التهليل والتكبير والتحميد

كتابة:
التهليل والتكبير والتحميد

محتويات

ما هو التهليل؟

التهليل هو توحيد الله عن كلّ شيءٍ، وتنزيهه عن كلّ فعلٍ، وكذلك تقديسه والإقرار بوحدانيته وعظمته وإجلاله، والتهليل يأتي بمعنى التطهير أيضًا، وهو أوّل ما ينطق به المسلم، وهو الفارق بين أهل الجنة وأهل النار.[١]

كيف يكون التهليل؟

يكون التهليل بقول العبد في أيّ وقتٍ: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ، ولَهُ الحمدُ، وَهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ).[٢]

فضل التهليل

خصّ الله -تعالى- من يذكره بفضلٍ عظيمٍ؛ فبالذكر يُحصّل الإنسان حسناتٍ كثيرةً، فمن ابتغى فضلًا من الله ومكانةً عظيمةً عنده عليه بذكر الله كثيرًا في قلبه، ويكثر من التهليل،[٣] ففي التهليل مغفرةٌ للذنوب، وتكفيرٌ للخطايا مهما عظمت وكثرَت، واستجابةٌ للدعاء؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: (مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ).[٤][٣]

ما هو التكبير؟

التكبير يعني أنّ الله أكبر وأعظم من كلّ شيءٍ؛ فهو لا يشبهه شيءٌ ولا يتصف أحد بمثل ما يتّصف به، فلا يوازيه أو يساويه شيءٌ في صفات الكمال، وهذه الصفات لا يجوز لأحدٍ أن يتّصف بها؛ فهي له سبحانه وحده، مثل؛ رب العالمين، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، القديم الأزلي وغيرها.[٥]

تكبيرات الحج

كان -صلى الله عليه وسلم- كلما عاد من غزوةٍ أو حجٍّ أو عمرةٍ، يكبِّر ثلاث مرَّاتٍ ثمّ يقول: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَهُ).[٦][٧]

صيغة التكبير في الحج

ومن الصيغ الواردة في الآثار والروايات للتكبير قول: (اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إلاَّ اللهَ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أكبَرُ، وَلِلّهِ الْحَمْدُ، اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، لاَ إِلهَ إلاَّ اللهَ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ جُنْدَهُ، وَهَزَّمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ).[٨]

وكان عمر بن الخطاب يكبر في اليوم الثاني بعد النحر في النهار وبصوت مرتفع؛ وذلك إشعارًا منه للعالمين بأهمية التكبير، وعظيم ثوابه في هذه الأيام، وتذكيرًا للعباد بالتكبير، وعليه فإن التكبير يكون طوال أيام التشريق.[٩]

ما هو التكبير المطلق والمقيد في الحج؟

التكبير في العشر من ذي الحجة له أنواعٌٌ، وهما: التكبير المطلق والتكبير المقيّد، وفيما يأتي بيانهما:

  • التكبير المطلق

يبدأ بدخول عشر ذي الحجة، ويكبّر العبد كالآتي: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، وكان بعض الصحابة يخرجون في هذه الأيام المباركة ليذكروا الناس بالتكبير كأبي هريرة وابن عمر، فيكبر الناس معهما، ويستطيع العبد أن يكبر في كلّ وقتٍ وحينٍ، في طريقه إلى المسجد، وفي المسجد، والمنزل، وفي عمله، سواء كان قائمًا، أو جالسًا، أو قبل نومه، أو مضطجع، ويسنُّ الجهر به في أيام العيدين، وذلك لقوله تعالى: (وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ).[١٠][١١]

  • التكبير المقيد

يكون في أوقاتٍ معيّنة وأحوالٍ محدَّدةٍ؛ حيث يبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وتكون بذلك مدَّة التكبير المقيَّد خمسة أيامٍ، هي: يوم عرفة، ويوم العيد، وثلاثة أيام التشريق بعده، ويكون عقب الصلوات، وأمّا الحاج فيبدأ من ظهر يوم النحر، وإن كان قد رمى جمرة العقبة في وقت الضحى؛ فيبدأ تكبيره من الظهر، وبذلك يجتمع التكبير المطلق مع المقيد في يوم عرفة.[١١]

فضل التكبير في عشر ذي الحجة

إنّ للأيام العشر من ذي الحجة فضلًا عظيمًا، قال-صلى الله عليه وسلم-: (ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنّ أحبُّ إلى اللهِ من هذهِ الأيامِ العشرِ ، فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللهِ ، إلا رجلٌ خرجَ بنفسه ومالِهِ ، فلم يرجعْ من ذلكَ بشيء)،[١٢]والتكبير من أحبّ الأعمال إلى الله في هذه الأيام.[١٣]

التكبير في الطواف

ما حكم التكبير عند نهاية الطواف؟

على الحاج والمعتمر أن يُكّبر في بداية الطواف وعندما ينتهي منه، وكان -صلى الله عليه وسلم- يكبِّر كلما اقترب من الحجر الأسود أو لامسه، وفي سؤال ابن باز عن حكم التكبير في نهاية الطواف، وهل فيه من حرجٌ، قال: "يكبر كالسعي؛ لأنّ بعض الناس ينازع في نهاية الطواف". [١٤]

ما حكم التسمية والتكبير عند استلام الحجر الأسود في الطواف؟

يسنّ للمسلم عند الاقتراب من الحجر الأسود أن يكبّر،[١٥] كما ويسنُّ للحاج أو المعتمر أن يكبّر عند الحجر الأسود،[١٦] أمَّا فيما يتعلّق بالتسمية؛ فلم يرد في الحديث المرفوع، ولكن في الحديث الموقوف على ابن عمر ورد أنّه قال: لا بأس أن يقول العبد بسم الله والله أكبر وأن يقبّل الحجر الأسود إن أمكنه.[١٧]

التكبير على الصفا والمروة

كان -صلى الله عليه وسلم- كلما وصل الصفا كبَّر عليها ثلاثاً، وذكر الله، ودعا، ويزيد ويكرِّر قوله.[١٨]

كيفية التكبير على الصفا والمروة

يرقى الحاج أو المعتمر على الصفا إن تيسر له، أو يقف عنده، ويستحب أن يستقبل القبلة، ويقرأ قول الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)،[١٩] ويحمد الله ويكبره، ويقول: "لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"، ثمَّ يدعو رافعًا يديه بما تيسَّر من الدعاء، ويكرِّر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرّات، ويفعل على المروة كذلك، ما عدا قراءة الآية؛ فإنَّه لا يكرّرها، وإنَّما يقرؤها في مبدأ الشوط الأول.[٢٠]

ما حكم التكبير والدعاء في بداية كل شوط من السعي؟

يسنُّ للمسلم التكبير، ورفع اليدين في استلام وبداية كلّ شوطٍ، ويكبّر الله، ويدعوه بما يشاء.[١٤]

تكبيرات عيد الفطر

يسنُّ للمسلم التكبير في أيّام عيد الفطر، وأن يجهر بالتكبيرات، في طريقه لمصلّى العيد، وفي المصلى قبل بدء الإمام بالصلاة.[٢١]

صيغة التكبير في عيد الفطر

يقول : "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".[٢١]

عدد التكبيرات في عيد الفطر

عدد التكبيرات في صلاة عيد الفطر؛ فتكون تكبيرة الإحرام واحدةً منفصلة عن التكبيرات التي تليها، وذلك بعد دعاء الاستفتاح وقبل قراءة الفاتحة، ثمّ يكبّر سبع تكبيراتٍ في الركعة الأولى، وخمس تكبيراتٍ في الركعة الثانية.[٢١]

متى تنتهي تكبيرات عيد الفطر؟

يستحب التكبير في أيام العيد، فيبدأ المسلم بالتكبير من ليلة العيد أي من غروب شمس آخر يوم في رمضان، ويستمر حتى صباح العيد، إلى أن ينتهي الإمام من الخطبة في صلاة العيد.[٢٢]

ما حكم التكبير الجماعي في العيد؟

تعدّدت آراء الفقهاء في حكم التكبير الجماعي في العيد، فرأى البعض أنَّه بدعة ولا يجب فعله؛ لأنَّه لم يثبت عن رسول الله ولا عن صحابته الكرام، والأصح عندهم أن يكبِّر كلُّ فردٍ لوحده،[٢١]وذهب آخرون إلى جواز التكبير الجماعيّ في العيد، ومنهم الإمام الشافعي؛ فقد رويَ أنَّ الصحابة كانوا يجهرون بالتكبير في المسجد وهذا يدلُّ على أنَّهم كانوا يكبرون بشكلٍ جماعي.[٢٣]

تكبيرات عيد الأضحى

يسنُّ للمسلم التكبير في أيام عيد الأضحى، وأن يجهر بالتكبيرات، في طريقه لمصلّى العيد، وفي المصلى قبل بدء الإمام بالصلاة.[٢٤]

صيغة التكبير في عيد الأضحى

صيغة التكبير في عيد الأضحى هي: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد".[٢٥]

عدد تكبيرات عيد الأضحى

تكبيرات صلاة عيد الأضحى مقسَّمةٌ كالآتي: يكبّر في الركعة الأولى بسبع تكبيراتٍ غير تكبيرة التحريم، ويكبّر في الركعة الثانية بخمس تكبيراتٍ غير تكبيرة التحريم.[٢٦]

متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى؟

تعدّدت أقوال الفقهاء في الوقت الذي يبدأ عنده التكبير في عيد الأضحى؛ فذهب البعض إلى أنَّ وقت التكبير في عيد الأضحى يبدأ بعد صلاة فجر يوم عرفة، وقد صحَّ هذا القول عن علي وعمر وابن عباس وابن مسعود، وإلى هذا القول ذهب الإمام أحمد والشافعي في أحد أقواله والثوري وأبو يوسف صاحب أبي حنيفة وغيرهم، وذهب البعض إلى أنَّه يبدأ صبح يوم عرفة ومنهم البيهقي وابن المنذر،[٢٧]وأمَّا الحاج فقد تعدّدت آراء الفقهاء في وقت بداية التكبير وفق ما يأتي:

  • أبو حنيفة: ذهب إلى أنَّ الحاج يبدأ بالتكبير من فجر يوم عرفة مثل غير المُحرم.[٢٨]
  • المالكية والشافعية: ذهبوا إلى أنَّ تكبير الحاج يبدأ بعد صلاة الظهر يوم النحر.[٢٩]
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنَّ التكبير يبدأ للحاج وغير الحاج بعد فجر يوم عرفة.[٣٠]

متى تنتهي تكبيرات عيد الأضحى؟

ينتهي وقت التكبير في عيد الأضحى عصر آخر يومٍ من أيام التشريق.[٢٥]

التكبير في الصلاة

التكبير من الصلاة، وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ هذِه الصَّلَاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شيءٌ مِن كَلَامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وقِرَاءَةُ القُرْآنِ).[٣١][٣٢]

ما حكم تكبيرة الإحرام؟

لا تصحُّ الصلاة بلا تكبيرة الإحرام وتعدُّ باطلةً؛ لأنها ركنٌ من أركان الصلاة، وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مفتاحُ الصلاةِ الطُّهورُ، وتحريمُها التكبيرُ، وتحليلُها التسليمُ)،[٣٣][٣٤] أما من القرآن فقد استدلَّ العلماء بقوله تعالى: (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)،[٣٥] وفي هذه الآية أمر من الله بالتكبير؛ وكلُّ أمر واجب، وتكون صيغة التكبير في الصلاة مركَّبَةً من لفظين، هما: "الله أكبر"، ولا يجوز أن يفتتح الصلاة بغيرهما.[٣٦]

كم تكبيرة في الصلاة؟

في كلّ ركعةٍ خمس تكبيراتٍ،[٣٧] ويكبّر المصلي اثنتين وعشرين تكبيرةً في الصلاة التي تتكون من أربع ركعاتٍ بما فيها تكبيرة الإحرام وتكبيرة القيام من الجلوس، وسبع عشرة تكبيرةً في المغرب، وإحدى عشرة تكبيرةً في الفجر، فمجموع التكبيرات في الصلوات الخمس أربعٌ وتسعون تكبيرةً.[٣٨]

مواضع التكبير في الصلاة

الله أكبر عند السجود، والله أكبر عند الاعتدال، والله أكبر عند السجود مرةً أخرى، والله أكبر عند القيام من السجود، الله أكبر عند الركوع، وتكبيرة الإحرام في بداية الصلاة، وهذه تكبيرات الانتقال، وفي صلاة الجماعة على المصليين كلما كبَّر الإمام أن يكبّروا، وعلى الإمام تذكيرهم بالتكبير، ولا يجوز الاكتفاء بتكبيرة الإمام، وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُبَادِرُوا الإمَامَ إذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وإذَا قالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولوا: آمِينَ، وإذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وإذَا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، فَقُولوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ. وفي رواية: بنَحْوِهِ، إلَّا قَوْلَهُ: {وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولوا: آمِينَ، وزَادَ: ولَا تَرْفَعُوا قَبْلَهُ).[٣٩][٣٧]

ما حكم رفع اليدين في تكبيرة الإحرام؟

لا يُشتَرط رفع اليدين لتكبيرة الإحرام، وإنَّما يسنُّ للمصلّي فعل ذلك، ولو لم يفعل ليس عليه شيءٌ.[٤٠]

كم مرة ترفع اليد للتكبير في الصلاة؟

من العلماء من ذهب إلى أنّ المصلي يرفع يديه للتكبير في أول الصلاة، ويرفع يديه إذا أراد أن يركع، ويرفع يديه إذا قام من الركوع، ويرفع يديه بعد التشهد الأوسط في الصلاة الرباعية، وذهب أبو حنيفة إلى أنّ الرفع يكون فقط في أول الصلاة.[٤١]

تكبيرات صلاة الجنازة

لم يرد عند أهل السنة أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يرفع يده مع كلّ تكبيرةٍ في صلاة الجنازة، عدا التكبيرة الأولى.[٤٢]

كم تكبيرة في صلاة الجنازة؟

إنّ عدد تكبيرات الجنازة أربع، ومن العلماء من قال خمس أو ست تكبيرات، وبعضهم زادها حتى سبع تكبيرات، لكنّ ما عليه العمل وما يفعله أغلب المسلمين هو أربع.[٤٣]

التكبير في سجود التلاوة

إنّ التكبير في سجود التلاوة إذا كان في الصلاة فهو مستحبٌّ، فمن تركه لا إثم عليه، ومن كبّر في سجود التلاوة له أجرٌ ذلك.[٤٤]

هل لسجود التلاوة تكبير؟

سجود التلاوة يكون من خلال سجدةٍ واحدةٍ، يكبِّر عندما يسجد وإذا رفع في الصلاة، أما إن سجد خارج الصلاة، سجد بلا تكبير ولا تشهد ولا تسليم أيضًا.[٤٥]

ما حكم الجهر بالتكبير في سجود التلاوة؟

إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا مرَّ بالسجدة كبَّر وسجد، وهذا يدلُّ على الجهر، إذ لو لم يجهر الرسول بالتكبير لما ورد عن الصحابة سماعه.[٤٦]

التكبير على الأضحية

ما حكم التكبير على الأضحية؟

يستحبّ التكبير مع التسمية قبل ذبح الأضحية،[٤٧] فيقول الذابح: "باسم الله، والله أكبر"،[٤٨] ولا يجوز التكبير حول الأضحية.[٤٨]

التسمية عند الذبح حسب المذاهب

في المذهب الشافعي، يحلُّ للمسلم الأكل من الذبيحة التي لم يسمَّ عليها، سواءً كان عالمًا بذلك أو ناسيًا أو لم يذكرها، واعتمد الشافعيّة على أنَّ التسمية سنَّةٌ ولا إثم في تركها، وذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد، إلى أنَّ الذبيحة تحلُّ بلا تسميةٍ فقط إن كان ناسيًا، ولا تحلّ إن كان متعمِّدًا عدم ذكرها حتى ولو كان جاهلًا، وذلك لقوله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ).[٤٩][٥٠]

التحميد

التحميد في اللغة؛ هو كثرة الثناء بالمحامد الحسنة، وهو أبلغ من الحمد، والتحميد في الاصطلاح الشرعي؛ يراد به كثرة الثناء على الله تعالى؛ لأنه هو مستحق الحمد على الحقيقة، ومن ألفاظ الحمد؛ الشكر، والشكر في اللغة: الثناء على المُحسن بما قدم لغيره من معروف.[٥١]

كيف يكون التحميد؟

من أنواع الحمد، أن يذكر المسلم ربّه على لسانه في قلبه؛ فكلّ الأذكار التي يلفظها العبد على لسانه يستشعرها في قلبه؛ فيقول المرء عبارات الحمد بخفَّةٍ على لسانه مطمئنًا بها قلبه، "له الحمد في الأولى والآخرة"، "وله الحمد فالق الإصباح"، "وله الحمد وهو الحكيم الخبير"، "وله الحمد على ما أعطى وله الحمد على ما منع"، "وله الحمد على ما يفعل سبحانه وتعالى".[٥٢]

وإنّ من صيغ التحميد الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ربنا ولك الحمد، اللهم ربنا ولك الحمد، ربنا لك الحمد، اللهم ربنا لك الحمد،[٥٣]ومن صيغ الحمد أيضًا: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَكَ، وَيُكَافِئُ مَزِيدَكَ، أَحْمَدُكَ بِجَمِيعِ مَحَامِدِكَ، مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ وَعَلَى كُل حَالٍ. اللَّهُمَّ صَل وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ أَعِذْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَأَعِذْنِي مِنْ كُل سُوءٍ، وَقَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَكْرَمِ وَفْدِكَ عَلَيْكَ، وَأَلْزِمْنِي سَبِيل الاِسْتِقَامَةِ حَتَّى أَلْقَاكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.[٥٤]

فضل التحميد

إنّ أعظم سورةٍ في القرآن، هي الفاتحة، وقد ابتدأت بالتحميد، يقول الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٥٥] وقال الرسول: (أفضلُ الذكرِ: لا إلهَ إلا اللهُ، وأفضلُ الدعاءِ: الحمدُ للهِ).[٥٦][٥٧]

والتحميد وحده يملأ الميزان بالأجر والثواب العظيم، وذلك لأنَّ الحمد المطلق إنَّما يستحقه من كان مبرأ عن النقائص، منعوتًا بنعوت الجلال، وصفات الكمال، فالتحميد شاملٌ لشكر الله وتنزيهه، ودالٌّ على تسبيح الله، وذكره والثناء عليه. [68]

المراجع

  1. السيوطي، كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي، صفحة 967. بتصرّف.
  2. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:1869، صحيح عى شرط الشيخين.
  3. ^ أ ب محمود عبد اللطيف عويضة، كتاب الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 378. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:1154، حديث صحيح.
  5. ابن تيمية، كتاب قاعدة حسنة في الباقيات الصالحات، صفحة 23. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2995، حديث صحيح.
  7. ابن باز، كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري، صفحة 476. بتصرّف.
  8. أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان، صفحة 14. بتصرّف.
  9. [القَنَازِعي، كتاب تفسير الموطأ للقنازعي، صفحة 658. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية:185
  11. ^ أ ب عبد العزيز الراجحي، كتاب فتاوى منوعة، صفحة 35. بتصرّف.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:757، حديث حسن صحيح غريب.
  13. العراقي، زين الدين، كتاب تخريج أحاديث الإحياء، صفحة 281. بتصرّف.
  14. ^ أ ب عبد الكريم الخضير، كتاب شرح منسك شيخ الإسلام ابن تيمية، صفحة 39. بتصرّف.
  15. علي بن عمر بادحدح، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 62. بتصرّف.
  16. مصطفى العدوي، دروس للشيخ مصطفى العدوي، صفحة 31. بتصرّف.
  17. محمد إسماعيل المقدم، دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم، صفحة 27. بتصرّف.
  18. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 259. بتصرّف.
  19. سورة البقرة، آية:24
  20. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، كتاب فتاوى اللجنة الدائمة، صفحة 259.
  21. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، أرشيف ملتقى أهل التفسير. بتصرّف.
  22. ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 370. بتصرّف.
  23. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث 1، صفحة 120-75. بتصرّف.
  24. ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 361. بتصرّف.
  25. ^ أ ب ناصر الدين الألباني، كتاب تمام المنة في التعليق على فقه السنة، صفحة 356. بتصرّف.
  26. الخطيب الشربيني، كتاب مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، صفحة 590. بتصرّف.
  27. حسام الدين عفانة، كتاب فتاوى د حسام عفانة، صفحة 10-16.
  28. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2-408. بتصرّف.
  29. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 409-410. بتصرّف.
  30. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2-411. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن معاوية بن الحكم السلمي، الصفحة أو الرقم:537، حديث صحيح.
  32. [العمراني، كتاب البيان في مذهب الإمام الشافعي، صفحة 170. بتصرّف.
  33. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:238، حسن.
  34. أسامة سليمان، تفسير القرآن الكريم، صفحة 10. بتصرّف.
  35. سورة المدثر، آية:3
  36. عبد الرحمن الجزيري، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 200. بتصرّف.
  37. ^ أ ب أسامة سليمان، كتاب التعليق على العدة شرح العمدة، صفحة 22. بتصرّف.
  38. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6862. بتصرّف.
  39. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:415، حديث صحيح.
  40. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 348. بتصرّف.
  41. أبو إسحق الحويني، دروس للشيخ أبي إسحاق الحويني، صفحة 12. بتصرّف.
  42. حسام الدين عفانة، كتاب فتاوى يسألونك، صفحة 295. بتصرّف.
  43. ابن جبرين، كتاب شرح أخصر المختصرات، صفحة 3. بتصرّف.
  44. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 9438. بتصرّف.
  45. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية، صفحة 200. بتصرّف.
  46. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 9445. بتصرّف.
  47. السفاريني، كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام، صفحة 38. بتصرّف.
  48. ^ أ ب عبد المحسن العباد، كتاب شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 32. بتصرّف.
  49. سورة الأنعام، آية:121
  50. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 392. بتصرّف.
  51. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 265.
  52. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 2. بتصرّف.
  53. كمال ابن السيد سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 334. بتصرّف.
  54. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 273.
  55. سورة الفاتحة، آية:2
  56. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1248، حديث صحيح.
  57. [محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 2. بتصرّف.
5097 مشاهدة
للأعلى للسفل
×