جوليا كريستيفا
فيلسوفة وأديبة وعالمة في اللسانيات ومحلِّلة نفسيَّة ونسوية فرنسية من أصول بلغارية، ولدَت عام 1941م في بلغاريا، كتبت الكثير من الأعمال التي تشملُ كتب ومقالات تعني بالتناص والتهميش والسيميائية وفي مجال اللسانيات وفي نظرية الأدب والنقد والسيرة الذاتية والتحليل النفسي والفن وتاريخه، وتعدُّ واحدة من البنيوين الكبار مثل رولان بارت وتودوروف، عندما كان للبنيوية مكانة هامة بين العلوم، كما حازت جوليا على مكانة لها في فكر ما بعد البنيوية، أسَّست جائزة سيمون دي بوفوار، وكان أثرها واضحًا في النقد من الناحية النظرية النسويّة والثقافية عندما نشرت أول كتبها Semeiotikè عام 1969م، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول التناص عند جوليا كريستيفا ودرجات التناص. [١]
التناص عند جوليا كريستيفا
في الحديث عن التناص عند جوليا كريستيفا لا بدَّ من القول بأنَّ التناص بمعناه الحقيقي قبل ظهوره على شكل مصطلح نقدي موجود قديمًا منذ أن وجدَت الكتابة بذاتها قبل مئات السنين، إلا أنَّه كمصطلح نقدي مستقلٍّ بخواصه حديث الظهور، فقد ظهرَ بدايةً في الأدب الفرنسي في الستينيات من القرن العشرين، ويعود أصل ظهور إلى الناقدة والفيلسوفة الفرنسية جوليا كريستيفا التي وضعت له تعريفًا مستقلًّا ومنذ ذلك الحين فرضَ التناص نفسَه في مجال النقد والأدب كمفهوم له هيمنة واسعة، وقد كان موضوعًا لمناظرات كثيرة متناقضة أحيانًا، وصار شيئًا فشيئًا يعبر بشكل اضطراري عن كلِّ تصوير دقيق للحقل، ولكنَّ نظرًا لثراء هذا المصطلح واجهَ انتقادات كأنه لفظ وحشي غريب لم يستطع أن ينجو من بعض التحريفات في البداية. [٢]
وقد دلَّ هذا المصطلح منذ أوَّل تعريف له على الظاهرة التي تحيطُ بتفاعل النصوص مع بعضها البعض، إضافةً إلى تأثير تلك التفاعلات بين النصوص في إنتاج الدلالات التي ينطوي عليها النص ذاته الذي يتضمَّن هذا التفاعل، وقد خلطَ بعض الناقدين في العصر الحديث بين التناص كمفهوم مستقل وبين بعض المصطلحات الأخرى مثل: السرقة، التضمين، الاقتباس، إلا أنَّ التناص عند جوليا كريستيفا في جوهره بعيد كل البعد عن هذه المفاهيم حيثُ يشيرُ التناص إلى أنَّ الكاتب عندما يكتب نصَّه يبنيه على نصوص سابقة تمثلها وخلطَ بينها فتفاعلت وتمازجت فيما بينها وأخرجَ منها نصًّا مختلفًا قد ينفي النصوص السابقة، ولا تتفاعل النصوص لمجرد وصفها نصوص فقط بل توصف بأنها دلالية متماسكة لكل منها دلالته الخاصة، حيثُ تلتقي هذه الدلالات في نص جديد لخلق معنى جديد ودلالة جديدة في النص، وبهذا فالتناص ينفي فكرة وجود نصٍّ مستقل ومكتفٍٍّ بذاته فلا بدَّ لكل نصٍّ أن يكون متداخل مع نصوص أخرى. [٣]
درجات التناص
بعد أن دار الحديث حول التناص عند جوليا كريستيفا وتمَّ إظهار ملامح التناص بشكله العامّ، سيُشار في هذه الفقرة إلى درجات التناص التي يمكن أن يأخذه حسب درجة التفاعل بين النصوص، وسيتمُّ ذكرُ درجات التناص فيما يأتي: [٣]
- التطابق: ويعني الاتفاق أي تساوي النصوص في خصائصِها البنيويَّة ونتائجها الوظيفيَّة، مثل التطابق بين مسرحيَّة القصَّة المزدوجة للدكتور بالمي للكاتب الإسباني أنطونيو بويرو باييخو، ومسرحية الإغتصاب للكاتب السوري سعد الله ونوس.
- التفاعل: حيثُ أنَّ كل نصٍّ هو تفاعل لنصوص سبقته، فيكون النص مقتبسًا لكن هدف الكاتب يدفعه لصياغة نصٍّ واحدٍ من تلك النصوص له رسالته ودلالته الخاصة، مثل مسرحيَّة الحياة حلم للإسباني كالديرون دي لاباركا وحكاية النائم واليقظان في ألف ليلة وليلة.
- التداخل: عندما لا تحقق المداخلة التفاعل والامتزاج بين نصَّين، فإنَّهما يظلَّان دخيلين على النصِّ الأصلي، حتى لو كانا يشبهانه وهذا ما يخلق صلةً محدودة بينها.
- المجاورة أو التحاذي: عندما لا توجد صلات بين النصوص تبقى العلاقة بينها مجاورة مع محافظة كل منها على هويَّته.
- التباعد: يقوم على مقارنةِ نصوصٍ مختلفة ولا ينتمي أي منها للآخَر.
المراجع
- ↑ "جوليا كريستيفا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "مدخل إلى التناص"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "تناص"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.