التهاب العمود الفقري

كتابة:
التهاب العمود الفقري

العمود الفقري

هو سلسلة عظمية طويلة مكوّنة من حوالي 33 عظمة تسمّى الفقرات، وتُفصَل هذه الفقرات عن بعضها عن طريق ما يسمّى الأقراص الفقرية، وتتوافق فقرات العمود الفقري مع بعضها لتشكّل عمودًا صلبًا ومرنًا في الوقت ذاته، ويقسّم العمود الفقري خمس مناطق مختلفة؛ هي: فقرات العنق، وفقرات منطقة الصدر، والفقرات القطنية، وفقرات منطقة العجز، والفقرات العصعصية، وتتميز كل منطقة بهيكل فقري مختلف لتؤدي وظيفتها على أكمل وجه، وللعمود الفقري مجموعة كبيرة من الوظائف الحيوية الهامّة جدًا لصحة الجسم وسلامته، ومن ضمن هذه الوظائف[١]،[٢]:

  • الحماية، إذ يُغطّي العمود الفقري الحبل الشوكي ويحميه داخل القناة الشوكية.
  • الدعم، فهو يحمل وزن الجسم كاملًا تقريبًا فوق الحوض.
  • المحور، إذ يشكّل المحور المركزي للجسم.
  • الحركة، فهو رغم صلابته مرن جدًا، مما يسهّل حركة الجسم.


التهاب العمود الفقري

يتعرّض العمود الفقري للكثير من الإصابات والالتهابات التي قد تؤثر في حركة المريض؛ وذلك نتيجة الضغط الكبير الواقع على فقرات العمود الفقري، إذ إنّها تحمل وزن الجسم العلوي كاملًا، مما يُسبب ضغطًا كبيرًا عليها. وقد تُصاب جميع فقرات العمود الفقري بحالات الالتهاب، إلا أنّ الفقرات القطنية الواقعة أسفل الظهر في قاعدة العمود الفقري هي أكثر الفقرات تعرّضًا للالتهابات؛ وذلك نتيجة حملها للوزن الثقيل للجسم. وتُعّد التهابات العمود الفقري من التهابات المفاصل التي تُسبّب آلامًا شديدة للمريض، وبعضها قد يتطور ويُسبب انحناءً في الظهر، ويؤثر في حركة المريض، وعادةً ما تظهر حالات التهاب العمود الفقري تدريجيًا، وتُطوَّر في حال عدم علاجها، وقد تصيب جميع الأفراد من جميع الفئات العمرية، إلا أنّها أكثر شيوعًا لدى الأفراد في عمر الشباب. وقد تُؤثر التهابات العمود الفقري في أربطة العمود الفقري، والمفاصل الأخرى في الجسم؛ كمفاصل الكتفين، والأضلاع، والمفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين، وقد تتسبّب بعض حالات الالتهاب طويلة الأمد، والالتهابات الشديدة في تشكيل عظام جديدة، إذ تندمج بعض عظام العمود الفقري بمرور الوقت مسببةً تصلب العمود الفقري، الذي يؤدي إلى الشعور بآلام مبرحة للمريض، وفقدان القدرة على تحريك بعض الأجزاء من الجسم، وقد يُساعد التشخيص المبكّر في معالجة الالتهاب، أو منع تطوره باستخدام العديد من الأدوية والأساليب العلاجية المختلفة[٣]


أسباب التهاب العمود الفقري

هناك مجموعة واسعة من الأسباب التي قد تُساهم في التسبب في التهابات العمود الفقري، ومن ضمنها[٤]،[٥]:

  • الوراثة وتاريخ العائلة المرضي، إذ تزيد فرصة الإصابة بالتهابات العمود الفقري في حال وجود حالات إصابة سابقة في العائلة.
  • الإصابات المفاجئة؛ كالتعرّض لحادث سيارة، أو التعثر، أو السقوط.
  • الحَمل، إذ تُبسَط بعض المفاصل وتُمدَّد لتتحمل الولادة الطبيعية، وقد يتسبّب الوزن المُضاف خلال الحمل في إجهاد إضافي على تلك المفاصل.
  • التهاب المفاصل، حيث انتقال الالتهاب من بعض المفاصل الأخرى إلى العمود الفقري.
  • العدوى، وهي من الحالات نادرة الحدوث.
  • العمر، إذ تظهر معظم حالات التهاب العمود الفقري في سن الشباب في عمر ما بين العشرين والأربعين.
  • الجنس، حيث التهابات العمود الفقري أكثر شيوعًا بين الذكور بثلاثة أضعاف.


أعراض التهاب العمود الفقري

يصاحب حالات التهاب العمود الفقري ظهور مجموعة من الأعراض التي تتراوح في شدّتها ما بين خفيفة إلى شديدة، وقد تتناوب مراحل ظهور الأعراض مع مراحل لا تظهر فيها الأعراض، ومن بين هذه الأعراض:[٥]،[٦]:

  • تصلب في منطقة الالتهاب في العمود الفقري والشعور بألم فيها، لا سيّما آلام منطقة أسفل الظهر في الصباح عند الاستيقاظ.
  • الانصهار العظمي، إذ يتسّبب التهاب العمود الفقري في نمو مفرط للعظام، مما قد يؤدي إلى انضمام غير طبيعي للعظام مع بعضها.
  • ألم في الأوتار المرتبطة بالعظام.
  • فقدان الشهية.
  • ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
  • فقدان الوزن.
  • التعب العام، والإعياء.
  • فقر الدم، أو انخفاض الحديد.


علاج التهاب العمود الفقري

يُساهم العلاج المُبكّر لحالات التهاب العمود الفقري في تخفيف الأعراض المُصاحبة له، وقد يبطئ المضاعفات المحتملة أو حتى يوقفها، وهناك العديد من الخيارات العلاجية للتعامل مع حالات الالتهاب، ويعتمد علاج التهاب العمود الفقري على السبب الكامن وراء حدوث الالتهاب، وحدّة الأعراض المصاحبة له، والحال الصحية العامّة للمريض، ودرجة خطورة الحال المرضية، وتعتمد الخطة العلاجية في مُعظم حالات التهاب العمود الفقري على تناول المسكّنات لتخفيف الألم، بالإضافة إلى الأدوية العلاجية المُضادّة للالتهابات التي تُستخدم في إدارة الألم والالتهابات، وعادةً ما تكون هذه الأدوية طويلة المفعول، وهي آمنة بشكل عام مع القليل من المضاعفات، وفي حال فشل الأدوية المُضادّة للالتهاب في تخفيف الألم والالتهاب يُلجأ إلى استخدام أنوع أُخرى من الأدوية؛ كمثبطات عامل نخر الورم (TNF)، التي تعمل وفق مبدأ إبطاء تقدُّم المرض في الجسم، وتفادي تفاقم الأعراض.[٥]


المراجع

  1. William C. Shiel, "Medical Definition of Vertebral column"، medicinenet, Retrieved 2019-4-27. Edited.
  2. "The Vertebral Column", teachmeanatomy, Retrieved 2019-4-27. Edited.
  3. William C. Shiel, "Medical Definition of Spondylitis"، medicinenet, Retrieved 2019-4-27. Edited.
  4. "Sacroiliitis", mayoclinic, Retrieved 2019-4-28. Edited.
  5. ^ أ ب ت Andrea Wodele,Winnie Yu (2018-6-15)، "Ankylosing Spondylitis"، healthline, Retrieved 2019-4-28. Edited.
  6. "Arthritis and Ankylosing Spondylitis", webmd, Retrieved 2019-4-28. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×