التهاب الكبد نوع C

كتابة:
التهاب الكبد نوع C

التهاب الكبد نوع C

قد يتعرّض الكبد لحالات عديدة من الالتهابات التي قد تضعفه، وتؤثر في كفاءته من حيث أداء وظائفه الحيوية، وتتطور بعض هذه الالتهابات إلى تليف الكبد أو سرطان الكبد، وقد تحدث حالات التهاب الكبد نتيجة التعرض للعديد من الأسباب؛ مثل: الكحول، وتناول بعض أنواع الأدوية، إلّا أنّ الفيروسات هي السبب الأكثر شيوعًا للإصابة به حول العالم، وهناك خمسة أنواع رئيسة من الفيروسات التي تسبب التهابات الكبد الفيروسية؛ هي: E، D، C، B، A. وتُعدّ هذه الأنواع مصدرًا للقلق حول العالم نتيجة الآثار وحالات الوفاة العديدة التي تسببها، ويؤدي النوعان B و C إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة وأمراض مزمنة لدى المصابين، وهما السببان الأكثر شيوعًا في الإصابة بكلٍّ من تليف الكبد وسرطان الكبد.[١]،[٢] التهاب الكبد الوبائي C هو أحد أنواع التهابات الكبد الفيروسية، ويسببه فيروس C، مما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب حادّ أو مزمن، وتتراوح شدته ما بين طفيفة تزول في غضون عدة أسابيع أو أشهر، إلى شديدة تستمر مدى الحياة، وهذا الالتهاب هو من أكثر الأنواع شيوعًا من حيث الإصابة؛ إذ يُقدّر بما يقارب 71 مليون شخص مصابًا بعدوى هذا الفيروس، ويُعرَف هذا النوع من الالتهاب باسم المرض الصامت؛ ذلك بسبب عدم ظهور أيّ أعراض على المصاب لمدة طويلة قد تصل إلى ستة أشهر، يستمر خلالها بمهاجمة أنسجة الكبد والتوغل فيها وإتلافها، وهذا النوع يسبب العديد من المضاعفات الخطيرة؛ مثل: تليف الكبد، أو فشل الكبد، أو سرطان الكبد، غير أنّه في الكثير من الأحيان يسبب الموت للمصاب[٣]،[٤]


أعراض التهاب الكبد نوع C

أعراض التهاب الكبد الوبائي نوع C لا تظهر في المرحلة الأولى من الإصابة به، وقد تظهر بعد مرور مدة طويلة قد تصل إلى ستة أشهر، وإذا كانت هناك أعراض فإنّها ضعيفة في الغالب، ومنها ما يلي:[٥]،[٦]

  • التعب العام والإرهاق.
  • الغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • آلام أسفل البطن.
  • آلام في العضلات والمفاصل.
  • اليرقان، واصفرار لون الجلد ولون العينين.
  • ظهور البول بلون داكن، والبراز بلون غامق.

قد يتسبب التهاب الكبد مع زيادة شدته في حدوث خلل كامل أو جزئي في وظائف الكبد، وقد تبدأ الأعراض بالتفاقم، وتظهر أعراض جديدة أكثر شدّة، ومن ضمنها:[٥]،[٦]

  • ارتفاع انزيمات الكبد في الدم.
  • فقدان الشهية الشديد.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • التثدّي لدى الرجال.
  • احمرار اليدين.
  • صعوبة في تخثّر الدم عند الإصابة بالجروح.
  • ظهور الأوعية الدموية بمظهر شبكة العنكبوت على الجلد.
  • ألم شديد في البطن، وتجمّع السوائل في البطن.
  • حدوث نزيف في المريء.
  • فقدان التركيز، واضطراب المزاج.
  • زيادة اصفرار الجلد والعينين.
  • الغيبوبة.


أسباب التهاب الكبد نوع C

ينتقل فيروس التهاب الكبد الوبائي C بشكل رئيس عن طريق الدم، فأغلب المصابين بهذا المرض نُقِل دم ملوّث يحتوي على هذا الفيروس إليهم، لكن هناك مجموعة من الأسباب الأخرى غير عمليات نقل الدم قد تمثّل سببًا في انتقال العدوى والإصابة بالمرض، ومن ضمن هذه الطرق:[٧]

  • استعمال حقن مُستَخدمة وغير مُعَقَّمّة ملوّثة بالدم المصاب بالفيروس، وهذه الطريقة تنتشر بين مدمني المخدرات.
  • مشاركة أدوات العناية الشخصية مع شخص مصاب؛ مثل: شفرات الحلاقة، أو فرشاة الأسنان.
  • الاتصال الجنسي بشخص مصاب بالفيروس.
  • عمليات زراعة الأعضاء.
  • ولادة طفل لأم مصابة بالتهاب الكبد C.
  • علاج غسيل الكلى لمدة طويلة.


علاج التهاب الكبد نوع C

يُجرى علاج حالات التهاب الكبد الوبائي C بنجاح غالبًا عن طريق تناول مجموعة من الأدوية لعدة أسابيع، وفي الحالات التي يُكتَشَف فيها المرض في مراحله الأولى لا يُنفّذ العلاج فورًا، وإنّما يُترك الفيروس ليقاومه جهاز المناعة في الجسم، مع ضرورة إجراء فحوصات الدم الدورية للكشف عن نشاط جهاز المناعة ضده، وفي حال استمرار العدوى وعدم قدرة مناعة الجسم على إنهائها يُنفّذ العلاج مباشرةً. وهناك مجموعة من الأدوية المستخدمة في علاج التهاب الكبد نوع C تُحدّد بواسطة الطبيب، ذلك حسب حالة المريض، ومدى انتشار الفيروس في مجرى الدم، بالإضافة إلى وجود خيارات أخرى للعلاج، ومن ضمنها:[٨]،[٩]

  • الأدوية المضادة للفيروسات، التي تهدف إلى القضاء على الفيروس وتنقية الجسم منه تمامًا، وقد تُستخدم إلى جانب أدوية أخرى -مثل عقاقير الإنترفيرون-، وتُحدد بناءً على النمط الجيني لهذا الفيروس، ووجود تلف حالي في الكبد، والحالات المرضية الأخرى، والعلاجات السابقة. وتجدر الإشارة إلى وجود بعض المضاعفات المزمنة التي قد تحدث لدى بعض المرضى الذين يُجرى علاجهم باستخدام عقاقير الإنترفيرون؛ مثل: الشعور بالإعياء الشديد، والشعور بالتوتر والقلق، واعتلال المزاج، والغضب، والإحباط، وفي حالات نادرة يلجأ المرضى المُعالَجين بهذه العقاقير إلى الانتحار؛ لذلك لا يُستَحسَن علاج المصاب باستخدامها أذ وُجِدت في سجله المرضي حالات إحباط، أو اكتئاب، أو في حالات الأنيميا، أو نقص كريات الدم، أو في حالة خضوعه لعلاج اضطرابات الغدة الدرقية، ولا يُفضّل استخدام هذه العقاقير في حالة إدمان المريض المخدرات، أو شرب الكحول.[١٠]
  • زراعة الكبد، حيث اللجوء إلى استئصال الكبد التالف وزراعة واحد جديد في الحالات التي تفشّى فيها الالتهاب وتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة أدّت إلى إتلاف الكبد بشكل كامل.


الوقاية من التهاب الكبد نوع C

لا ينتقل هذا الفيروس إلّا عن طريق الدم، حتى وإن كانت بضع قطرات من الدم الملوّث، لذا يجب توخي الحذر دائمًا والبقاء في منطقة الأمان بعيدًا عن الفيروس والدم الملوّث به؛ لذا هناك مجموعة من التدابير الوقائية التي من شأنها تقليل خطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C؛ نظرًا لعدم ظهور أعراض واضحة للمرض على الأشخاص المصابين، خاصة في مراحله الأولى، ومن ضمنها:[٥]،[٨]

  • عدم تعاطي المخدرات، خاصة عن طريق الإبر غير المعقمة، أو استنشاق الكوكايين، إذ تتكرر حالات نزيف الأنف أثناء تعاطي مثل هذا المواد.
  • عدم رسم الوشم؛ لأنّ ذلك قد يُنفّذ عن طريق استخدام أدوات ملوّثة وغير معقّمة.
  • ممارسة الجنس الآمنة.
  • عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع أي شخص آخر، لا سيّما الأدوات التي قد تتعرّض للدم أثناء استخدامها؛ مثل: شفرات الحلاقة، أو حتى فرشاة الأسنان التي قد تتعرض لنزيف اللثة.

 

المراجع

  1. "What is hepatitis?", www.who.int, Retrieved 2019-10-31. Edited.
  2. "Hepatitis ", medlineplus.gov, Retrieved 2019-10-31. Edited.
  3. "Hepatitis C", www.who.int, Retrieved 2019-10-31. Edited.
  4. Kathleen Davis (2017-9-28), "Everything you need to know about hepatitis C"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-10-31. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Hepatitis C and the Hep C Virus", www.webmd.com, Retrieved 2019-10-31. Edited.
  6. ^ أ ب Sandra Gonzalez Gompf, Siddharth Bansal،Ashwani Singal، "Hepatitis C Infection (HCV, Hep C)"، www.medicinenet.com, Retrieved 2019-10-31. Edited.
  7. April Kahn (2017-9-26), "Everything You Want to Know About Hepatitis C"، www.healthline.com, Retrieved 2019-10-31. Edited.
  8. ^ أ ب "Hepatitis C", www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-10-31. Edited.
  9. "Hepatitis C ", www.nhs.uk, Retrieved 2019-10-31. Edited.
  10. Naga Swetha Samji, (2017-6-12), "Viral Hepatitis Treatment & Management"، emedicine.medscape.com, Retrieved 2019-10-31. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×