التهاب غضاريف القفص الصدري

كتابة:
التهاب غضاريف القفص الصدري

غضاريف القفص الصدري

يتكوّن القفص الصدري من 12 فقرة من العمود الفقري في الخلف، وعظمة القص من الأمام، اللذان يتصلان معًا بالأضلاع المكوّنة من العظام والغضاريف، إذ تصل الغضاريف ما بين الجزء العظمي الصلب للأضلاع وعظمة القص في الأمام، وتتحرّك هذه الأضلاع مع حركة الأطراف العلوية والجذع، بالإضافة إلى أنَّها تتحرك أثناء الشهيق والزفير، فيرتفع القفص الصدري ويزداد حجمه أثناء الشهيق، في حين ينخفض ويقلّ حجمه أثناء الزفير. ويتكوّن القفص الصدري في الإنسان من 12 زوجًا من الأضلاع، وتُقسّم هذه الأضلاع ثلاثة أنواع؛ إذ تُعدّ الأزواج السبعة الأولى أضلاعًا حقيقة، إذ إنّها تتصل مباشرة بعظمة القص عبر الغضاريف، في حين يُطلَق على الأزواج الثامنة والتاسعة والعاشرة اسم الأضلاع الكاذبة، إذ إنَّها تتصل ببعضها أولًا قبل اتصالها بعظمة القصّ، أمّا الأضلاع 11 و 12 فلا تتصل أبدًا بعظمة القصّ، إنما فقط بفقرات العمود الفقري من الخلف وتُسمّى الأضلاع العائمة،[١] وفي الحقيقة، تساعد غضاريف القفص الصدري في منح القفص الصدري المرونة سامحًا له بالتوسُّع أثناء التنفُّس والحركة للأمام.[٢]


التهاب غضاريف القفص الصدري

يُعرَف التهاب غضاريف القفص الصدري باسم التهاب الغضاريف الواصلة ما بين الأضلاع وعظمة القص، الأمر الذي يُسبِّب الشعور بألم الصدر، وفي الحقيقة، يُشار إلى التهاب غضاريف القفص الصدري طبيًا بأسماء أخرى؛ مثل: متلازمة الضلعية القصيّة، وألم جدار الصدر، وغيرها. ويُعدّ التهاب غضاريف القفص الصدري من الأسباب الشائعة لألم الصدر في الأطفال والمراهقين، فيُشكِّل من 10 إلى 30 في المئة من أسباب ألم الصدر عند الأطفال، ويجدر التنويه إلى أنَّ ألم الصدر فيه يُشابه ألم الصدر الناتج من الاضطرابات القلبية، والنوبات القلبية، وغالبًا يَصعُب التفريق بين الاضطرابين دون إجراء فحوصات طبية أخرى مُساعدة في التفريق بينهما، وفي الحقيقة، يُشفَى التهاب غضاريف القفص الصدري عادةً من تلقاء نفسه خلال عدة أسابيع، ويُصيب الإناث بدرجة أكبر من الذكور.[٣][٤] ويشابه التهاب غضاريف القفص الصدري في أعراضه اضطرابًا آخر يُسمّى متلازمة تيتزا، الناتج أيضًا من التهاب الغضاريف الواصلة ما بين الأضلاع وعظمة القص، لكن يُصاحب هذه المتلازمة التي تصيب الأشخاص فجأةً في أغلب الأحيان تورُّم الغضاريف الذي يبقى حتى بعد اختفاء الألم، ويُعدّ التهاب غضاريف القفص الصدري أكثر شيوعًا من متلازمة تيتزا المُسبِّبة للشعور بالألم لعدة أسابيع، والذي قد ينتقل إلى الكتف والذراعين، وفي الحقيقة، غالبًا ما تُصيب متلازمة تيتزا الأشخاص ما دون عمر الأربعين عامًا على عكس التهاب غضاريف القفص الصدري التي تُصيب الأشخاص الذين تجاوزوا الأربعين عامًا في أغلب الأحيان.[٣][٥]


أعراض التهاب القفص الصدري

يسبب التهاب غضاريف القفص الصدري الشعور بألم الصدر في المنطقة الأمامية منه، والذي غالبًا ما يحدث على مستوى الأضلاع الرابعة والخامسة والسادسة، وبالقرب من عظمة القص، ويُوصَف الألم غالبًا بأنَّه يُشابه ألم الطعن الحادّ، وتزداد شدَّته مع الحركة، والتنفُّس العميق، وحمل الأشياء، والضغط على الصدر، في حين تقلّ شدّته مع التنفُّس الهادئ.ويتمركِّز الألم حول مواقع صغيرة غالبًا، لكنَّه قد يتضمَّن مناطق واسعة أحيانًا، فقد ينتشر إلى البطن، والظهر، والذراعين. وتجدر الإشارة إلى أنَّ عدم زيادة شدّة الألم عند الضغط يدلّ على الإصابة باضطرابات أخرى مُسبِّبة لألم الصدر غير التهاب غضاريف القفص الصدري في أغلب الأحيان.[٦][٧]


أسباب التهاب غضاريف القفص الصدري

تتعدَّد مُسبِّبات الإصابة بالتهاب غضاريف القفص الصدري، ويَصعُب تحديد السبب في العديد من الأحيان التي يُطلَق عليها اسم التهاب غضاريف القفص الصدري مجهول السبب، وتُوضّح أسبابه الشائعة على النحو الآتي:[٨][٩]

  • الإصابة بأمراض التهاب المفاصل، التي تتضمَّن التهاب المفاصل الصدفي، والتهاب الفقار القسطي، بالإضافة إلى التهاب المفاصل التفاعلي.
  • الإصابة بالألم العضلي الليفي.
  • الإصابة باضطراب التهاب الغضاريف الناكس.
  • العدوى؛ كالعدوى البكتيرية التي تحدث ما بعد الإجراءات الجراحية لمنطقة الصدر، والعدوى الفيروسية للـجهاز التنفُّسي، بالإضافة إلى العدوى الفطرية، وتُعدّ هذه الأخيرة من الأسباب النادرة.
  • حمل الأشياء الثقيلة أو حمل الحقائب الثقيلة على جانب واحد من الظهر فقط.
  • بعض الفروقات الشخصية؛ كوجود صدر كبير.
  • ممارسة التمارين الرياضية الشديدة، خصوصًا تلك التي تتضمَّن الجدار الصدري والأطراف العلوية.
  • الإصابة بالاضطرابات المُسبِّبة للـسعال بكثرة.
  • الإصابة بضربات مباشرة على الصدر في السابق.
  • التعرُّض للعمليات الجراحية المتضمِّنة للجدار الصدري؛ كعمليات القلب.


تشخيص التهاب غضاريف القفص الصدري

يُشخَّص اضطراب التهاب غضاريف القفص الصدري من خلال الأعراض الظاهرة على المُصاب عادةً، فلا يوجد إجراء تشخيص محدَّد خاص بالتهاب غضاريف القفص الصدري، ويضغَط الأختصاصي على منطقة الغضاريف، خصوصًا في منطقة غضاريف الأضلاع الرابعة إلى السادسة، لمعرفة ما إن كان ذلك يزيد من شدة الألم أو لا. وقد يتضمَّن التشخيص إجراء فحوصات الدم المخبرية، والتصوير بالأشعة السينة للصدر، بالإضافة إلى تخطيط كهربائية القلب؛ ذلك للتأكد أنَّ الأمراض القلبية ليست هي المُسبِّب للشعور بألم الصدر.[٣][١٠]


علاج التهاب غضاريف القفص الصدري

يُشفَى المصاب بالتهاب غضاريف القفص الصدري من تلقاء نفسه عادةً، لكن يركِّز العلاج على التخفيف من الألم المرتبط به، وتُبيّن هذه العلاجات على النحو الآتي:[٥][٧][١١]

  • العلاجات المنزلية، تتضمن هذه العلاجات التدابير الآتية:
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وتجنُّب ممارسة التمارين المُسبِّبة لزيادة شدّة الألم؛ كتجنُّب حمل الأشياء.
  • استخدام الكمادات الدافئة والباردة المُساعدة في التخفيف من الألم، وتساعد الكمادات الباردة ف التخفيف من التورُّم، والوقاية من تلف الأنسجة، ويجدر التنويه إلى أنَّه يُنصَح بتجنُّب وضع الثلج مباشرة على الجلد، وإنَّما وضع منشفة أولًا ومن ثمَّ الثلج.
  • ممارسة تمارين الإطالة الخاصّة بعضلات الصدر.
  • العلاجات الدوائية، إذ تتضمَّن الأدوية الآتية:
  • الأسيتامينوفين، تجدر الإشارة إلى أنَّه لا يحتاج هذا الدواء إلى وصفة طبية لشرائه، لكنّ استخدامه بطريقة غير صحيحة قد يُسبِّب إصابة الكبد بالتلف.
  • مضادات الالتهاب الاستيرويدية؛ كالنابروكسين، والأيبوبروفين، والأسبرين، وتُؤخَذ هذه من مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا، إذ تخفّف من الألم والالتهاب، بالإضافة إلى خصائصها المُسبِّبة لانخفاض درجة حرارة الجسم. ومن أعراضها الجانبية: اضطرابات الكلى، وتلف الأنسجة المبطِّنة للمعدة ونزيفها، ويجدر التنويه إلى ضرورة تجنُّب إعطاء الأسبرين للمصابين الذين لم يتجاوزوا السادسة عشرة عامًا.
  • مضادات التشنُّج؛ كالجابابنتين، الذي يخفّف من الألم المزمن.
  • مضادات الاكتئاب -كالأميتريبتيلين-، إذ يخفّف من الألم المزمن، خصوصًا، إذا ما سبَّب الاستيقاظ من النوم ليلًا.
  • أدوية الكورتيكوستيرويد، التي تُؤخّذ عن طريق الحقن داخل الغضروف المُصاب مباشرًة مع أدوية تخدير موضعي، وتُستخدَم في حال فشل العلاجات الأخرى، وتُؤخَذ هذه الحقن مرة واحدة كلّ عدة أشهر؛ لتجنُّب تلف المفاصل الناتج من حقنها بدرجة أكثر تكرارًا.
  • التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد، تستخدَم هذه الطريقة النبضات الكهربائية في تثبيط السيالات العصبية للألم التي تنتقل إلى النخاع الشوكي والدماغ، إذ تساعد في استرخاء العضلات وتخفيف الألم، ويُعتقَد أنَّها قد تزيد من إنتاج الأندورفين المُسبِّب لتكسين الألم طبيعيًا في الجسم.


المراجع

  1. "Costochrondritis", physio-pedia, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  2. "Costal cartilage", healthline,9-3-2015، Retrieved 12-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Carol DerSarkissian (28-2-2018), "Costochondritis"، webmd, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  4. "Costochondritis", mayoclinic,15-5-2018، Retrieved 12-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Costochondritis", nhs,24-4-2019، Retrieved 12-10-2019. Edited.
  6. Mary Harding (25-1-2017), "Costochondritis"، patient, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  7. ^ أ ب "Costochondritis", drugs,24-9-2019، Retrieved 12-10-2019. Edited.
  8. William C. Shiel Jr (13-8-2019), "Costochondritis"، emedicinehealth, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  9. William Morrison (6-8-2017), " Costochondritis: Causes, symptoms, and treatment"، medicalnewstoday, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  10. "Costochondritis - causes, symptoms, treatment", southerncross,8-2017، Retrieved 12-10-2019. Edited.
  11. "Costochondritis", mayoclinic,15-5-2018، Retrieved 12-10-2019. Edited.
5715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×