التهاب القصبات عند الأطفال

كتابة:

الجهاز التنفسي

يُعَدّ الجهاز التنفسي واحدًا من أهم الأجهزة في الجسم؛ إذ إنّه المسؤول عن استنشاق الأكسجين وتنقيته، ويجرى بعد ذلك توصيله إلى باقي أجزاء الجسم ليؤدي وظائفه الحيوية بكفاءة عالية، بالإضافة إلى أنه يُخَّلص الجسم من ثاني أكسيد الكربون، ويمنع تراكمه في الجسم، ويُكوّن الجهاز التنفسي من مجموعة من الأعضاء، ومنها: الأنف، والقصبات الهوائية، والرئتان، وتعمل جنبًا إلى جنب لتنتهي بتزويد الجسم بالكميات الكافية من الأكسجين، وتخليصه من ثاني أكسيد الكربون، وبما أنّ الجهاز التنفسي هو المستقبل الأول للهواء المُحمّل بالأُكسجين، فإنّه يكون عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض والالتهابات بسبب ما يحمله الهواء من فيروسات، وبكتيريا، وغيرها من المُهّيجات [١].


التهاب القصبات الهوائية عند الأطفال

تُعدّ القصبات الهوائية الممرات التنفسية الواصلة بين أعضاء الجهاز التنفسي العلوي والرئتين؛ فهي الممرات التي تحمل الهواء من الرئتين وإليها، وتكون القصبات الهوائية عرضة للإصابة بالعدوى والالتهابات نتيجة التعرض المباشر لمسببات الأمراض المحمولة في الهواء، فقد تُصاب القصبات الهوائية بالالتهابات المختلفة، وهي حالات مرضية تتسبب في تهيُّج بطانة القصبات الهوائية والتهابها، مما يؤدي إلى تجمُّع المواد المخاطية (البلغم) فيها، مؤدية إلى صعوبة التنفس، وانخفاض القدرة على إيصال الهواء المحمّل بالأكسجين إلى الرئتين، أو إخراج ثاني أكسيد الكربون، وقد يُصاب الطفل بالتهاب القصبات الهوائية نتيجة الإصابة بنزلات البرد، أو تفاعلات الحساسية تجاه بعض المهيجات، أو أية عدوى أخرى في الجهاز التنفسي، والعدوى الفيروسية هي أكثر الأنواع شيوعًا لدى الأطفال، وقد يكون التهاب القصبات الهوائية حادًا يحدث بسبب عدوى فيروسية، ويتعافى الطفل منه في غضون أيام، أو يكون التهابًا مزمنًا يحدث نتيجة عوامل بيئية مُهيجة أو مرض طويل الأمد[٢]،[٣]. وجميع الأطفال مُعَّرضون للإصابة بالتهاب القصبات الهوائية، إلّا أنّ هناك فئة من الأطفال تكون فرصة إصابتهم به أكثر من غيرهم، وهم الأطفال الذين يعانون من[٤]:

  • التهاب الجيوب الأنفية المزمن.
  • تضخم اللوزتين، واللحميات.
  • الحساسية.
  • الربو.
  • التعرض للتدخين السلبي.


أعراض التهاب القصبات الهوائية

نظرًا لأنّ معظم حالات التهاب القصبات الهوائية لدى الأطفال تظهر أثناء التعرض لنزلة برد أو بعده؛ قد تظهر أعراض البرد أولًا على الطفل، التي تشتمل على التهاب الحلق، والتعب العام، وسيلان الأنف، والقشعريرة أو الحمى الخفيفة، وبما أن الطفل لا يستطيع إخبار الأهل بما يؤلمه وبما يشعر بالتحديد، يمكن للأهل تمييز أنّ طفلهم مصاب بالتهاب القصبات الهوائية عن طريق مجموعة من الأعراض، ومنها[٣]،[٤]:

  • السعال، الذي غالبًا ما يكون جافًا في البداية، لكنه يتحول إلى سعال مصاحَب بمخاط سميك (البلغم).
  • التقيؤ أثناء السعال.
  • ضيق في التنفس، والصفير أثناء التنفس.
  • وجع في الصدر واحتقان، أو ضيق في الصدر.
  • ألم في الرأس (الصداع).
  • آلام خفيفة في الجسم، خاصة في الظهر والعضلات.
  • التهاب الحلق، وسيلان الأنف.
  • التعب، والانزعاج العام.
  • الحمى الخفيفة.
  • القشعريرة.


أسباب التهاب القصبات الهوائية

تحدث حالات التهاب الشعب الهوائية عند الأطفال بسبب تعرض الطفل لعوامل مُهيجة، ومنها[٥]، [٤]:

  • التعرض لبعض العوامل المُعدية؛ مثل: البكتيريا أو الفيروسات، والعدوى الفيروسية هي الأكثر شيوعًا للتسبب في التهاب القصبات لدى الأطفال.
  • انتقال العدوى من أجزاء أخرى في الجسم، ومنها: الأنف، والفم، والحلق.
  • استنشاق بعض المواد الكيميائية المُهيجة؛ مثل: أدخنة السجائر، وأدخنة السيارات، ومواد التنظيف.
  • التعرض لمهيجات تفاعلات الحساسية؛ مثل: الغبار، والأبخرة القوية.
  • نزلات البرد.


تشخيص التهاب القصبات الهوائية عند الأطفال وعلاجه

يشخّص مرض التهاب القصبات الهوائية عند الأطفال اعتمادًا على الفحص البدني، والتاريخ المرضي للطفل، وبعض الفحوصات الطبية الدقيقة، بالإضافة إلى إجراء بعض الفحوصات المخبرية لاستبعاد أمراض أخرى؛ مثل: الالتهاب الرئوي، أو الربو، ومن ضمن الإجراءات التشخيصية المستخدمة في تشخيص مرض التهاب القصبات[٥]:

  • الأشعة السينية للصدر.
  • اختبار تحليل غازات الدم الشرياني.
  • فحص البلغم وتفريعات الأنف، لتحديد وجود عدوى أو لا.
  • اختبارات وظائف الرئة.

وبعد تشخيص الحال بأنها التهاب القصبات الهوائية يحدد العلاج المناسب، الذي من شأنه أن يُخفّف الأعراض، ويُحسّن من نوعية حياة الطفل، ويعتمد العلاج على عمر الطفل، وصحته العامة، وشدة الأعراض، ومدى خطورة الحال، إذ يوجد العديد من الخيارات العلاجية للتحكم بالالتهاب، وتخفيف الأعراض المُصاحبة له، ومن الجدير بالذكر أنّ التهاب القصبات الهوائية عادةً ما يكون فيروسيًا؛ أي لا نفع لاستخدام المضادات الحيوية، بل يمكن أن تُسبب أضرارًا أكبر عن طريق التسبب في آثار جانبية؛ مثل: الطفح الجلدي، أو الإسهال، أو زيادة خطر تعرض الطفل لمقاومة المضادات الحيوية، لكن في حال أثبتت الفحوصات المخبرية وجود عدوى بكتيرية يوصف المضاد الحيوي عن طريق الطبيب المختص. وعادةً ما توصف الأدوية المُوسعة للقصبات التي تُعطى من خلال جهاز الاستنشاق أو أجهزة البخاخات التنفسية، التي تساعد في فتح القصبات الهوائية، وتخفيف المخاط المُراكم فيها، وبالتالي تحسين عملية التنفس لدى الطفل، بالإضافة إلى أدوية السعال، ومسكنات الآلام، والأدوية الخافضة للحرارة[٣]،[٤].


المراجع

  1. Kim Ann Zimmermann (2018-2-12), "Respiratory System: Facts, Function and Diseases"، livescience, Retrieved 2019-4-11. Edited.
  2. "Bronchitis", mayoclinic, Retrieved 2019-4-11. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Bronchitis in toddlers", babycenter, Retrieved 2019-4-11. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Acute Bronchitis in Children", rochester, Retrieved 2019-4-11. Edited.
  5. ^ أ ب "Acute Bronchitis in Children", stanfordchildrens, Retrieved 2019-4-11. Edited.
5588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×