التنظير السيني

كتابة:
التنظير السيني

التنظير السيني

القولون أحد أجزاء الأمعاء والمساعد في امتصاص الماء وبعض العناصر الغذائية من الطعام الذي يتناوله الفرد، وفي القولون يتكوّن البراز من بقايا الطعام ليخرج خارج الجسم، وفي الحقيقة يتكوّن القولون من عدة أجزاء، ويُسمّى الثلث الأخير من القولون الهابط بالقولون السيني، الذي يتصل بفتحة الشرح عبر المستقيم. وتنظير القولون أداة تشخيص يلجأ إليها الطبيب لفحص القولون بالكامل من الداخل في حالات عديدة، لكن في بعض الحالات يحتاج القولون السيني فقط إلى الكشف والفحص؛ لذا يطلب الطبيب التنظير السيني بدلًا من تنظير القولون كاملًا.[١]


الهدف من التنظير السيني

يوصي الطبيب بإجراء التنظير السيني في حالات مختلفة وفق ما يأتي:[٢]

  • تحديد مُسبِّب ظهور أعراض اضطراب الأمعاء التي يعاني منها الفرد؛ مثل: ألم البطن، أو النزيف الشرجي، أو تغيّر في عادات التبرز، أو الإسهال المزمن، أو غيرها من أعراض اضطرابات الأمعاء.
  • استخدام التنظير السيني بديلًا من تنظير القولون في بعض الحالات؛ لأنّ التنظير السيني يحتاج إلى تحضيرات أقلّ ويستغرق وقتًا أقصر، كما قد يجرى دون الحاجة إلى مخدر في العديد من الحالات، ويرتبط التنظير السيني بفرصة أقل للإصابة ببعض المضاعفات المباشرة؛ مثل: ثقب التنظير مقارنةً بتنظير القولون الكامل التقليدي.
  • الكشف عن الإصابة بسرطان القولون أو سرطان المستقيم؛ فبعد بلوغ عمر الخمسين، وعلى الرغم من عدم امتلاك الشخص أيّ عوامل خطر للإصابة بسرطان القولون إلّا العمر، يوصي الطبيب بالتنظير السيني كلّ خمسة أعوام للكشف المبكر عن الإصابة بسرطان القولون أو المستقيم، الأمر الذي يزيد من فرص نجاح العلاج في حال الإصابة.[٢] أمّا إذا كان الفرد يمتلك أيًّا من عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون فيوصي الطبيب بإجراء التنظير في عمر أصغر من الخمسين وبتكرار أكبر، ومن أهم هذه العوامل: التاريخ العائلي للإصابة بسرطان القولون، والإصابة بأحد أمراض الأمعاء الالتهابية؛ مثل: داء كرون، أو التهاب القولون التقرحي، بالإضافة إلى الوزن الزائد، والتدخين.[٣]


كيفية التجهيز للتنظير السيني

يحتاج التنظير السيني إلى بعض التحضيرات؛ إذ يجب على الطبيب أن يتحدث إلى الشخص الذي سيخضع للفحص، وأن يُسأل عن الأمراض التي يعاني منها، والأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية التي يتناولها سواء المصروفة بوصفة طبية أو من دونها. ومن أهم هذه الأدوية التي يجب الإنتباه إليها أدوية التهاب المفاصل، والأسبرين، ومميعات الدم، وأدوية السكري، والأدوية المضادة للالتهاب الاستيرويدية؛ كالأيبوبروفين، والفيتامينات المحتوية على الحديد.

أحد أهم التحضيرات الأخرى المهمة قبل التنظير السيني تعديل النظام الغذائي وتنظيف الأمعاء؛ لذا يصف الطبيب بعض التدابير لضمان وجود أقل براز، أو خلو القولون تمامًا من البراز أثناء الفحص، فهذه المستحضرات تطرد البراز من القولون لكي لا يعيق الرؤية أثناء الفحص، وربما يوصي الطبيب بتناول غذاء سائل فقط في اليوم الذي يسبق الفحص ومواعيد محددة، وفي هذا اليوم يتناول الشخص شوربة شفافة خالية من الدهون، وجيلي ليمون أو برتقال، وقهوة أو شايًا من دون حليب أو كريما، والماء، وينصح الطبيب بتجنب شرب عصير البرتقال أو سوائل ذات لون أحمر أو بنفسجي لتداخلها مع التنظير، كما يوصي الطبيب بتناول ملينات حبوب أو مسحوق أو سائل كما يصف حقنة شرجية؛ مما يصيب الفرد بإسهال، فينصح بوجوده بالقرب من الحمام، واتباع هذه التحضيرات بدقة رغم صعوبتها أحيانًا ضروري؛ لأنّ في حالة عدم الالتزام بها تصبح رؤية القولون السيني غير واضحة.[٣]


إجراءات التنظير السيني

يجرى التنظير السيني داخل المستشفى، ويستغرق 15-20 دقيقة عادةً، ويرتدي الشخص خلاله ثوب العمليات بعد خلع ملابسه كلّها، ويطلب الطبيب منه الاستلقاء على السرير على أحد جانبيه، ويُدخِل الطبيب أنبوبًا طويلًا مرنًا مدهونًا بمزلق بلطف عبر فتحة الشرج، ثم يحقن هواء إلى داخل القولون لتمديده وتسهيل فحصه، ويشعر حينها الشخص بالانتفاخ والحاجة إلى التبرز، ثم خلال التنظير يفحص الطبيب القولون السيني بدقة لاكتشاف وجود أيّ تشوهات أو أنسجة غير طبيعية به؛ مثل: السلائل والأورام. وربما يريد الطبيب سحب عينة من هذه الأنسجة وهو ما يستطيع فعله بسهوله أثناء التنظير، وترسل هذه العينة إلى المختبر لفحصها والتأكد إن كانت سرطانية أم لا.

تجدر الإشارة إلى أنَّ التنيظر السيني إجراء غير مؤلم؛ لذا يُجريه الطبيب دون تخدير، لكنّه يسبب الشعور بعدم الراحة، لذا قد يحقن الطبيب مهدئات لجلب الراحة وتخفيف القلق، وعند الشعور بأيّ ألم خلال الفحص يستطيع الطبيب تغيير وضع المنظار لتخفيف الألم.[٤]


نتيجة التنظير السيني

بعد التنظير السيني يشعر الشخص بعدم راحة بسيطة وانتفاخ، كما يُخرج غازات كثيفة في الساعات القليلة بعد التنظير لتفريغ القولون من الهواء؛ لذا يوصي الطبيب بالمشي قليلًا لتخفيف الشعور بعدم الراحة، ويستطيع الشخص معاودة ممارسة أنشطة حياته اليومية سريعًا بعد التنظير. وقد يلاحظ الشخص خروج بعض الدم مع أول تبرّز بعد التنظير، وهو أمر طبيعي لا يستدعى القلق، لكنّ استمرار خروج الدم يستوجب استشارة الطبيب، وكذلك استمرار الشعور بألم شديد في البطن أو عند الإصابة بارتفاع حرارة الجسم.

نتيجة التنظير السيني إمّا تظهر سلبية؛ أي إنّ الطبيب لم يجد أيّ تشوهات أو أمورًا غير طبيعية في القولون، أو تبدو نتيجة إيجابية؛ أي وجود أنسجة غير طبيعية في القولون؛ مما يستدعي إجراء مزيد من الفحوصات؛ كتنظير القولون وفحص عينة من الأنسجة للتأكد من طبيعتها[٢].


مخاطر التنظير السيني

التنظير السيني إجراء بسيط لكن قد يصاحبه حدوث بعض المخاطر؛ مثل: الإصابة بنزيف، وثقب القولون، وألم شديد في البطن، والوفاة في حالات نادرة. والنزيف أشهر التعقيدات التي تصاحب التنظير السيني، خاصةً عند إزالة ثآليل القولون، وهو ما يستطيع الطبيب علاجه فور حدوثه أثناء التنظير، لكن قد يصاب الشخص بنزيف رغم ذلك بعد أسبوعين من التنظير. وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب على الفور في حال الإصابة بالحمى، أو ألم شديد في البطن، أو الدوخة، أو الضعف.[٣]


المراجع

  1. Jaime Herndon (2017-5-24), "Sigmoidoscopy"، healthline, Retrieved 2020-5-2. Edited.
  2. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2018-10-25), "Flexible sigmoidoscopy"، mayoclinic, Retrieved 2020-5-2. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Flexible Sigmoidoscopy", niddk,2016-7، Retrieved 2020-5-2. Edited.
  4. "Sigmoidoscopy", cancer,2018-8، Retrieved 2020-5-2. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×