محتويات
مضاعفات الولادة
بعد معاناة طالت لمدّة تسعة أشهر، غالبًا ما تتنتظر الأم لحظة الولادة لترى طفلها بين يديها، ولتنتهي معاناة الحمل، وما يترافق معها من آلام وأوجاع، وما إن تلد المرأة، حتى يبدأ جسمها بمواجهة الكثير من التغيرات، ليستعيد عافيته ويعيد بناء قوته، ويعود لشكله قبل الحمل، إلّا أنّ هذه المرحلة قد تترافق مع العديد من المضاعفات، والتي قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، بما في ذلك حدوث النزيف، أو المعاناة من آلام والأوجاع في منطقة العجان، إضافةً إلى الألم وعدم الراحة أثناء التبول، أو أثناء الاتصال الجنسي، كما يمكن أن تواجه بعض النساء مشكلات في الإخراج، كالإمساك الشديد، أو سلس البول، أو سلس البراز، وقد تتسبب بالإصابة بالبواسير، ومن أكثر المشاكل شيوعًا بين النساء هي المشاكل الجمالية التي يواجهنها بعد الولادة، مثل تساقط الشعر، واختلاف شكل الثديين، وظهور علامات التمدد على الجسم، وواحدة من أهم هذه المضاعفات هي التهاب عملية الولادة الذي قد يُصيب بعض النساء.[١][٢]
التهاب عملية الولادة
كغيرها من جروح العمليات الجراحية الأخرى، قد يُصاب جرح العملية القيصرية بالالتهاب؛ نتيجةً لوصول البكتيريا وبعض الجراثيم الأخرى إليه، وتُعد حالات التهاب جرح العملية القيصرية واحدة من مضاعفات الولادة القيصرية الأكثر شيوعًا، إذ يمكن أن يحدث باحتمالية 2-15%، أمّا بالنسبة للولادة الطبيعية، لا سيّما الحالات التي تستدعي إجراء شق جراحي لتوسيع فتحة المهبل لخروج الطفل، فإنها عرضة للإصابة بالالتهاب، كون هذا الشق يُغلَق عن طريق الغُرز الطبية، وجميع هذه الجروح تستدعي عناية خاصة، لا سيّما في الفترة الأولى بعد الولادة، كما أنّها تتطلّب إبقاء منطقة الجرح نظيفة ومعقمة؛ تجنبًا للإصابة بالعدوى والالتهابات.[٣][٤]
أعراض التهاب عملية الولادة
توجد العديد من العلامات والأعراض التي تظهر على جرح الولادة، والتي تُنذر بإصابة الجرح بالالتهاب، ومن ضمن هذه الأعراض ما يلي:[٥][٦]
- الشعور بالشدّ والضغط، وتفاقم الألم مكان الجرح.
- احمرار جرح العملية، وتورمه، أو انتفاخ المنطقة المحيطة به.
- تصريف صديد أو قيح أو إفرازات وسوائل كريهة الرائحة.
- الحمى، وارتفاع درجة حرارة الجسم لتصبح أعلى من 38 درجة مئوية.
- يصبح الجرح مؤلمًا عند اللمس.
- تعرض الجرح لتمزق، أو قد يتهتك من بعض المناطق.
- النزيف، أو خروج كتل دموية كبيرة من المهبل بعد الولادة الطبيعية.[٧]
- إفرازات مهبلية كريهة الرائحة، وألم شديد أثناء التبول.[٨]
- آلام الساق، أو تورمها.[٨]
أسباب الإصابة بالتهاب عملية الولادة؟
وصول البكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى إلى مكان جرح عملية الولادة، سواء كانت الولادة قيصرية أو طبيعية، أهم أسباب إصابة الجرح بالعدوى والالتهابات، إذ يوجد العديد من أنواع البكتيريا المختلفة التي يمكن أن تتسبب بالالتهابات لجرح عملية الولادة، بما في ذلك المكورات العنقودية (Staphylococcus aureus)، والمكورات المعوية (Enterococcus)، والإشريكية القولونية (Escherichia coli)، وتُعدّ حالات التهاب جرح الولادة من الحالات الطبية الطارئة والتي تتطلّب عناية طبية خاصة، إذ يمكن أن تنتشر البكتيريا من الجرح المصاب إلى الأماكن الأخرى المحيطة، وتتسبب بالمزيد من الالتهابات الأخرى، مثل التهابات المثانة، أو التهابات المسالك البولية، وهنالك مجموعة واسعة من العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة جرح عملية الولادة بالالتهابات، من ضمنها ما يلي:[٤][٨]
- السمنة، أو زيادة وزن الأم.
- عمر الأم.
- داء السكري.
- اضطرابات المناعة.
- اضطرابات ارتفاع ضغط الدم.
- ولادة توأم.
- الأمهات اللاتي يعيشن في المناطق التي تفتقر للخدمات الصحية.
- البقاء فترة طويلة في المخاض.
- الإجهاض المتكرر.
- استغراق وقت طويل في العملية القيصرية.
- عوامل النظافة والتعقيم خلال عملية الولادة.
- التهاب المشيمة، والإصابة بعدوى السائل الأمنيوسي وغشاء الجنين أثناء المخاض.
- سوء الرعاية، والمتابعة الطبية قبل الولادة.
- فقدان الدم المفرط أو النزيف أثناء المخاض، أو أثناء عملية الولادة.
- استخدام خيوط النايلون لإغلاق جرح عملية الولادة، إذ أثبتت دراسة عشوائية نُشرت عام 2012 أنّ هذه الأنواع من الخيوط تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، لذا يُفضّل استخدام الخيوط المصنوعة من بولي جليكوليد (PGA) القابلة للامتصاص والتحلل.[٩]
نصائح تُساعد على تفادي التهاب عملية الولادة
يوجد العديد من الأمور التي يمكن أن تُساعد في تقليل خطر الإصابة بعدوى جرح الولادة، وتلافي الإصابة بالالتهابات، من ضمنها ما يلي:
- المحافظة على وزن صحي للجسم.
- المحافظة على استقرار مستويات السكر في الدم.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الابتعاد عن التدخين.
- ممارسة تمارين كيجل في وقت مبكر من الحمل؛ لتقوية عضلات الحوض.
- تناول فيتامينات أثناء فترة الحمل الموصى عليها من الطبيب.
- إجراءات أثناء الولادة: يمكن اتباع الإجراءات التالية أثناء الولادة الطبيعية، والتي من شأنها تقليل فرص الحاجة إلى إجراء شق جراحي لإخراج الطفل، وبالتالي تقليل خطر الإصاب بالالتهابات فيما بعد:[٣]
- استخدام مواد وكريمات الترطيب في منطقة المهبل لتسهيل عملية الولادة.
- المحافظة على منطقة المهبل دافئة، ويمكن توفير ذلك عن طريق تطبيق منشفة دافئة على المنطقة؛ للمساعدة في زيادة تدفق الدم، وتليين العضلات.
- إجراءات ما بعد الجراحة: يتطلّب جرح الولادة القيصرية أو الولادة الطبيعية اهتمامًا خاصًا، ورعاية مستمرة، ويمكن توفير الرعاية المناسبة للجرح عن طريق اتباع التعليمات التالية:[٤][١٠]
- المحافظة على نظافة وتعقيم الجرح، ويمكن تنظيفه حسب تعليمات الطبيب باستخدام الصابون والماء الدافئ، دون فركه.
- تغيير الضمادة على الجرح مرة يوميًا، مع ضرورة تجنّب اتساخ الضمادة أو وصول الماء إليها.
- تغطية الجرح للمدة التي ينصح بها الطبيب.
- إن كان هنالك إمكانية اإزالة الضمادة والاستحمام، وإعادة الضمادة بعد الانتهاء من الاستحمام.
- تجنّب الحمامات وأحواض المياه الساخنة والمسابح، إذ غالبًا ما يُنصح بالابتعاد عن هذه النشاطات لمدّة ثلاثة أسابيع بعد الولادة.
- تجنّب ارتداء ملابس ضيقة.
- عمل حمامات الأحواض الدافئة، عن طريق الاستلقاء في حوض لتغطية الجرح فقط.
- تطبيق كمادات باردة على المنطقة المصابة.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة اتباع تعليمات الطبيب بعناية، والالتزام بتطبيقها بحذافيرها؛ وذلك تجنبًا للإصابة بأي مشاكل أومضاعفات صحية.
المراجع
- ↑ "Postpartum Problems", webmd, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ "Complications after episiotomy and tears", babycentre, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ^ أ ب "Taking Care of Vaginal Tears After Delivery", healthline, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Is my C-section scar OK?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ "Episiotomy and perineal tears", nhs, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ "C-Section Scars: Care Basics During and After Healing", whattoexpect, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ^ أ ب "Taking Care of Vaginal Tears After Delivery"، healthline،Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ^ أ ب ت "Post-Cesarean Wound Infection: How Did This Happen?"، healthline،Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ "A randomised controlled trial on suture materials for skin closure at caesarean section: Do wound infection rates differ?", pubmed, Retrieved 2020-10-30. Edited.
- ↑ "Going home after a C-section", medlineplus, Retrieved 2020-10-12. Edited.