التهاب الأوتار
الأوتار هي أنسجة على شكل حبال قوية تربط بين العظام والعضلات، وقد تصاب بالالتهاب نتيجة العديد من الأسباب، ويحدث الالتهاب في مكانين؛ إمّا في الوتر ذاته ويعرف باسم Tendonitis، أو التهاب الغلاف الذي يحبط بالوتر ويسمّى الغمد، ويعرف الالتهاب باسم Tenosynovitis، أو قد يحدث الالتهاب في المكانين معًا، ومن أهم أوتار الجسم التي تصاب بالالتهاب أوتار الكوع، والرسغ، والأصابع، والفخذ، ويصيب التهاب الأوتار أيّ شخص في أي عمر، لكن تكثر الإصابة به لدى كبار السن؛ وذلك لفقدان ليونة الأوتار وضعفها مع مرور الوقت، كما تسبّب بعض الأمراض زيادة خطر الإصابة بالتهاب الأوتار، مثل: مرض السكري، والنّقرس، والتهاب المفاصل.[١]
التهاب أوتار الأصابع
تصاب أوتار الأصابع بالالتهاب نتيجة الإصابة المتكررة للوتر، وكثرة استخدام الأصابع واليد في وضع القبضة بسبب وظيفة، أو موهبة، أو رياضة تتطلب الإستخدام المتكرر للأصابع، ويصحب الالتهاب ظهور أعراض عديدة، مثل: ألم يزداد مع حركة الأصابع، وظهور نتوء أو كتلة حول الوتر، وانتفاخ الأصابع، وسخونة الإصبع المصاب واحمراره، والشعور بالضغط والسحق الشديد مع حركة الوتر.[٢]
الإصبع الزنادي
الإصبع الزنادي هو حالة تنتج عن التهاب الطبقة المحيطة بالوتر وتهيّجها المسمّاة الغمد، فتعيق حركة الانزلاق الطبيعية للوتر، ومع استمرار الالتهاب تسمك طبقة الغمد وتتليّف، وتظهر عليها نتوءات تعيق حركة الوتر أكثر، فيعلق الإصبع في وضع الثني، وقد ينفرد الإصبع مع صدور صوت مثل الطقطقة، ويصيب الإصبع الزنادي أيّ إصبع في اليد حتى الإبهام، وقد يصاب أكثر من إصبع في ذات الوقت في يد واحدة أو كلتا اليدين، ويصاحب الإصبع الزنادي ظهور أعراض، مثل: تيبّس الإصبع، خاصّةً صباحًا، والشعور بالطقطقة أو الفرقعة مع حركة الإصبع، والألم، وظهور نتوء في راحة اليد عند قاعدة الإصبع المصاب، وثبات الإصبع في وضع الثني، وانفراده مستقيمًا فجأةً، أو ثباته بوضع الثني وعدم القدرة على فرده إطلاقًا.[٣]
لا يحتاج الإصبع الزنادي لفحوصات محددة لتشخيصه، ويسهل التعرف عليه بالفحص الجسدي لإصبع المريض ويده، وملاحظة أماكن الألم، وطبيعة حركة الإصبع، والكتلة الظاهرة في راحة اليد التي تتحرك مع حركة الإصبع، كما يصدر الإصبع صوت صرير مع الحركة؛ وذلك لزيادة سمك طبقة الغمد والتهابها، وقد يستعين الطبيب بالأشعة السينية التي تظهر تراكمات الكالسيوم على الوتر، أو بالموجات فوق الصوتية، والرنين المغناطيسي لفحص تورّم الوتر وطبقة الغمد.[٤]
علاج الإصبع الزنادي
يختلف علاج الإصبع الزنادي باختلاف حدّته ومدّته، ففي البداية يطلب الطبيب من المريض بعض الإجراءات التي تشمل ما يأتي:[٥]
- الراحة التامة، وتجنّب أي نشاط يتطلب استخدام اليد في وضع القبض، وارتداء قفاز مبطّن عند الاضطرار إلى استخدام اليد في هذا الوضع.
- استخدام الكمّادات الباردة أو الساخنة.
- ممارسة تمارين الإطالة؛ للحفاظ على حركة الإصبع.
- تناول الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب؛ للتخلّص من الألم، وعلاج تورّم طبقة الغمد.
ثم يلجأ الطبيب إلى بعض الإجراءات الطبية، أو الجراحة في الحالات الحادّة من الالتهاب، أو فشل كلّ الطرق السابقة في العلاج، مثل:[٦]
- حقن الكورتيزون في طبقة الغمد المحيطة بالوتر المصاب أو بالقرب منها؛ لعلاج الالتهاب، والسماح للوتر بالتحرك بحرية، وهذه من أكثر الطرق المستخدمة لعلاج الإصبع الزنادي، ويستمر مفعولها مدّة سنة أو أكثر، لكن قد يحتاج بعض المرضى إلى أكثر من حقنة واحدة لكي يظهر مفعولها، كما تقلّ فعالية هذه الحقن عند مرضى السكري.
- التحرير عبر الجلد، وهو إجراء يتم في عيادة الطبيب، بعد تخدير راحة اليد يقوم الطبيب بإدخال إبرة إلى الإصبع المصاب في النسيج المحيط بالوتر وتحريكها؛ لفكّ الانسداد الذي يعيق حركة الوتر، ويمكن الاستعانة بالموجات فوق الصّوتية لتوجيه الإبرة، وتجنّب إصابة الوتر أو الأعصاب المحيطة به.
- الجراحة المفتوحة، بفتح شق صغير قرب قاعدة الإصبع المصاب؛ لقطع الجزء الملتهب من غمد الوتر.
المراجع
- ↑ "Tendon Problems", stanfordhealthcare, Retrieved 2019-2-16.
- ↑ Tessa Sawyers (2018-8-29), "Tendonitis in Finger"، healthline, Retrieved 2019-2-16.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2017-10-24), "Trigger finger"، mayoclinic, Retrieved 2019-2-16.
- ↑ Christian Nordqvist (2017-12-4), "Tendinitis"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-2-16.
- ↑ "Tendinitis", arthritis, Retrieved 2019-2-16.
- ↑ David Zelman (2018-3-21), " Trigger Finger"، webmd, Retrieved 2019-2-16.