التهاب تحت الابط

كتابة:
التهاب تحت الابط

التهاب تحت الإبط

عندما نتحدث عن التهاب تحت الإبط، فإنَّنا نُشير في ذلك إلى المشكلات التي تُؤثر في التراكيب التي تضمّها هذه المنطقة _سواءً السطحية أو الداخلية_ وتسبِّب التهابها، فالجلد الذي يغطي الإبط يعدّ على وجه الخصوص أكثر حساسيَّة وعُرضة للتهيّج والالتهاب، ربما يعود ذلك إلى طبيعته الرطِبة واحتكاكه طوال اليوم، وإذا ما انتقلنا إلى الأجزاء والتراكيب الداخلية، فإننا حتمًا سنذكر احتواء منطقة تحت الإبط على عدد من الغُدد اللمفاوية التي تلعب دورًا هامًّا في التخلص من العدوى الموضعيَّة أو الجهازية التي تُصيب الجسم، والتي قد تتعرَّض للالتهاب أيضًا بحكم طبيعتها ودورها في المناعة وحماية الجسم، لذا، سنتحدث في هذا المقال عن التهاب تحت الإبط، والكثير من المعلومات الهامة المرتبطة به.[١]


هل ما أعاني منه التهاب جلدي تحت الإبط أم التهاب داخلي؟

لا بدّ من مراجعة الطبيب المختص والخضوع للتشخيص الملائم حتى نتمكن من معرفة ما إنْ كان الالتهاب الذي تُعانيه تحت الإبط جلديًّا أو داخليًّا، فثمَّة العديد من المشكلات والأمراض التي تُصيب هذه المنطقة وتسبِّب الالتهاب السطحي أو الداخلي فيها، لذا، سنذكر في الآتي مجموعة من أبرز هذه المشكلات، فمن الصعب حصرها جميعًا في هذا المقال، إلى جانب ذكر بعض الأعراض المُصاحبة لها، والتي قد تُساعد الطبيب على تشخيص المشكلة.

أسباب التهاب الجلد تحت الإبط

العديد من الأسباب والمشكلات قد تؤثر في الجلد الذي يغطِّي منطقة الإبط وتؤدي إلى التهابه، ومن هذه الأسباب نذكر الآتي:[٢]

  • الصدفية (Psoriasis): وهي إحدى اضطرابات المناعة الذاتيَّة التي تظهر على الجلد جرَّاء مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم خلايا الجلد السليمة، وغالبًا ما يُصاحب الصدفية ظهور صفيحات حمراء بارزة على الجلد، وذات سطح فضي.
  • التهاب الجلد التماسي المتهيّج (Irritant contact dermatitis): هو التهاب الجلد الناجم عن تعرُّض الجلد الذي يغطِّي منطقة الإبط لمادة مهيِّجة، كالصابون، ومزيل العرق، والكحول، والهواء الجاف، فيؤدي إلى التهابه، وقد يصاحبه أعراض مُعينة تظهر على الجلد؛ كالاحمرار، والتورم، والشعور بالألم، والحرارة، وغيرها من الأعراض المحتملة.
  • التهاب الجلد التماسي التحسسي (Allergic contact dermatitis): تنشأ هذه المشكلة بسبب حدوث ردّ فعل تحسّسي تجاه شيء ما يمسّ الجلد مباشرة، وعادةً ما يكون مصحوبًا باحمرار وظهور البثور الصغيرة على الجلد.
  • دمّل الإبط (Armpit boil): وهي إحدى أنواع العدوى الجلدية المتمثلة بالتهاب واحدة من بصيلات الشعر والجلد المحيط بها، ممَّا يؤدي إلى ظهور كتلة محمرّة ومؤلمة على الجلد، وقد تُصبح خراجًا مع الوقت.
  • خراج الإبط (Armpit abscess): وهو عبارة عن سائل أو قيح متجمِّع في منطقة الإبط، والذي غالبًا ما ينجم عن بكتيريا المكوّرات العنقودية.
  • التهاب جريبات الإبط (Armpit folliculitis): وهو الالتهاب الذي يُصيب بصيلات شعر الإبط، والذي عادةً ما يكون بسبب الإصابة بالعدوى البكتيرية.
  • داء المبيضات (Candidiasis): هو نوع من أنواع التهاب وتهيّج الجلد الناجم عن الإصابة بعدوى فطرية، يرافقه عادةً ظهور بقع بيضاء.
  • التهاب جلدي متقابل (Intertrigo): الذي غالبًا ما يُسفر عن عدوى فطرية، فتصاحبه أعراض عِدة، منها؛ احمرار الجلد، وتقشُّره في الأجزاء التي يتلامس فيها الجلد مع طبقة أخرى من الجلد.[٣]
  • سعفة الجسم (Tinea corporis): أو القوباء الحلقية، إذْ يُسفر عن الإصابة بهذه العدوى الفطريَّة التهاب الجلد، وظهوره محمرًّا ومنتفخًا على شكل حلقة.[٣]
  • الوذح (Erythrasma): هو التهاب الجلد الناجم عن عدوى بكتيريا الوتدية المستدقة (Corynebacterium minutissimum)، والتي غالبًا ما تظهر في منطقة الإبط، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالرطوبة والإصابة بالسكري، و من الأعراض المصاحبة لهذه العدوى: تحوّل الطفح الجلدي الوردي إلى اللون البني والمتقشر.[٣]

أسباب الالتهاب الداخلي تحت الإبط

فكما بينَّا في بداية المقال، بعض أنواع الالتهاب التي تظهر تحت الإبط تكون داخلية، كما في حالة التهاب الغدد اللمفاويَّة، إذْ يحدث التهاب الغدد اللمفاوية في منطقة تحت الإبط للعديد من الأسباب، فربما يكون الالتهاب والانتفاخ في هذه الغدد ناجمًا عن الإصابة بأيْ نوع من أنواع العدوى، أو الإصابة بسرطان معين يسبِّب التهاب هذه الغدد؛ كالتهاب الغدد اللمفاوية، وسرطان الدم، واللوكيميا، وغيرها، وقد يُسفر عن التهاب الغدد اللمفاوية أعراض تعتمد على سبب حدوث الالتهاب، ولكنها غالبًا ما تكون على صورة انتفاخ وألم عند لمس منطقة تحت الإبط، وربما تصحبها أعراض تؤثر في الجهاز التنفسي العلوي، أو المعاناة من كثرة التعرق الليلي، وانتفاخ أجزاء أخرى من الغدد اللمفاوية في أنحاء الجسم، وتورّم الأطراف.[٤]


نصائح للتعامل مع التهاب منطقة تحت الإبط

عند التعامل مع التهاب منطقة تحت الإبط، من الجيد الأخذ بمجموعة من النصائح المتعلقة بهذا الخصوص، والتي نذكر منها الآتي:[٥]

  • الحرص على البقاء بعيدًا عن أشعة الشمس وعن الأجواء الرطبة.
  • الحِفاظ على بقاء منطقة تحت الإبط جافة وباردة بارتداء الملابس الفضفاضة، والاستحمام بالمياه الفاترة.
  • استخدام مرطبات البشرة التي تحتوي على الجليسرول (Glycerol)، وتكون غير معطَّرة، لمنع جفاف الجلد تحت الإبط.
  • التعامل بلطف مع منطقة تحت الإبط عند الشعور بالحكة فيها، وتجنب الخدش.
  • تجنب البقاء في الماء لفترات طويلة.
  • الاستحمام بماء فاتر مُضافًا إليه الشوفان، أو الخل، أو الملح، أو بيكربونات الصوديوم.
  • تجنب استخدام المواد التي تُثير الحساسية في منطقة الإبط.
  • الحرص على غسل الملابس والأغطية والمناشف باستمرار.
  • مراجعة الطبيب في الحالات المزمنة من التهاب تحت الإبط التي لا تتعافى باتباع النصائح المنزليَّة، فقد يوصِي الطبيب باستخدام الكريمات الموضعيَّة العلاجية، أو العلاج بالضوء، أو غيرها من الوسائل.
  • استخدام مسكنات الألم التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية.[٤]
  • رفع الجزء المصاب بالتهاب الغدد اللمفاوية، ووضع الكمادات الدافئة لتخفيفه.[٤]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يُنصح دائمًا بزيارة الطبيب والحصول على المشورة المتخصِّصة في حالة المُعاناة من مشكلات تسبِّب التهاب تحت الإبط، ولكنْ تُصبح زيارة الطبيب ضروريَّة في حالات معينة، منها:[١]

  • الحصول على تشخيص مُسبَق للإصابة بمشكلة جلديّة، خاصةً تلك التي تُسبِّب ألم تحت الإبط، وتتفاقم مع الوقت، ولا تستجيب لطرق العلاج الاعتياديّة المستخدَمة.
  • تضخّم الغدد اللمفاوية أو ملاحظة ظهور كتل جلدية تُثير الشعور بالألم، وتستمر لأكثر من أسبوعين.
  • ظهور بعض الأعراض، كفقدان الوزن، والحمّى، والتعرق الليلي.
  • المعاناة من طفح جلدي شديد تحت الإبط.[٥]
  • عدم وجود سبب واضح لظهور التهاب أو طفح الجلد.[٥]


كما يجب طلب الرعاية الطبية الطارئة في حالات معينة من التهاب الجلد، منها:[٥]

  • ظهور البثور أو الحمى.
  • تغطية الطفح الجلدي كامل الجسم.
  • نزول الدم أو القيح.
  • ظهور الطفح بصورة مفاجئة وانتشاره بسرعة.
  • المُعاناة من الارتباك أو الدوخة.
  • ظهور التهاب الجلد إلى جانب الغثيان، أو التقيؤ، أو الإسهال، أو الإمساك.


المراجع

  1. ^ أ ب "Armpit Pain: Causes & How to Treat It", buoyhealth, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  2. "Picture of the Armpit", webmd, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Lynne Eldridge, "Causes of Armpit Pain and Treatment Options", verywellhealth, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت Kati Blake , "Lymph Node Inflammation (Lymphadenitis)", healthline, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Jennifer Huizen (24/5/2018), "What causes an underarm rash?", medicalnewstoday, Retrieved 8/12/2020. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×