التهاب جدار المعدة المزمن

التهاب جدار المعدة المزمن

يعد التهاب جدار المعدة المزمن أحد أكثر الأمراض شيوعًا وخطورةً، ويمكن أن يستمر مدى حياة الشخص، ويقدر الخبراء أن أكثر من نصف سكان العالم يعانون من هذا المرض بدرجة ما، وعلى الرغم من دور التهاب جدار المعدة في التسبب بالعديد من المضاعفات، إلا أنه عادةً ما يقلل البعض من أهمية هذا المرض، ويُقدَّر أنّ الملايين من الوفيات المبكرة تحدث سنويًا في جميع أنحاء العالم بسبب المضاعفات التي قد يسببها هذا الالتهاب، كالسرطان والقرحة.^[١]

ما هي أعراض التهاب جدار المعدة المزمن؟

يمكن أن لا يلاحظ العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب جدار المعدة المزمن خفيف الحدة الذي ينجم عن الإصابة ببكتيريا الملوية البوابية أي أعراض في معظم الحالات، لكن قد يعاني البعض الآخر من مجموعة واسعة من الأعراض، التي تتضمن ما يأتي:^[٢]

• عسر الهضم.
• الشعور بالحرقة أو النخر في المعدة.
• الوصول إلى حالة الامتلاء بعد تناول كمية قليلة من الطعام.
• الاستفراغ، والغثيان.
• التجشؤ.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• الانتفاخ.
• فقدان الشهية.
• الشعور بالألم أو عدم الراحة في الجزء العلوي من البطن.
• النزيف، وعادةً ما يكون فقط في التهاب جدار المعدة التآكلي، ويسمى بذلك إذا حدث تآكل في جدار المعدة، مما يعرض الأنسجة لأحماض المعدة.

ما الذي يسبب التهاب جدار المعدة المزمن؟

يمكن أن ينجم التهاب جدار المعدة المزمن عن العديد من الحالات، التي قد تسبب التهابًا مزمنًا في جدار المعدة المخاطي، وتتضمن هذه الحالات ما يأتي:^[٢]

• عدوى بكتيريا الملوية البوابية-H. pylori: تعد عدوى البكتيريا الملوية البوابية السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المعدة في جميع أنحاء العالم، ويصاب العديد من الأشخاص بهذه البكتيريا لأول مرة في مرحلة الطفولة، لكنهم لا يعانون من أي أعراض، وعلى الرغم من أن عدوى هذه البكتيريا يمكن أن تسبب التهاب جدار المعدة الحاد والمزمن، إلا أنها لا ترتبط غالبًا بالتهاب جدار المعدة التآكلي، ويعتقد الباحثون أنّ بكتيريا الملوية البوابية تنتشر من خلال الطعام والماء الملوثَين، بالإضافة إلى اللعاب وسوائل الجسم الأخرى.
• تلف بطانة المعدة: يمكن أن يسبب تلف بطانة المعدة التهابًا مزمنًا فيها، وتتضمن أسباب هذا التلف ما يأتي:
  • الاستخدام المفرط أو طويل الأمد للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل: الأيبوبروفين (ibuprofen)، والنابروكسين (naproxen).
  • إدمان شرب المواد الكحولية.
  • القلق المزمن.
  • الإصابات الجسدية.
  • التعرض للإشعاع الضار.
  • الارتجاع المتكرر للمادة الصفراء من الأمعاء الدقيقة.
  • تعاطي المخدرات، خاصّةً الكوكايين.
• الأمراض ذاتية المناعة: يهاجم نظام المناعة عند الأشخاص الذين يعانون من التهاب جدار المعدة ذاتي المناعة بطانة المعدة دون وجود سبب واضح، وعادةً ما يكون هذا الاضطراب المناعي مزمنًا، لكنه لا يمكن أن يصبح التهابًا تآكليًا، وقد يرتبط التهاب جدار المعدة ذاتي المناعة عند بعض الأشخاص بالإصابة بعدوى بكتيريا الملوية البوابية المزمنة أو الشديدة.
• أسباب أخرى: تتضمن الأسباب الأقل شيوعًا لالتهاب جدار المعدة المزمن ما يأتي:
  • مرض كرون.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • مرض الساركويد (sarcoidosis).
  • حساسية الطعام.
  • أنواع أخرى من العدوى الفطرية، أو البكتيرية، أو الفيروسية.

كيف يتم تشخيص التهاب جدار المعدة المزمن؟

يبدأ الطبيب تشخيص التهاب جدار المعدة بالتحدث مع المصاب، وأخذ السيرة المرضية، ثم إجراء الفحص السريري، كما قد يلجأ إلى بعض الاختبارات التي يمكنها أن تحدد السبب الدقيق لحدوث هذا الالتهاب، وتتضمن ما يأتي:^[٣]

• اختبارات الكشف عن بكتيريا الملوية البوابية-H. pylori: يعتمد نوع الاختبار الذي يخضع له الشخص على حالته الصحية، إذ يمكن الكشف عن الإصابة بهذه البكتيريا عن طريق اختبارات الدم أو البراز أو عن طريق اختبار التنفس، ويشرب الشخص في اختبار التنفس كوبًا صغيرًا من سائل شفاف لا طعم له يحتوي على الكربون المشع، وتساهم البكتيريا في تحلل هذا السائل في المعدة، وبعد مدة قصيرة ينفخ في كيس ثم يُغلقه، وإذا كان مصابًا بهذه البكتيريا ستحتوي عينة الهواء في الكيس على الكربون المشع.
• استخدام المنظار لفحص الجهاز الهضمي العلوي: يُدخِل الطبيب أثناء التنظير الداخلي أنبوبًا مرنًا يحتوي على عدسة إلى أسفل الحلق، ثم إلى المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة، ويبحث باستخدام المنظار عن علامات الالتهاب، وقد يلجأ إلى إزالة عينة صغيرة من الأنسجة أو خزعة للفحص المخبري؛ إذ يمكن لهذا الإجراء أن يُحدّد وجود بكتيريا الملوية البوابية في جدار المعدة.
• تصوير الجهاز الهضمي العلوي باستخدام الأشعة السينية: يسمى هذا الفحص أيضًا ابتلاع الباريوم، وتلتقط هذه الأشعة صورًا للمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة بحثًا عن أي تشوهات، وإذا شك الطبيب بوجود قرحة هضمية يطلب من الشخص شرب سائل معدني أبيض يحتوي على مادة الباريوم ليُغلف القناة الهضمية.

ما هي مضاعفات التهاب جدار المعدة المزمن؟

يمكن أن يسبب التهاب جدار المعدة المزمن بعض المضاعفات إذا تُرك من دون علاج؛ إذ يؤدي إلى تكون قرحة المعدة، ونزيف المعدة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تزيد بعض أشكال هذا الالتهاب في حالات نادرة من خطر الإصابة بسرطان المعدة، خاصةً إذا عانى الشخص من ترقّق كبير في بطانتها وتغيُّرات في خلايا هذه البطانة، لذلك لا بد من التحدث مع الطبيب إذا لم تخفّ العلامات والأعراض بعد الحصول على العلاج المناسب.^[٤]

كيف يُعالَج التهاب جدار المعدة المزمن؟

يتضمن علاج التهاب جدار المعدة المزمن ما يأتي:^[٥]

العلاج الدوائي

يصف الطبيب للمصاب بهذا الالتهاب أدوية تقليل حموضة المعدة، وتتضمن الأدوية الأكثر شيوعًا لذلك ما يأتي:

• مضادات الحموضة، مثل كربونات الكالسيوم.
• مضادات الهستامين 2 (H2 antagonists)، مثل دواء الرانيتيدين (ranitidine).
• مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، مثل دواء أوميبرازول (omeprazole).

كما يوصى الطبيب بتقليل تناول دواء الأسبرين أو التوقف عنه تمامًا والأدوية المماثلة؛ لتقليل تهيج المعدة، ويمكن أن تختفي أعراض التهاب المعدة المزمن في بعض الأحيان في غضون ساعات قليلة، وذلك إذا كان هذا الالتهاب ناجمًا عن تناول بعض الأدوية أو المواد الكحولية، لكن عادةً ما يستغرق علاجه وقتًا أطول ليختفي بالكامل، ومن غير علاج يمكن أن يستمرّ لسنوات.

الحمية الغذائية اللازمة للعلاج

يوصي الطبيب بإجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي للمصاب؛ وذلك بهدف تقليل تهيج المعدة، وتتضمن الأطعمة التي يجب تجنبها الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الملح، والأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الدهون، والمواد الكحولية بأنواعها المختلفة، والأطعمة الغنية باللحوم الحمراء، واللحوم المحفوظة، بينما تتضمن الأطعمة التي يُفضّل تناولها ما يأتي:

• جميع الفواكه والخضروات.
• الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك، مثل: اللبن، والكفير.
• اللحوم الخالية من الدهون، مثل: الدجاج، والديك الرومي، والأسماك.
• البروتينات النباتية، مثل الفول.
• المعكرونة، والحبوب، والأرز، بالإضافة إلى الخبز.

المراجع

1. ↑ "Chronic gastritis", ncbi, Retrieved 29-5-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "What are the causes and symptoms of chronic gastritis?", medicalnewstoday, Retrieved 29-5-2020. Edited.
3. ↑ "Gastritis", mayoclinic, Retrieved 29-5-2020. Edited.
4. ↑ "Gastritis", mayoclinic, Retrieved 29-5-2020. Edited.
5. ↑ "Chronic Gastritis", healthline, Retrieved 29-5-2020. Edited.