تعبير عن التفاؤل والاستبشار

كتابة:
تعبير عن التفاؤل والاستبشار

المقدمة: التفاؤل ثقة بالله

إن التفاؤل صفة تعني توقع الخير على الرغم من عواصف الأيام ومصائب الدهور، كما أنه من الصفات التي تعني أن الإنسان المتفائل يثق بأن الله هو القادر على وهبنا ما نريد، فالتفاؤل بأن الله هو الرازق والواهب والمعطي والمانع ثقة بالله، وأكثر الناس ثقةً بالله هم المتوكلون عليه والذين يعلمون حق الثقة أن تدابير الكون كلها بيديه وحده سبحانه جل في علاه، ونحن إذ نتفائل بحدوث الشيء الذي نرغب به فذلك يعني قوة الإيمان والثقة الكبيرة بأن الله سيمنحنا كل ما نريد.


العرض: تفاءل خيرًا تلق خيرًا

كثيرةٌ هي العبارات التي تُقال لنا وتدعونا للتفاؤل وتَوَقُع الخير الكثير، وأجمل تلك الكلمات ما يقال لنا في لحظات اليأس الشديد، وقد لا يكون لدينا اليقين لذلك كله ولكننا في غمرات اليأس والتعب والألم نرفع الأكف نحو الإله ونبتهل له في سمائه العُلا بأن يمنحنا الخير كله ويعطينا ما نريد ويخفف عنا مصائبنا، وما أجمل أن نفعل ذلك وكلنا يقين بأن الله سيحقق لنا مبتغانا ويعطينا ما سألنا، فنجد أن عطاء الله غير محدود ودعائه غير مردود وأنه وحده مجيب الدعوات وواهب الخير بلا حدود فنحمد الله كثيرًا ونشكره على ما وهبنا من غير حولٍ لنا ولا قوة.


عندما يمرض الإنسان فإن الصادقين هم من يعلمون أن الله عز وجل سيشفيهم نتيجةً لتفاؤلهم ونتيجةً ليقينهن وثقتهم بالله بأنه وحده الشافي المعافي، الذي يهب الصحة لمن يشاء ويجعل من يشاء سقيما، ولا تعني الثقة بالله وتفاؤل الخير أن نقعد عن طلب الشفاء والأخذ بالأسباب والذهاب للطبيب والتماس أسباب الشفاء من كل داءٍ ألم بنا، ولا يعني التفاؤل أن نتقاعس عن العمل ونجلس فقط ندعو الله أن يعالج أمراضنا دون الاستماع إلى نصيحة الطبيب، بأن نتبع علاجات معينة أو أن نقوم بعمليات جراحية تشفي أمراضنا وتخلصنا مما نحن فيه.


إن التفاؤل من الأمور التي يمكن للإنسان تعلمها باتباع العديد من الطرق الرائعة واليسيرة وذلك من خلال قراءة آيات القرآن الكريم وخاصة سورة يوسف التي تحتوي على أروع العبر التي علمتنا التفاؤل والثقة بالله، إلى جانب التقرب من الناس الإيجابيين الذين يمتلكون درجة عالية من التفاؤل ويستطيعون التأثير عليك ودعوتك نحو التفاؤل وتعليمك الكثير من الصبر والتصبر والثقة بالله ومن ثم العديد من السلوكيات الإيجابية الأخرى إلى جانب التخطيط الجيد للأهداف ووضع الخطط المناسبة وممارسة التمارين الرياضية لما لها من دور كبير في زيادة ثقة الإنسان بذاته.


إن من أهم شروط الثقة بالله عز وجل وبالتالي جلب التفاؤل هو الابتعاد عن التشاؤم وأسبابه المتعددة التي تقود إليه وتجعله من العادات السيئة لدى المرء، لذا ينبغي التزام الثقة بالله وعدم الحياد عنها، والرضا بمشيئة الله عز وجل وعدم الاعتراض على حكمته سبحانه، وتقوية الإيمان بالله عز وجل، وعدم الخوف والشعور بالفزع من أي طارئ يحصل في الحياة، فالخوف الدائم من الحياة ومن المجهول يجلب التشاؤم ويجعل الإنسان بعيدًا عن التفاؤل، وأخيرا الابتعاد عن الضغوطات الاجتماعية ومسببات الاكتئاب.


إن للتفاؤل أهمية عظمى في صنع مستقبل الإنسان فلو افترضنا أن شخصا ما يعاني من صفة التشاؤم فهل سيكون باستطاعته مواجهة الحياة والتخطيط للمستقبل بجدية، بالتأكيد ستكون الإجابة لا؟ وذلك لأن التفاؤل من السلوكيات الإيجابية في رسم المستقبل، والإنسان المتفائل يكون لديه رغبة عارمة في التعلم والتعرف على كل ما يمكن أن يسهم في بناء مستقبله، بينما يحصل العكس مع الشخص المتشائم فهو يجلس بعيدًا عن تحقيق أحلامه والوصول لمبتغاه فهو يائس ولا يملك الرغبة في فعل شيء ويظل نائمًا ويحلم دون محاولة السعي وراء ما يريد.


كما أن للتفاؤل أهمية عظمى في دعم الإنسان معنويًا ونفسيا خاصة عند تعرضه للأزمات والصدمات والمشكلات التي يظن الإنسان العادي أن لا مخرج منها، ولكن على العكس من ذلك فإن الإنسان المتفائل لديه اليقين الكافي بزوال المشكلات وانتهاء المصائب ولو طالت، فلا بد من قدوم الخير، وممّا لا شك فيه أن في تلك المصائب خيرًا كثيرًا وأجرًا كبيرًا من الله تعالى مهما كلف الأمر من صبر، أما الإنسان الذي لا يملك قدرة على التفاؤل فإنه ييأس ويقنط من رحمة الله ويصيبه من العلل والأمراض النفسية ما لا يعلمه إلا الله.


إن الإنسان المؤمن الحقيقي خير مثال للتفاؤل وتمام الثقة بالله عز وجل، وليس هناك أقوى ولا أفضل من الإنسان الذي يسعى ضاربًا في الأرض باحثًا عن أسباب سعادته في الدنيا والآخرة فهو يعلم تمام الثقة أن الله عز وجل لم يخلقه على هذه البسيطة إلا لسبب وغاية وهي إعمار الأرض وعبادة الله وحده جل وعلا، وليكون الإنسان معمرًا لهذه الأرض ينبغي أن يتحلى بالتفاؤل، التفاؤل الذي يدفعه نحو العمل والدراسة والزواج وإنجاب الأطفال وتربيتهم ورعايتهم حق الرعاية وليكونوا أعضاءً فاعلين في هذا المجتمع ويحملون الرسالة ويؤدون الأمانة تمامًا كما كتبها الله لهم.



الخاتمة: التفاؤل أسلوب تفكير صحي

إن التفاؤل من أساليب التفكير الصحية التي ينبغي علينا تدريب أنفسنا عليها منذ الصغر وذلك باتباع العديد من الطرق النافعة فهو أسلوب حياة لا يمكن العيش دونه، ولا يتبعه إلا العقلاء الذين يحبون الله ورسوله ويتبعون سيرة الصحابة والتابعين التي ليس كمثلها سيرة، وقد كانوا خير مثال يُحتذى به، وكانوا قد ضربوا أروع الأمثلة على الصبر والتفاؤل والثقة بالله التي ليس لها مثيلٌ، وقد يجلب الإنسان المتفائل السعادة معه وينشرها في كل مكان مستبشرًا بكل ما يبعثه الله ويحمده ويشكره على النعم والعطايا.


إن كنت مهتمًّا بقراءة مقال مشابه، قد يفيدك هذا المقال: كلام عن التفاؤل.

5477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×