محتويات
التهاب الشفة
امتلاك شفتين سليمتين يعدّ من السِّمات الجماليّة التي تُشعِر الفرد بثقةٍ في النفس عند مواجهته الآخرين والحديث معهم، وكحال باقي أجزاء الجسم، قد تتعرَّض الشفتين للالتهاب أحيانًا، حيث يعبِّر التهاب الشفة (Cheilitis) عن حالة التورم والالتهاب المزمنة أو الحادّة التي تُصيب الشفة، وقد تشمل أجزاء الجلد المُحيطة بها، والأغشية المخاطيّة المبطِّنة لها في داخل الفم، لتبدو الشفاه الملتهبة مُحمرّة، ومقشَّرة، ومشقَّقة، وتُثير الألم.[١][٢]
أسباب التهاب الشفة
يوجد أنواع مختلفة من التهاب الشفة التي صُنِّفت اعتمادًا على أسباب وعوامل الإصابة، وبكل الأحوال، يبقى الطبيب الشخص المسؤول عن تشخيص سبب التهاب الشفة، وتحديد العلاج الملائم بعيدًا عن التكهنات، ونذكر في الآتي أسباب التهاب الشفة لكل نوع من أنواعها، والتي ربما يكون هناك غيرها غير مذكور في المقال:
إكزيما الشفة
تُعرَف بأنها رد الفعل التحسُّسي الذي قد يُصيب الشفة، فيسبِّب التهابها، والذي يحدث عادةً لأسباب مجهولة، ولكنْ ربما يرتبط حدوثه بوجود تاريخ عائلي للإصابة بالإكزيما، أو حدوث التهيّج في الشفتين لأسباب وعوامل أخرى، منها الآتي:[٣]
- التعرض لحبوب اللقاح.
- زيادة حساسية الشفاه للحرارة أو البرودة.
- التدخين.
- تناول أنواع معيّنة من الطعام.
- التلامس مع فرو الحيوانات.
- الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي.
- قضم أو لعق الشفتين باستمرار.
- استخدام أنواع معينة من أحمر الشفاه.
- استخدام أنواع معينة من الأدوية.[٤]
- التعرض لمنتجات المطاط.[٤]
- التعرض للعطور والروائح.[٤]
التهاب الشفة الزاوي
من اسمه، يظهر التهاب الشفة الزاوي (Angular Cheilitis) في زوايا الفم، في أحد جانبيه أو في كليهما، ورغم وجود بعض الحالات مجهولة السبب، تعدّ العدوى الفطريَّة السَّبب الأكثر شيوعًا لحدوث التهاب الشفة الزاوي بفضل توفر الرطوبة والحرارة في زوايا الفم، ولكنَّه قد يحدث أيضًا لأسباب أخرى، منها:[٥]
- الإصابة بأنواع معينة من العدوى البكتيريّة.
- نقص فيتامين ب2.
وتزداد خطورة الإصابة بالتهاب الشفة الزاوي لوجود عوامل عِدة، من أبرزها ما يأتي:[٥]
- تركيب أطقم الأسنان.
- كثرة اللعاب في الفم.
- تكسر الأسنان.
- التدخين.
- نقص العناصر الغذائيّة في الجسم.
- تدلي الجلد حول الفم بسبب نزول الوزن أو التقدم بالعمر.
التهاب الشفة السفعي
يعرف التهاب الشفة السفعي (Actinic cheilitis) بأنّه الالتهاب الذي يظهر على صورة جفاف وزيادة في سُمك البشرة على الحدود الفاصلة بين الشفاه والبشرة في الوجه، ورغم أنَّها لا تعدّ حالة سرطانية، فهي قد تكون من الحالات السابقة للسرطان، ومن الأسباب والعوامل التي تساهم في حدوثها نذكر الآتي:[٦]
- الإصابة بالحروق الشديدة في البشرة بسبب أشعة الشمس.
- التعرض المزمن لأشعة الشمس، الذي يزيد من احتمالية حدوث تلف النسيج.
- امتلاك بشرة فاتحة.
- العمل في الوظائف التي تستدعي التواجد خارج المباني.
- الإصابة باضطرابات المناعة أو استخدام الأدوية المثبطة للمناعة.
- الإفراط في تناول المشروبات الكحوليّة.
- الإصابة بالحكاك السفعي (Actinic prurigo)، وهي من المشكلات النادرة التي تظهر على صورة فرط حساسيّة في الجلد وتلفه عند التعرُّض لأشعة الشمس.
- العيش في البيئات الصحراوية، أو الاستوائية.
أنواع نادرة
ومن الأنواع النادرة لالتهاب الشفة والتي تحدث لأسباب مختلفة، نذكر الآتي:[٤]
- التهاب الشفة الغدي (Glandular cheilitis): قد يكون ناجمًا عن التعرض لأشعّة الشمس، أو التدخين، أو قضم الشفتين.
- التِهاب الشفة التقشري (Cheilitis exfoliativa): قد يكون مرتبط بلعق الشفتين وقضمها باستمرار.
- التهاب الشفاه الميشر (Meischer's cheilitis): يعتقد الخبراء بأنَّ سبب الإصابة بهذا النوع يعود إلى اجتماع عوامل عِدة؛ كالجينات، والعدوى، وحساسية الطعام، وغيرها.
أعراض مصاحبة لالتهاب الشفة
يُصاحب التهاب الشفة بأنواعه ظهور أعراض عديدة، بعضها متشابه والقليل منها يميّز حالات معيّنة، وهنا يكمن دور الطبيب في تشخيص سبب التهاب الشفة وتحديد كيفية التعامل معه، بعيدًا عن التخمينات والتوقعات، ونذكر في الآتي بعض من هذه الأعراض:[٣]
- ظهور الاحمرار أو الطفح الجلدي.
- الحكة.
- تقشر الشفاه.
- جفاف الجلد.
- الشعور بالألم.[٥]
- نزول الدم من الشفة.[٥]
- تورم الشفاه.[٥]
- ظهور القشور في زوايا الفم، والذي يحدث في حالة التهاب الشفة الزاوي.[٥]
- تغير لون الشفاه.[٦]
- ظهور طبقة من الكيراتين السميكة على الشفة؛ وهي من الأعراض النادرة التي قد تصاحب حالات التِهاب الشفة التقشري.[٤]
- زيادة سماكة الشفة السفليّة، وظهور الحفر الصغيرة فيها، والذي قد يظهر في حالة التهاب الشفة الغدي.[٤]
طرق تشخيص التهاب الشفة
عند مراجعة الطبيب لتشخيص سبب التهاب الشفة، فإنَّه عادةً ما يتبع مجموعة من الخطوات في ذلك، ونذكر في الآتي أبرزها:[٤]
- أخذ التاريخ الطبي المفصَّل للمصاب، والذي يتضمّن نوع الأطعمة التي تناولها والمستحضرات المستخدمة.
- إجراء الفحص الجسدي، وفحص الفم والشفتين.
- أخذ مسحة من الشفاه للكشف عن العدوى.
- اختبار الرقعة (Patch testing)، الذي يُستخدَم لتشخيص الإصابة بالتهاب الشفة التحسُّسي التماسي.
- الخزعة، وفيه تؤخذ قطعة صغيرة من نسيج الشفة لفحصها تحت المجهر في المختبر.
طرق علاج التهاب الشفة
بعد تشخيص الطبيب لسبب الإصابة بالتهاب الشفة، فإنّه يضع الخطة العلاجيَّة الملائمة، ونذكر فيما يأتي بعض طرق علاج التهاب الشفة بناءً على سبب الإصابة بها:
- علاج إكزيما الشفة: عادةً ما يوصِي الطبيب في هذه الحالة بالحفاظ على ترطيب الشفاه بالكريمات والمراهم المناسبة، وربما يصف الآتي:[٣]
- الكريمات التي تحتوي على الكورتيزون لتخفيف الالتهاب في الحالات الشديدة التي تعيق تناول الطعام.
- الأدوية المضادة للهستامين لتخفيف الحكّة.
- المضادات الحيوية، في حالات حدوث العدوى.
- الكريمات التي تصرف بوصفة طبية، فتساعد على تعافي البشرة، ومنع التهابها.
- علاج التهاب الشفة الزاوي: بالإضافة إلى الحفاظ على جفاف المنطقة، قد يوصي الطبيب بالآتي:[٥]
- الكريمات التي تحتوي على مضادّ للفطريات، وذلك في حالات العدوى الفطرية، ومن الأمثلة عليها: كيتوكونازول (Ketoconazole)، ونيستاتين (Nystatin).
- كريمات ومراهم تحتوي على مضاد حيوي في حالات العدوى البكتيرية، ومن الأمثلة عليها: حمض الفوسيديك (Fusidic acid)، ميوبيروسين (Mupirocin).
- وضع الفازلين على مكان الالتهاب لحماية الشفتين من الرطوبة، والمساعدة في تعافي الالتهاب.
- علاج التهاب الشفة السفعي: تتمثَّل أهم التوصيات التي يوصِي بها الطبيب في هذه الحالة بتجنب التعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان، بالإضافة إلى ترطيب الشفة، وشرب كميات كافية من السوائل، كما توجد مجموعة من العلاجات التي يصفها الطبيب المختص في حالات معينة، وربما تكون هناك خيارات أخرى مطروحة في الحالات الشديدة، منها:[٦]
- الكي الكهربائي (Electrocautery)؛ حيث يُستخدم التيار الكهربائي لإزالة البقع غير الطبيعيَّة عن البشرة.
- العلاج بالتبريد (Cryotherapy)، وفيه تُعرَّض البقع المصابة للتجميد.
- العلاج بالليزر، الذي يُستخدم فيه الليزر لإزالة الطبقة الخارجية من البشرة المصابة بالتلف.
- اِسْتِئْصالُ حافَةِ الشَّفَة (Vermilionectomy)، وفيها تزال الطبقة الخارجية من الشفة جراحيًّا.
المراجع
- ↑ Christen Mowad, "Cheilitis", uptodate. Edited.
- ↑ "Chapped Lips (Cheilitis): Symptoms & Signs", medicinenet, Retrieved 17/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Jennifer Purdie (21/2/2017), "How To Handle Eczema on Your Lips", healthline, Retrieved 17/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Colleen Doherty, "An Overview of Cheilitis", verywellhealth, Retrieved 17/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Angular Cheilitis", webmd, Retrieved 17/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Jennifer Huizen (28/8/2017), "What's to know about actinic cheilitis?", medicalnewstoday, Retrieved 17/2/2021. Edited.