التهاب البنكرياس المزمن دليلك الشامل

تعرف على أهم المعلومات حول التهاب البنكرياس المزمن (Chronic pancreatitis) في هذا المقال:

التهاب البنكرياس المزمن

يعد التهاب البنكرياس المزمن هو التهاب مستمر ومزمن يتميز بتغيرات شكلية لا رجعة فيها، ويؤدي إلى ضعف في قدرة المريض على هضم الطعام وإنتاج هرمونات البنكرياس، وقد يعاني المرضى المصابون بالالتهاب من انخفاض جودة الحياة بسبب الألم.

وغالبًا ما يحدث للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 30-40 عامًا، وهو أكثر شيوعًا عند الرجال منه لدى النساء.

أسباب التهاب البنكرياس المزمن وعوامل الخطر

في حين أن أسباب التهاب البنكرياس المزمن غير معروفة إلى الآن، ولكن تم تحديد عدة عوامل قد تسببه، وأبرزها:

1. الإفراط في شرب الكحول.
2. الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
3. انسداد القناة البنكرياسية أو القناة الصفراوية المشتركة.
4. تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب البنكرياس.
5. طفرة جينية توقف عمل البنكرياس.

أعراض التهاب البنكرياس المزمن

يعاني معظم المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن من عدة أعراض شائعة، وهي:

• ألم في الجزء العلوي من البطن، وقد ينتشر الألم إلى الظهر ويزداد سوءًا مع الأكل أو الشرب.
• الغثيان.
• التقيؤ.
• فقدان الوزن.
• فقدان الشهية.
• اصفرار الجلد والعينين.
• الإسهال.
• براز دهني أو بلون الطين.

تشخيص التهاب البنكرياس المزمن

إليك أبرز طرق التشخيص:

1. اختبارات التصوير

يمكن أن تظهر اختبارات التصوير المتعددة، مثل: التصوير الشعاعي للبطن، والتصوير المقطعي المحوسب التهابًا أو رواسب الكالسيوم في البنكرياس أو تغيرات في قنوات البنكرياس.

2. تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار

يوفر اختبار تصوير القناة الصفراوية والبنكرياس بالمنظار التصور الأكثر دقة، وقد تم اعتباره معيارًا لتشخيص التهاب البنكرياس المزمن، فهو يجمع بين استخدام التنظير الداخلي والتنظير الفلوري لتصوير وعلاج مشكلات القناة الصفراوية والبنكرياس.

3. تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالرنين المغناطيسي

يتم تصوير أنظمة القنوات الصفراوية والبنكرياس، ويعد هذا الإجراء آمن نسبيًا ودقيق إلى حد معقول وسريع ومفيد جدًا في التخطيط للتدخل الجراحي أو بالمنظار.

4. التصوير بالموجات فوق الصوتية

من أبرز الأعراض التي قد يظهرها هذا الفحص لالتهاب البنكرياس المزمن هي وجود الحصوات والخراجات وتمدد في قناة البنكرياس الرئيسية.

5. الخزعة

في بعض الأحيان، يمكن أن تكون أعراض التهاب البنكرياس المزمن مشابهة جدًا لسرطان البنكرياس، لذلك قد يحتاج البعض إلى خزعة حيث أنه يتم أخذ عينة صغيرة من خلايا البنكرياس وإرسالها إلى المختبر لفحصها لاستبعاد ذلك.

علاج التهاب البنكرياس المزمن

من المهم علاج التهاب البنكرياس المزمن بمجرد تشخيصه لأن نوبات الالتهاب المتكررة يمكن أن تسبب ضررًا لا رجعة فيه، ويصبح تخفيف الآلام أقل فعالية، إليك أبرز العلاجات المستخدمة:

1. العلاج بالأدوية

يمكن تخفيف الآلام عن طريق الأدوية، وأبرزها:

• مسكنات الألم مثل: الأسيتامينوفين (Acetaminophen) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen) أو كليهما.
• أدوية أفيونية خفيفة، مثل: الكوديين (Codeine)، حيث أنها تعطى إذا لم تُخفِّف الأدوية السابقة الألم.
• أدوية أفيونية قوية، مثل المورفين (Morphine).

2. تركيب الدعامة

إذا كان هناك تضيق في قناة البنكرياس، يتم وضع أنبوب بلاستيكي يسمى الدعامة في القناة يمكن أن يكون مفيدًا في تخفيف أعراض الألم.

3. الجراحة

عندما يفشل العلاج الطبي في توفير الراحة لمرضى التهاب البنكرياس المزمن، فقد يكون العلاج الجراحي خيارًا، مثل:

• فغر البنكرياس الصائغي الجانبي (Lateral pancreaticojejunostomy)

يمكن أن يؤدي فغر البنكرياس الصائغي الجانبي إلى تخفيف الآلام في ما يصل إلى 80% من المرضى.

• إجراء ويبل (Whipple procedure)

إجراء جراحي آخر يمكن أن يزيل الالتهاب والتكتلات الموجودة على رأس البنكرياس، ومع ذلك فإن هذا الإجراء يزيل الكثير من الأنسجة المهمة، لذلك يتم تنفيذ إجراءات ويبل المعدلة لتوفير المزيد من الأنسجة مقارنة بإجراء ويبل الكلاسيكي، ويمكن أن تكون ناجحة في تخفيف الآلام والعودة إلى النشاط اليومي.

نصائح لمرضى التهاب البنكرياس المزمن

إليك بعض النصائح المهمة:

• يعد اتخاذ التدابير الغذائية لتقليل آثار التهاب البنكرياس أمرًا مهمًا حيث أن البنكرياس يشارك في عملية الهضم، لذلك ينصح بتناول ست وجبات صغيرة بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة في اليوم، ويفضل اتباع نظام غذائي قليل الدسم.
• ينصح باستشارة الطبيب عند الشعور بالقلق والتهيج والاكتئاب، حيث أن الألم المستمر قد يؤدي إلى ذلك.
• ينصح لمرضى التهاب البنكرياس المزمن بالابتعاد عن تناول الكحول لمنع المضاعفات والآثار الجانبية الأخرى.