التهاب الطرق الصفراوية

كتابة:
التهاب الطرق الصفراوية

ما هي القنوات الصفراوية؟

تُعدّ القنوات الصفراوية (Bile Duct) أحد أجزاء الجهاز الهضمي في جسم الإنسان، وهي أنابيب ناقلة تنقل العصارة الصفراوية الهاضمة من المرارة إلى الأمعاء الدقيقة عند تناول الطعام، وينتج الكبد العصارة الصفراوية التي تنتقل إلى المرارة حيث تُخزَن إلى حين الحاجة إليها، لتنتقل بعدها عبر القنوات الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة، فتُساعد العصارة الصفراوية على هضم الدهون.

كغيرها من أجزاء الجسم المختلفة تتعرّض القنوات الصفراوية للعديد من الأمراض التي يمكن أن تؤثر في كفاءة عملها، وينتج عن ذلك حدوث خلل في عملية الهضم، ومن ذلك التهاب القنوات الصفراوية الذي سنتحدث عنه في هذا المقال.[١]


ما هو التهاب القنوات الصفراوية؟

يُعدّ التهاب القنوات الصفراوية (Cholangitis) واحدًا من أمراض الكبد المتنوعة، وهو حالة التهابية تتسبّب بتورم القنوات الصفراوية واحمرارها وتهيّجها، مما قد يُسبّب انسدادها، أو انخفاض كفاءتها في عملية نقل العصارة الصفراوية، بالتالي يمكن أن تعود العصارة إلى الكبد بدلًا من وصولها إلى المرارة أو الأمعاء الدقيقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تلف الكبد وحدوث مشكلات أخرى.

تجدر الإشارة إلى أنّ التهاب القنوات الصفراوية يمكن أن يكون مزمنًا؛ أي يتطوّر ببطء مع مرور الوقت، لتظهر الأعراض خفيفةً تتفاقم مع مرور الوقت، ويمكن أن تستمر بالتطوّر على مدى 5-20 سنةً، أو قد يكون الالتهاب حادًا يظهر فجأةً، وغالبًا ما تظهر الأعراض على مدى مدة زمنية قصيرة، كما يمكن أن يكون التهاب القنوات الصفراوية بسيطًا، أو شديدًا وخطيرًا، وقد يكون مهددًا للحياة في بعض الأحيان.[٢]


ما أسباب الإصابة بالتهاب القنوات الصفراوية وعوامل الخطر؟

تحدث معظم حالات التهاب القنوات الصفراوية نتيجة انسداد القنوات الذي غالبًا ما يحدث بسبب حصوات المرارة أو الترسبات التي تؤثر في القنوات الصفراوية، كما يوجد العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، منها ما يأتي:[٣][٤]

  • بعض الأنواع من أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب القنوات الصفراوية المصلب الأولي (primary sclerosing cholangitis).
  • الإجراءات الطبية الحديثة التي تُجرى في منطقة القنوات الصفراوية، مثل تضيق القناة الذي قد يحدث بعد الجراحة.
  • العدوى، بما في ذلك العدوى الطفيلية، أو العدوى البكتيرية، أو نتيجة ارتجاع البكتيريا من الأمعاء الدقيقة.
  • إجراء بعض الفحوصات الطبية لتشخيص أمراض الكبد والمرارة، مثل عمليات التنظير التشخيصية، التي تتضمّن إدخال المنظار الطبي في القنوات الصفراوية.
  • الأورام بأنواعها الحميدة والسرطانية.
  • التشوهات الخَلقية للقنوات الصفراوية، كحالات التضيق الخلقي.
  • جلطات الدم.
  • تضخم البنكرياس.

أما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب القنوات الصفراوية فتتضمن الآتي:[٣][٤]

  • وجود تاريخ مرضي سابق من الإصابة بحصوات المرارة.
  • الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل: التهاب القولون التقرحي، أو داء كرون.
  • بعض أنواع العدوى الفيروسية، مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.


ما أعراض التهاب القنوات الصفراوية؟

تتسبّب حالات التهاب القنوات الصفراوية بظهور العديد من الأعراض، التي تختلف في نوعها، وشدّتها، ووقت حدوثها بين المصابين، ومن أهمها ما يأتي:[٣][٥]

  • ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
  • اليرقان، الذي يتمثّل باصفرار الجلد والعينين.
  • التعب الجسدي العام، والإرهاق، والخمول.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الحمّى، والقشعريرة.
  • الغثيان والاستفراغ.
  • البراز الدهني، أو البراز بلون الطين.
  • التغيرات في اليقظة.
  • ألم في العظام، أو العضلات، أو المفاصل.
  • تراكم السوائل في البطن بسبب فشل الكبد.
  • ظهور الرواسب الدهنية، وهي أورام صفراء تظهر على الجلد المحيط بالعينين أو الجفون، كما يمكن أن تظهر في تجاعيد راحتي اليد، أو القدمين، أو الركبتين.
  • فرط التصبغ، الذي يتمثّل باسمرار الجلد غير الناتج من التعرّض للشمس.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الجسم.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • فقدان الوزن.


كيف يتم تشخيص التهاب القنوات الصفراوية؟

يمكن تشخيص حالات الإصابة بالتهاب القنوات الصفراوية عن طريق إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية والمخبرية، من ضمنها:[٦][٧]

  • الفحص البدني: الذي يتضمّن فحص الأعراض التي يُعاني منها المريض وتقييمها.
  • اختبارات الدم: بما في ذلك فحص تعداد الدم الكامل (CBC)، الذي يبين تعداد خلايا الدم البيضاء، فغالبًا ما يحدث ارتفاع في تعدادها في حال الإصابة بعدوى، واختبارات وظائف الكبد؛ للتحقّق من كفاءة عمله، بالإضافة إلى فحص زراعة الدم؛ للتحقّق من وجود عدوى دموية، وفحص مستوى البيليروبين.
  • فحوصات التصوير: توجد مجموعة متنوعة من فحوصات التصوير التي تُجرى للتأكد من سلامة القنوات الصفراوية، والتحقق من انسدادها أو التهابها، ومن ضمن هذه الفحوصات ما يأتي:
    • تصوير الأقنية الصفراوية عن طريق الجلد (PTC)، الذي يتمّ عن طريق إدخال إبرة عبر الجلد إلى الكبد، وحقن صبغة خاصة في القنوات الصفراوية؛ لتسهيل رؤيتها باستخدام الأشعة السينية.
    • تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP)، الذي يتضمّن إدخال المنظار الطبي من الفم مرورًا بالمريء والمعدة، وصولًا إلى الأمعاء الدقيقة، وحقن الصبغة في القنوات الصفراوية، وتصوير المنطقة بالأشعة السينية، ويُستخدم هذا الفحص لإيجاد المشكلات في الكبد، والمرارة، والقنوات الصفراوية، والبنكرياس وعلاجها.
    • الأشعة المقطعية (CT scan)، التي يمكن أن تساعد في تحديد سبب الانسداد في القنوات الصفراوية.
    • تصوير البنكرياس والأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي (MRCP)، الذي غالبًا ما يُستخدم للبحث عن أي مشكلات في منطقة البطن.
    • التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)، الذي يُوفر صورًا للأعضاء الداخلية على شاشة الحاسوب باستخدام موجات صوتية عالية التردد، ويُستخدم لرؤية الأعضاء في البطن وفحصها، مثل: الكبد، والطحال، والمرارة، كما يُستخدم للتحقق من تدفق الدم عبر الأوعية المختلفة.


كيف يتم علاج التهاب القنوات الصفراوية؟

يختلف علاج التهاب القنوات الصفراوية باختلاف نوعه إذا كان التهابًا مزمنًا أو حادًا، وهذا يُعزى إلى اختلاف أسباب حدوثه، كما يعتمد العلاج على وقت التشخيص ومدى تقدم المرض، مع العلم أنّ كلا النوعين من الالتهاب الحاد والمزمن يمكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفاتٍ خطرة ما لم يتمّ علاجهما أو في حال التأخر في العلاج، فكلما كان التشخيص مبكرًا كان العلاج أسهل وفرص حدوث المضاعفات أقل، ويمكن معالجة حالات التهاب القنوات الصفراوية باستخدام العلاجات الآتية:[٢]

  • المضادات الحيوية، بما في ذلك البنسلين (Penicillin)، أو السيفترياكسون (Ceftriaxone)، أو الميترونيدازول (Metronidazole)، أو السيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin)، وغالبًا ما تُستخدم هذه المضادات الحيوية مدّة 10 أيام.
  • الإجراءات الطبية التي تتطلّب المكوث في المستشفى، مثل: تلقّي السوائل الوريدية، أو تصريف القنوات الصفراوية.
  • دواء حمض أورسوديوكسيكوليك (ursodeoxycholic acid)، الذي يُستخدم لحماية الكبد عن طريق تحسين تدفق الصفراء، ولا يمكنه معالجة الالتهاب نفسه في القنوات الصفراوية، وغالبًا ما يُستخدم هذا الدواء في حالات الالتهاب الحاد.
  • العلاج بالمنظار، الذي يتضمّن استخدام بالون خاص لفتح القنوات وزيادة تدفق الصفراء، الأمر الذي يساعد على تخفيف الألم والأعراض.
  • العلاج عن طريق الجلد، وهو شبيه بالعلاج بالمنظار، لكنّه يتم عن طريق الجلد.
  • الجراحة؛ لوضع دعامات أو شبكات لفتح القنوات الصفراوية أو تصريفها، أو لإزالة الجزء المسدود من القناة الصفراوية.
  • زراعة الكبد، التي تُستخدم لعلاج الحالات المتقدمة والخطيرة، وتتضمّن التخلّص من الكبد التالف، وزراعة كبد جديد أو جزء منه من متبرع مطابق.
  • التدابير المساعدة على التحكُّم بمستويات ضغط الدم، إذ يُعاني العديد من المصابين بالتهاب القنوات الصفراوية من ارتفاع ضغط الدم البابي (portal hypertension)؛ أي ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي المسؤول عن نقل الدم من الجهاز الهضمي إلى الكبد.
  • مكملات الكالسيوم وفيتامين (د)؛ لتحسين كثافة العظام وتعزيز قوتها.
  • إدارة الأعراض، ومراقبة وظائف الكبد، وإجراء الفحوصات الدورية.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يُنصح بمراجعة الطبيب فور الشعور بأحد أعراض التهاب القنوات الصفراوية سابقة الذكر؛ وذلك لتشخيص الحالة، والبدء بالعلاج المناسب في الوقت المناسب، ومنعًا لحدوث المضاعفات التي يمكن أن تكون خطيرةً في بعض الحالات.[٦]


المراجع

  1. "Bile Duct Diseases ", medlineplus, Retrieved 2020-7-26. Edited.
  2. ^ أ ب "What Is Cholangitis and How’s It Treated?", healthline, Retrieved 2020-7-26. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Cholangitis", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-7-26. Edited.
  4. ^ أ ب "Cholangitis", muschealth, Retrieved 2020-7-26. Edited.
  5. "Primary biliary cholangitis", mayoclinic. Edited.
  6. ^ أ ب "Cholangitis", medlineplus, Retrieved 2020-7-26. Edited.
  7. "Cholangitis", urmc, Retrieved 2020-7-26. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×