة المتأخرة والتي بها يتحول الفرد من طفل الصغير إلى إنسان راشد وناضج في مظهره وتصرفاته.[٢]
التغيرات النفسية والسلوكية في سن المراهقة
بماذا ترتبط التغيرات النفسية والسلوكية التي تحدث في سن المراهقة؟
إن التغيرات النفسية والسلوكية التي تحدث في مرحلة المراهقة ترتبط بالتغيرات الهرمونية والتطورات العصبية التي لا بد أن تحدث في هذه المرحلة، ومن أهم العوامل التي تؤثر في هذه التغيرات هي البيئة الاجتماعية والثقافية للفرد، فتؤثر هذه البيئة في طريقة المراهق بالحكم على نفسه، وتشمل البيئة الاجتماعية للأسرة والمدرسة والمجتمع التي تحدد القيم والأعراف الاجتماعية وأيضًا الأدوار والمسؤوليات التي تقع على عاتق المراهق، وتختلف هذه الأمور من مجتمع لآخر، ولكنها مهمة في ضمان انتقال المراهق إلى مرحلة المراهقة بشكل صحي وسليم يضمن صحته النفسية والجسمية.[٣]
ومن الأمور التي تضمن مرور المراهق بفترة مراهقة سليمة أن يتعاون الأهل والمربون مع المراهق، فهو يحتاج إلى من يفهمه ويتمكن من التواصل معه، فلابد أن يفهم الأهل أن التغيرات النفسية والسلوكية لدى المراهق هي شيء طبيعي يجب تفهمه، ومن الأمور التي تضمن علاقة جيدة بين المراهق والأهل هي إخبار المراهق مسبقًا بالرغبة بالحديث عن موضوع ما ليتسنى له جمع أفكاره لتلك المحادثة، وأيضًا التأكد من تناوله الطعام قبل البدء في النقاش لأن الجوع والعصبية مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، كما أن المراهق يفهم التواصل المباشر بالعين تهديدًا أو عدوانية لذا سيثور في النقاش ومن الحلول هي السير جنبًا إلى جنب أثناء الحوار،[٣] ويمكن فهم التغيرات النفسية والسلوكية في سن المراهقة من خلال الفقرات الآتية.
التغيرات النفسية في سن المراهقة
كيف تتأثر النفسية في سن المراهقة؟
إن التحولات الهرمونية وكافة التغيرات الجسدية التي تحدث فجأة عند دخول الفرد في مرحلة المراهقة تؤثر بصورة قوية على صورته لذاته ومزاجه وعلاقاته الاجتماعية، فمثلًا عند الإناث ظهور الدورة الشهرية قد يسبب لها الشعور بالخوف والانزعاج أو حتى الابتهاج في بعض الأحيان، وفي الناحية الأخرى عند الذكور أيضًا عند حدوث قذف منوي يتكون لديه مزيج من المشاعر السلبية والإيجابية، لذا وكل هذه التغيرات الجسمية والاجتماعية تؤدي إلى تغيرات نفسية،[٤] ومن تلك التغيرات الآتي:
حالة القلق
لماذا تتولد حالة القلق لدى المراهق؟
بسبب الصراعات التي لديه ومن أهم الصراعات التي تتكون لدى المراهق هي الصراع بين مشاعر النقص والكمال لديه، ففي البداية يشعر المراهق بالقوة على الصعيد العقلي والجسمي والسلوكي كما أنه يبدأ بملاحظة مكانته في المجتمع مما يجعله يشعر بالثقة بالنفس ولكنه سريعًا ما يدخل في سباق نحو الكمال مع الزملاء والأصدقاء، حيث يكتشف المراهق من خلال المقارنة المكثفة سواء عن طريقه أو عن طريق الأهل نقاط ضعفه سواء على الصعيد الجسمي أو العقلي أو الاجتماعي، وهذا يشكل عبئًا كبيرًا عليه يجعله يدخل في حالة من القلق للسعي نحو الكمال.[٥]
كما أنه من الصراعات التي تؤدي إلى القلق عند المراهق هو الصراع بين الاستقامة والانحراف وبين التحرر والانضباط، فإن المراهق يترنح ما بين الاستقامة والانحراف فتارةً يمكن رؤيته أنه ملتزم دينيًا وتارةً أخرى ينحرف عن الطريق الصواب وهذا بسبب الصراع ما بين القيم المجتمعية والدينية وبين الفورة الجنسية والعاكفية العارمة لديه مما يسبب حالة من القلق الدائم لدى المراهق.[٥]
الاضطرابات العاطفية
هل تظهر الاضطرابات العاطفية في فترة المراهقة؟
يتميز المراهق بأنه سريع الانفعال ويتعرض للإحباط بسرعة ومن السهل استثارة غضبه، وتتخلل هذه الاضطرابات موجات من التغيرات السريعة في المزاج وثوران انفعالي غير متوقع، وبدراسة عالمية يعد الاكتئاب السبب الرابع للمرض والعجز عند المراهقين ويؤثر ذلك على أداء المراهق في وظائفه المدرسية والاجتماعية[٦]
والاكتئاب لدى المراهقين مشكلة خطيرة تسبب له الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام بكافة الأنشطة حتى التي كان يفضلها، كما أن الاكتئاب يؤثر على طريقة تفكير المراهق وسلوكه، ومن الأعراض العاطفية التي تظهر على المراهق هي مشاعر الحزن ونوبات البكاء غير واضحة السبب، والشعور باليأس والفراغ القاتل، كما أنه يفقد الاهتمام بالحياة الاجتماعية ويميل إلى العزلة، وهذا يؤدي إلى تراجع الثقة بالنفس، كما أنه يكون حساسًا جدًا للرفض أو الفشل، ويمكن أن يصل الشعور به إلى النظر للمستقبل على أنه قاتم وكئيب.[٧]
التغيرات السلوكية في سن المراهقة
ماذا يتعلم المراهق في هذه الفترة؟
تعد مرحلة المراهقة مرحلة حاسمة في حياة الفرد لتطوير عادات اجتماعية وسلوكية سليمة تعود بالنفع على الصحة النفسية للفرد وتكيّفه مع عالمه المحيط فمن خلال خبراته في فترة المراهقة يتعلم الفرد كيفية حل المشكلات ومهارات التعامل والتواصل مع الآخرين، وكيفية إدارة العواطف، ومن المهم أن تكون البيئة الأسرية والمجتمعية بيئة داعمة لهذا التغير، فإن في فترة المراهقة سيقع الفرد في الكثير من الأخطاء التي تؤدي به في النهاية إلى هذا الإنسان الناضج،[٦] ومن أهم التغيرات السلوكية في ين المراهقة الآتي:
العصبية والعنف
ما هي أسباب العصبية والعنف عند المراهقين؟
يتغير الفرد في فترة المراهقة من شخص لطيف وودود إلى شخص سريع الغضب فيشعر الآباء أن أبناءهم قد فقدوا النعومة في التعامل وقد بدت تظهر عليهم علامات العنف سواء برمي الأشياء أو التلفظ بألفاظ نابية لم يكونوا يسمعنوها منه أبدًا وهو طفل، ويشتكي الآباء من هذا التغير السلوكي، ولكن لا بد من معرفة الأسباب وهل هو أمر طبيعي أم لا، ومن الجدير معرفة أن النزاعات بين الأخوة في البيت أمر طبيعي لأن كل شخص يحاول إثبات نفسه كما وكلما زاد اشتراك الأسرة في الأماكن والأدوات والأثاث في البيت هذا سيزيد من احتمالية زيادة النزاعات خاصة عند المراهق الذي بدأ بالبحث عن عالمه الخاص واستقلاليته وخصوصيته، ولكن عندما لايجد هذه الأمور في المنزل هذا سيدفعه إلىالعصبية، ومع وجود هذه العصبية عند الإناث إلا أنها عند الذكور أوضح.[٨]
التمرّد
كيف يؤثر التمرّد على سلوك المراهق؟
إن المراهق في هذه الفترة يحاول التخلص من شخصية الطفل الذي بداخله ويحاول أن يقنع الآخرين بأنه قد كبر، لذلك يبدأ بمحاولات للتحرر من التبعية والخضوع لأوامر الأبوين والمدرسة والكبار بشكل عام، ويصدم الأهل من تصرفات ابنهم الذين تعودوا على أن يطيعهم، ويعتقدون أنه لا يمكنه أن يخرج من الإطار الذي يرسمونه له، ولكن المراهق يخرج من كل تلك القواعد والقيم والتعليمات، ويصنع لنفسه قواعد أخرى تتماشى مع أهوائه لأنه يشعر أن له الحق بذلك بما أنه قد كبر، ولكن الأهل لا يتركون ابنهم ليمارس تمرده بل يزداد إلحاحهم وإصرارهم على انصياع ابنهم لهم، وهذا يؤدي إلى دوامة من الصراع بين الأهل والمراهق.[٩]
تحمل المسؤولية
إن الأبناء يتغيرون أسرع من الآباء فالطفل الذي كان يحتاج إلى إقفال أزرار قميصه في السنة الماضية الآن هو يطالب باستقلاليته، فالمراهق يحب أن يكون مسؤولًا عن نفسه وعن قراراته، ولكن خوف الأهل عليه يجعلهم يتدخلون في ذلك، مما يجعل ذلك عائقًا بينه وبين التعلم من أخطائه وشعوره بالإنجاز، فإن المراهق يرى اعتماده على الوالدين أو البالغين الآخرين مؤشرًا لضعفه فيحاول المراهق الهرب من هذه الاعتمادية عن طريق تكوين استقلاليته بطريقته الخاصة، وفي هذه المرحلة يطور المراهق قدرته على التعبير عن نفسه وعن مشاعره ويحتاح إلى التواصل العاطفي بقوة وإلى فهم الآخرين له.[١٠]
السلوكيات المجازفة
يسلك المراهق بعض الطرق الغامضة لتحقيق المغامرة لإثبات نفسه، فلا يفكر المراهق كثيرًا قبل الإقدام على عمل شيء خطير، بل إنه يرى الإيجابيات فقط من ذلك السلوك ولا يرى سلبياته، كأن يتعاطى المخدرات لكي يقبل في مجموعة ما من أقرانه ولا يعي أن هذه التصرفات ستؤدي إلى ضرر جسيم في صحته الجسدية والنفسية، ويكون الذكور أكثر عرضة للقيام بالسلوكيات المجازفة من الإناث بحكم الثقافة المجتمعة.[٦]
المراجع
- ↑ "مراهقة"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-12. بتصرّف.
- ↑ "مراهقة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-12. بتصرّف.
- ^ أ ب "التغيرات النفسية التي تطرأ في سن المراهقة"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-12. بتصرّف.
- ↑ "المراهقة: خصائص المرحلة ومشكلاتها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-12. بتصرّف.
- ^ أ ب أ.د عبد الكريم بكار (2010)، المراهق كيف نفهمه وكيف نوجهه؟، مصر:دار السلام ، صفحة 28-29. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "صحة المراهقين النفسية"، www.who.int، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-12. بتصرّف.
- ↑ "اكتئاب المراهقين"، www.mayoclinic.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-12. بتصرّف.
- ↑ أ.د عبد الكريم بكار (2010)، المراهق كيف تفهمه وكيف نوجهه؟، مصر:دار السلام، صفحة 115-116. بتصرّف.
- ↑ د. ابراهيم محمود (1981)، المراهقة خصائصها ومشكلاتها، مصر:دار المعارف، صفحة 54. بتصرّف.
- ↑ روبرت واطسون، هنري ليندجرين (2004)، سيكولوجية الطفل والمراهق، مصر:مكتبة مدبولي، صفحة 608-609. بتصرّف.