التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال

كتابة:

التهاب الزّائدة الدّودية

تُعرَف الزائدة الدودية أنّها عبارة عن أنبوب طوله 9 سنتيمتر يمتدّ من الأمعاء الغليظة، ويستطيع الإنسان العيش بدونها من غير حدوث مضاعفاتٍ واضحة، أمّا التهابها يعدّ حالةً طبيةً طارئةً تحتاج جراحةً فوريةً لإزالتها؛ لأنّه في حالة عدم علاجها فإنّ الزائدة الدودية الملتهبة ستنفجر أو تنثقب، وقد تؤدّي إلى التهاب التّجويف البطني، الذي قد يكون قاتًلا مالم يُعالَج باستخدام مضاداتٍ حيوية قويّة.[١]


التهاب الزائده عند الأطفال

التهاب الزائدة الدودية غالبًا ما يصيب المراهقين والشباب في العشرينات من العمر، لكنّها قد يحدث عند الأطفال أيضًا، ففي الولايات المتحدة يتأثر حوالي 80000 طفل كلّ عام، وعادةً ما يحدث هذا بسبب عدوى في البطن انتشرت إلى الزّائدة أو بسبب انسداد فيها، إذ إنّ آلام البطن شائعة جدًا عند الأطفال، إذ إنّ حوالي 9% من زيارات الأطفال للعيادات بسبب آلام البطن، غالبًا لا تكون لأسبابٍ خطيرة أو مهددة للحياة، فقد تكون بسبب وجود عدوى معدية أو معوية أو غازات، وابتلاع الكثير من الهواء، أو الإمساك، أو القلق، أو الحساسية لأنواعٍ معينة من الأطعمة، أو التهاب بكتيري بالحلق.

كما قد يكون وجع البطن لأسبابٍ أكثر خطورةً، خاصّةً إذا كان الألم أكثر حدّةً، أو استمرّ أكثر من يومٍ واحد، فقد يكون بسبب حصى في المرارة، أو قرحة في المعدة، أو التهاب المسالك البولية، أو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية، مثل: داء كرون، أو التهاب القولون التقرّحي، أو الأورام الحميدة أو السرطانية، أو فتق بالأمعاء، أمّا إذا اشتكى الطفل من ألمٍ في منطقة زر البطن وانتشر إلى منطقة أسفل البطن اليمنى، أو كان الألم يزداد مع الحركة أو العطاس أو السّعال أو التّنفس العميق، عندها يجب النظر لاحتمالية وجود التهاب زائدة دودية يحتاج إلى التدخّل الطّبي السريع.[٢]


أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال

تتضمن الأعراض الأولية لالتهاب الزائدة الدودية غالبًا، ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل قليلًا، إضافةً إلى الشعور بالألم في منطقة السرّة أو ما حولها، وقد يُعاني الطفل من ألم خفيف في المعدة، ومع ازدياد الالتهاب وشدته، قد ينتقل الألم إلى الجانب السفلي الأيمن من البطن، ويجب على الأم الانتباه حال معاناة الطفل من أحد هذه الأعراض، التي تتضمن ما يأتي:[٣]

  • ألم متزايد في الجزء الأيمن من أسفل البطن، ومنطقة ما حول السرّة.
  • قلة الشهية وفقدانها.
  • المعاناة من الغثيان أو التقيؤ.
  • المعاناة من الإسهال بكميات صغيرة، واحتواء البراز على مخاط.
  • المعاناة من انتفاخ البطن.


تشخيص التهاب الزائدة عند الأطفال

يبدأ التّشخيص من قبل الطبيب عن طريق معرفة التاريخ المرضي للمريض، ووجود ألم وتشنّج في الجزء الأيمن السّفلي من البطن، والغثيان، والقيء، بالإضافة إلى الحمّى المعتدلة، كذلك قد يطلب الطبيب صورةً بالموجات فوق الصوتية، أو تصويرًا مقطعيًّا للبطن، أو فحص دم لمعرفة وجود التهاب في الجسم أم لا، أو فحص بول لاستبعاد وجود التهابات بولية وتناسلية، إذ لا توجد طريقة تشخيص واحدة دقيقة تدلّ على التهاب الزائدة الدودية، بل يجب على الطبيب جمع كافّة المعلومات عن الحالة واستنتاج ذلك، والعلاج الوحيد لهذه الحالة استئصالها جراحيًا، وفي بعض الحالات التي يكون قد حدث فيها تمزّق يتم إعطاء المضادات الحيوية في البداية، بعدها تتم الجراحة.[٤]


علاج التهاب الزائدة عند الأطفال

تبدأ العملية الجراحية بإعطاء الطّفل تخديرًا لتخفيف الألم وجعله ينام، ثم يقوم الطبيب الجراح باستخدام المنظار وتقنية الكاميرا يتم إدخالها عن طريق عمل جرح بسيط وشق صغير لإخراج الزائدة الملتهبة، ثمّ تجري إزالة الزائدة وغسل السّائل الموجود في التّجويف البطني، وتستغرق هذه العملية عادةً أقلّ من ساعة وتنتهي.[٤]

المدّة المعتادة للإقامة في المستشفى 12إلى 24 ساعةً لحالات التهاب الزائدة الدودية البسيط، وخمسة إلى سبعة أيام لالتهاب الزائدة الدودية المعقد، ويُعطى الطفل مسكنات للألم ومضادات حيوية عن طريق الوريد أثناء الإقامة في المستشفى، ويبدأ بإعطاء غذاء بالتدريج بدايةً السوائل، ثمّ يعود الطّفل إلى النّظام الغذائي العادي بالتدريج، وعندها يستطيع الطفل مغادرة المستشفى بعد التأكد من عدم وجود حمى أو نزيف، وعودة وظائف الأمعاء إلى طبيعتها.[٤]

بعد استئصال الزائدة الدودية، يُنصح بمراجعة الطبيب إذا ظهرت بعض الأعراض الآتية: زيادة الألم في البطن، أو زيادة الألم والاحمرار في منطقة الجرح، أو القيء غير المسيطر عليه، أو الشعور بالتعب، أو الضعف، أو الدوخة، أو الحمّى، أو وجود دم في البول، أو خروج قيح من مكان جرح العملية، وللأسف لا توجد طريقة تمنع حدوث التهاب الزائدة الدودية أو تقي منه، لكن قد تكون أقلّ شيوعًا عند الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الخضروات، والفاكهة الطازجة.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب "Appendicitis", webmd, Retrieved 15-2-2019.
  2. "Appendicitis in Children: Signs, Symptoms, and More", everydayhealth, Retrieved 15-2-2019.
  3. "Appendicitis", www.kidshealth.org, Retrieved 19/7/2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Appendicitis in Children: Living With", clevelandclinic, Retrieved 15-2-2019.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×