التهاب القولون الليمفاوي معلومات هامة

كتابة:
التهاب القولون الليمفاوي معلومات هامة

ما هو التهاب القولون الليمفاوي؟ كيف من الممكن أن يسبب نوبات حادة من الإسهال؟ ما هي أسبابه وأعراضه؟ وكيف من الممكن علاجه؟ الإجابة في ما يأتي.

سوف نعرفك في هذا المقال على نوع غير شائع من أنواع التهاب القولون، وهو التهاب القولون الليمفاوي (Lymphocytic colitis).

ما هو التهاب القولون الليمفاوي؟

التهاب القولون الليمفاوي هو مشكلة صحية تتسبب في نشأة التهاب في الأمعاء الغليظة، ونتيجة للالتهاب الحاصل قد يصاب المريض بنوبات متكررة من الإسهال المائي، بالإضافة لبعض الأعراض المزعجة الأخرى. 

طبيًّا، يصنف التهاب القولون الليمفاوي على أنه أحد أنواع التهاب القولون المجهري (Microscopic colitis)، ولالتهاب القولون المجهري نوعان رئيسان، أحدهما هو التهاب القولون الليمفاوي، أما الآخر فهو التهاب القولون الكولاجيني، ولكن وعلى عكس التهاب القولون الليمفاوي غالبًا ما يترافق التهاب القولون الكولاجيني بتغيير في سمك جدران الأمعاء.

يعتقد العديد من الأخصائيين أن التهاب القولون الكولاجيني والتهاب القولون الليمفاوي هما في الحقيقة مرحلتان مختلفتان لذات الحالة المرضية، لا سيما وأن الحالتين تتشابهان في العديد من الأمور، مثل: الأعراض، وطرق التشخيص، وطرق العلاج.

وقد سمي التهاب القولون المجهري بهذا الاسم بسبب عجز الأطباء عن رصد الالتهاب الذي قد يترافق مع هذا المرض سوى تحت المجهر. 

والتهاب القولون المجهري يصنف طبيًّا على أنه نوع من الأنواع العديدة لداء الأمعاء الالتهابي (Inflammatory bowel disease)، وداء الأمعاء الالتهابي هو مصطلح طبي يشكل مظلة لمجموعة متنوعة من الالتهابات المختلفة التي قد تصيب الأمعاء الغليظة والأمعاء الدقيقة.

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لالتهاب القولون الليمفاوي، إلا أن استخدام بعض الأدوية واللجوء لبعض التغييرات الحياتية قد يكون كفيلًا بإبقاء أعراض المرض تحت السيطرة.

أسباب التهاب القولون الليمفاوي

في الحالات الطبيعية، تنتقل جزيئات الطعام المهضومة من الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة، لتتم إعادة امتصاص الماء والكهرليات المختلفة من الطعام المهضوم، ولكن وعند الإصابة بالتهاب القولون الليمفاوي يقوم جهاز المناعة بإرسال مجموعة من الخلايا الالتهابية لتصل هذه إلى الأمعاء الغليظة مسببة تورمها والتهابها، كما قد تبدأ بعض الخلايا الليمفاوية بالتراكم في المنطقة المصابة بالالتهاب.

ونتيجة للالتهاب والتغييرات الحاصلة المذكورة آنفًا في الأمعاء الغليظة، قد تصبح جدران الأمعاء عاجزة عن إعادة امتصاص الماء من الطعام المهضوم، مما قد يحفز إصابة المريض بالإسهال والعديد من الأعراض الأخرى.

أما السبب الذي قد تحصل بسببه كافة التغييرات المذكورة آنفًا في أنسجة الأمعاء الغليظة فلا يزال غير واضح بالنسبة للعلماء، ولكن يعتقد أن هذه الأمور قد تلعب دورًا في تحفيز نشأة التهاب القولون الليمفاوي:

  • وجود بعض أنواع البكتيريا في القولون والتي قد تطلق مواد سامة من الممكن أن تهيج القولون، مثل الأنواع الآتية: البكتيريا العَطيفَةُ الصَّائِمِيَّة (Campylobacter jejuni)، والمِطَثِّيَّةُ العَسيرَة (Clostridium difficile).
  • تواجد مواد معينة في القناة الهضمية قد تحفز حصول رد فعل مناعي غير طبيعي، مثل هذه المواد: بعض أنواع الأغذية، وحبوب اللقاح
  • استخدام أدوية معينة مثل: مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، وأدوية ارتجاع الأحماض، والأدوية الخافضة للكولسترول، وأدوية مرض السكري، وأدوية الاكتئاب.
  • الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، وتصلب الجلد (Scleroderma)، والصدفية، والداء البطني (Celiac disease).
  • أسباب أخرى، مثل: بعض أنواع الفيروسات، وتدني قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص حمض الصفراء مما قد يحفز تهيج جدار القولون.  

عوامل الخطر

هذه بعض العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بالتهاب القولون الليمفاوي:

  • العمر والجنس، فهذا الالتهاب أكثر شيوعًا بين الإناث والأشخاص الذين تجاوز عمرهم 50 عامًا.
  • الإصابة ببعض المشكلات الصحية، مثل: مرض السكري، وبعض أمراض الغدة الدرقية، ومتلازمة القولون المتهيج (Irritable bowel syndrome).
  • عوامل أخرى، مثل: الجينات، والتدخين. 

أعراض التهاب القولون الليمفاوية 

هذه أبرز الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بالتهاب القولون الليمفاوي:

  • إسهال مائي، وهو العرض الرئيس للحالة، وقد يتكرر ظهوره عدة مرات في اليوم، كما قد يرافق المريض لعدة أسابيع أو أشهر متتالية.
  • ألم في البطن
  • نفخة.
  • جفاف.
  • فقدان للوزن. 
  • إرهاق وضعف عام. 
  • غثيان.
  • آلام في المفاصل. 
  • فقدان القدرة على السيطرة على حركة إخراج الفضلات.

تشخيص التهاب القولون الليمفاوي 

هذه بعض الإجراءات التشخيصية التي قد يتم اللجوء إليها:

  • فحص جسدي للمريض قد يتخلله فحص منطقة البطن.
  • تحاليل دم قد تساعد على تشخيص أي التهاب أو فقر دم قد يترافق مع التهاب القولون الليمفاوي.
  • فحوصات خاصة بالداء البطني.
  • فحص البراز.
  • تنظير القولون (Colonoscopy) وأخذ خزعة من أنسجة القولون.

كما قد يتم إخضاع المريض لفحوص أخرى لاستبعاد إصابته ببعض الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى التي قد تؤدي للإصابة بالإسهال. 

علاج التهاب القولون الليمفاوي

لا يوجد علاج نهائي لالتهاب القولون الليمفاوي، ولكن قد يوصي الطبيب ببعض الإجراءات العلاجية التي قد تجعل الأعراض أقل حدة، مثل الإجراءات الآتية:

  • المراقبة والانتظار، فقد تتحسن الأعراض تلقائيًّا دون علاج.
  • إحداث بعض التغييرات المناسبة في الحمية الغذائية، مثل: التقليل من تناول الأطعمة الحارة والدهنية، وتجنب الكحوليات، والتخفيف من القهوة، وتجنب المشروبات الغازية، وتجنب البقوليات، وتناول وجبات صغيرة بدلًا من الوجبات الرئيسية الكبيرة.
  • استبدال بعض أنواع الأدوية المحفزة لظهور أعراض التهاب القولون الليمفاوية بأدوية أخرى بعد استشارة الطبيب.
  • استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل: الأدوية المقاومة للإسهال (Anti-diarrhoea medication)، والستيرويدات القشرية (Corticosteroids).
  • الجراحة في بعض الحالات غير الشائعة.
3564 مشاهدة
للأعلى للسفل
×